hit counter script

أخبار اقتصادية ومالية

السياحة الزراعية سبيلٌ لإنقاذ الأرياف

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 08:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اتسع مفهوم السياحة بين ترفيهية وعلاجية، إضافةً الى السياحة الثقافية والتاريخية والدينية، والاقتصادية، وحديثاً إلى الريفية أو ما تمكن تسميته بالسياحة الزراعية.
ليست الزراعة السياحية تغييراً في نشاط الزراعة، انما هي نشاط اضافي يتمكن من خلاله المزارعون من استقبال الزوار (من مواطنين ومقيمين وأجانب) في مزارعهم وتنظيم برامج وأنشطة مفيدة وممتعة لهم على أرض المزرعة، وبالتالي تحقيق الفائدة الاقتصادية لهم والفائدة الترفيهية والعلمية والرياضية والثقافية.
فوائد وآفاق
وفي دراسةٍ حول السياحة الزراعية يشدّد الدكتور سليم هاني منصور على "أهمية هذه السياحة التي تدخل إيراداً مميزاً الى القطاع الزراعي، كونها توفر دخلاً إضافياً لمالك المزرعة، اضافةً الى تسويق المنتجات عبر بيعها للسياح والزوار، وزيادة قيمة المزرعة التي تقدم السياحة الزراعية، اضافةً الى تنويع الإيرادات التي يحصل عليها المزارع (إنتاج، بيع، تجارة...). وبذلك يستطيع المزارع بيع منتجاته الى السائح مباشرةً من دون مرور السلعة على السلسلة المعروفة من تجار "الكومسيون" وغيرهم، اضافةً الى تمكنه من خلال تفعيل وتطوير المزرعة من الاستفادة منها ليس فصلياً أو موسمياً انما على مدار العام، كما يمكن تنويع الوجهات السياحية المحلية (المزارع الساحلية، المزارع الجبلية...)".
كذلك تتخذ السياحة الزراعية وفق منصور أهمية بارزة بالنسبة للسياح وذلك عبر تلبية رغبتهم في تمضية فترة في الريف، الابتعاد عن الضجيج والصخب، وذلك عبر برامج سياحية غير مألوفة تستقطب من خلالها سياحاً ذوي اهتمامات مغايرة للمعتاد، ما يلبي رغبة السائح في تجربة هذا النوع من السياحة بعد رحلات عديدة قصد فيها البحر والفنادق والمطاعم المقفلة. كما تسهم السياحة الزراعية في تثقيف السائح، وتعريفه على ثروات البلاد ومواردها، ما يمكن أن يفتح باباً لكثيرين للاستثمار والإقامة في ما بعد.
ومن الأنشطة التعليمية التي تعددها الدراسة، يمكن للسائح وافراد اسرته أو اصدقائه تعلّم العديد من المهارات أثناء زيارة المزرعة مثل تربية النحل والأسماك والأرانب والماشية، عصر الزيتون والعسل، التعرف الى انواع العصافير والفراشات، كيفية إعداد الوجبات الريفية والمأكولات والمشروبات، طرق زراعة النباتات والاشجار والزهور، اضافةً الى التعرف الى ظروف الحياة الريفية وما يكتنفها من صعوبة. كذلك تلفت الدراسة الانتباه الى انشطة يمكن ان يتمتع بها السائح خارج المزرعة مثل زيارة البلدات التاريخية والمواقع الأثرية المنتشرة في المناطق الريفية، الى جانب أنشطة رياضية مثل المشي والركض وركوب الدراجة الهوائية والسباحة وتسلق الجبال. كما يمكن للمزارع إقامة تجمّعات تفيد السائح مثل معرض للأدوات التي يرغب السائح في التعرف اليها من آلات عصر الزيتون والعنب وآلات تقطير الورد والزهور، وإقامة محترفات للآلات القديمة التي كانت تستخدم في الزراعة والحصاد.
وعن مستقبل السياحة السياحية، تدعو الدراسة إلى وضع مشاريع وقوانين لهذا النشاط وإنشاء الإمكانات والتسهيلات لإنشاء المزارع، إضافةً الى دفع الحكومات لزيادة الاهتمام بالنشاط الزراعي وتقديم قروض ميسّرة او من دون فوائد لكي يتمكن المزارع من اقامة المزرعة والمنشآت لاستقبال الضيوف. كما تطالب الدراسة بإدخال السياحة الزراعية ضمن منظومة التدريس في الجامعات والمعاهد السياحية والقيام بالتعليم والتدريب للمزارعين من أجل القيام بها. كما تحتاج السياحة الزراعية الى تعاون وزارة الزراعة لأن هذا النوع من السياحة سيلاقي منافسة صعبة من الأنواع الأخرى من السياحة.
(السفير)
 

  • شارك الخبر