hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ألفرد بصبوص في "غاليري مارك هاشم" منحوتاته ذات أنوثة خلاقة

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 08:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يعود الينا من جديد الفنان الراحل ألفرد بصبوص (1924 – 2006) في "غاليري مارك هاشم"، ميناء الحصن، بمنحوتاته الصلبة، من البرونز والرخام والحجر الوطني والعربي والغربي، بأشكال تقترب أكثر فأكثر من الحميميات الانثوية. ليس الجسم مكتملاً، لأنه يكتفي بتجسيد الإيماء، ويعشق التكويرات. لكأن المنحوتات في حالة من التقشف والزهد والانتقال النفسي نحو حرية في الحركة تجعلها متأهبة لتعلو في لحظة ما الى الاعلى على غفلة من المتلقي الذي يقف ذاهلاً ومنخطفاً من شدة الانسجام والتلاقي.
المعرض، الذي يستمر الى 10 اذار، يتضمن منحوتات كبيرة بعض الشيء، ذات ألوان بين الأسود والرمادي والأبيض، تتجاور مع رؤوس مفرغة من الداخل، ومع أخرى كلاسيكية الهيئة، بالكاد نرى انها محفورة ومنقورة بتفخيخات متفاوتة الحجم، توحي انها مولودة منذ الازل، وأن ما أحدثه الفنان فيها من تجاويف إنما هو بفعل العوامل الطبيعية المتراكمة عبر العصور.
تتمحور المنحوتات حول الأنوثة والمشاعر والايحاءات العاطفية، في انحناءة رأس مكتمل الملامح، او في جسد مختصر، مكتفٍ بعناصره الإيحائية القليلة التي تلهب المشاعر بذكاء وفتنة، لكن من دون ثرثرات في الحركات. فالفنان الخبير يلجأ إلى التجسيدات والخطوط والإشارات العامة لأنه لا
يبغي استدراج الاعجاب الظاهري، بل يحاول التحدث الى العقل الذي يهندس الشكل، ويختصره، من دون ان تتخلى منحوتته عن مفاتيح بصرية ملمومة ومكثفة.
نشاهد منحوتات ألفرد بصبوص كأننا لم نشاهدها من قبل. فهي دائماً، تولّد الانطباعات والتأويلات المفتوحة على التخييل، كأنها تولد باستمرار، وهذا ما يجعل الفنان حاضراً في ضمير الحركة النحتية اللبنانية والعربية الراهنة. وكم يجب على
مدارسنا ان تنظم زيارات فنية مدروسة، من اجل ان يطلع الجيل الجديد على تجارب كبارنا الذين تركوا لنا ارثاً فنياً وحضاريا مرموقاً.
(لور غريب – النهار)
 

  • شارك الخبر