hit counter script

«وحش» يسلب براءة طفل... ومستشفيان يُهملان رضيعاً

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 07:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كانَت الطفولة أمس، الضحيّة الأولى للإهمال وغياب الضمير المهنيّ، في مؤسسات يُفترض بها أن تكون ملجأً آمناً لكلّ مَن يقصدها. حادثتان روّعتا الرأيَ العام كغيرهما من الحوادث المؤسفة في بلد الأرز: وفاة طفل بريء في طوارئ مستشفى «اليوسف» الذي كان رفض استقباله مع مستشفى «رحال» في عكار، ومأساة طفل آخر سلب «وحش مدرسيّ» براءته.

على رغم التدابير والإجراءات التي يتّخذها وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور في حق المستشفيات المخالفة، لا يزال المواطنون يموتون على أبواب الطوارئ بحجة عدم وجود أمكنة.

صباحَ أمس هزّت قصة وفاة الطفل عبد الرؤوف منير الحولي الذي لم يُكمل الأشهر الخمسة الرأي العام الشمالي واللبناني. فقد توفّي الطفل (أربعة أشهر وعشرة أيام) بعد رفض مستشفيَي «اليوسف» و«رحّال» في حلبا - عكار إستقباله بحجّة أنْ لا أماكن فارغة.

وقد إدَّعى والده امام فصيلة حلبا على المستشفيين، متّهماً إياهما بالتقصير واﻻهمال والتسبب بوفاة ابنه. وسأل: هل من المقبول أن تكون حجّة أنْ ﻻ مكان في المستشفى، سبباً في وفاة ابنه، واضعاً القضية في رسم وزير الصحة.

وروى الوالد لـ«الجمهورية»، معاناته خلال يوم طويل من الألم انتهى بفاجعة، قائلاً: أصاب عبد الرؤوف إسهال وتقيّؤ، فاتصلت السبت مساءً بالطبيب طلال نعيم الذي وصف له دواءً ومصلاً، لكنّ حاله لم تتحسّن فكرّرت مراجعة الطبيب الأحد فطلب معاينته ليؤكد وجوب إدخاله المستشفى، وبعد إجراء الأوراق اللازمة توجهت ظهراً الى مستشفى «اليوسف» لكنّ طبيب الطوارئ ومن دون النظر الى حال إبني قال لا مكان لدينا، فتوجّهت الى مستشفى «رحال» حيث كانت إجابة إحدى الممرضات في الطوارئ أنْ لا مكان لإستقبال ولدي على رغم إيضاحي بأنّ حاله خطرة، فكرّرت الإتصال بالطبيب الذي أشار الى أنّ ما من حل إلّا بإعطائه الدواء اللازم وإعادة الإتصال بي في حال لم يتحسّن».

ويضيف الوالد المفجوع: «عند السابعة والنصف مساءً إتصلت بالطبيب وأبلغت إليه أنّ الإسهال والتقيّؤ توقّفا لكنّ بطن الطفل لا يزال منفوخاً فطلب مني التوجه الى صيدلية المستشفى والإتصال به من هناك، فأحضرت الدواء وأعطيته للطفل كما طلب الطبيب، لكنّ حاله تدهورت كثيراً قرابة التاسعة، فوضعته في السيارة وأسرعت به الى مستشفى «اليوسف» حيث إستقبلنا الدكتور نعيم وأدخله الطوارئ ولكن بعد عشر دقائق خرج ليقول لنا: «العوض بسلامتكم».

بحسرة ولوعة يسأل الوالد: هل يجوز ألّا تستقبل مستشفى طفلاً في سنّ الأربعة أشهر وهو في حال خطرة؟ مناشداً وزير الصحة «أن يأخذ لي حقي من المستشفيين وقد تقدّمت بدعوى في مخفر حلبا وآمل أن يأخذ القضاء حقي لأنّ إبني ذهب ضحيتهما وأحمّلهما المسؤولية لأنهما لو طلبا مني أموالاً لكنتُ دفعت لهما».

وعلى الأثر وفور إبلاغ أبو فاعور بالأمر، أوعز بفتح تحقيقٍ فوري مع المستشفيين لرفضهما استقبال الطفل، وفق ما ذكر والده. وطلب أبو فاعور حضور والد الطفل الى الوزارة لتزويد المسؤولين بالمعلومات، واستدعاء مديرَي المستشفيين المعنيين بالقضية إلى الوزارة، على أن يتمّ اتخاذ ما يلزم من إجراءات في ضوء ما يتوصّل إليه التحقيق.

وإذ أكّد أنْ لا شيء سيعوِّض وفاة الطفل، أكد أبو فاعور إلتزامه العمل بما يؤمّن لجميع المواطنين حقّهم في الاستشفاء بكرامة وعدم إذلالهم على أبواب المستشفيات.

وعصراً، أوقَف مخفر حلبا بناء لإشارة المدعي العام في الشمال وائل الحسن، كلّاً من الموظفة في مستشفى «رحال» خالدية أحمد طالب، والموظف في مستشفى «اليوسف» محمد أحمد عياش، للتحقيق في جرم التسبّب بوفاة عبد الرؤوف.

ويبقى الأطفال عرضةً لشتى انواع التعديات، فبعد حادثة الطفل عبد الرؤوف تعرّض نبيل الذي لم يتجاوز الـ3 أعوام ونصف العام لاعتداء جنسي، وعُلم أنّ والده (ح.ح ع.)، إدّعى لدى مخفر العريضه أنّ نبيل، تعرّض لاعتداء جنسي في مدرسة تلمعيان الرسمية على يد مجهول. وعلى الفور بدأت القوى الأمنية التحقيقات لكشف ملابسات القضية، بعدما كشف الطبيب الشرعي على الطفل.

أنطوان عامرية- الجمهورية
 

  • شارك الخبر