hit counter script

متل ما هي - ابراهيم درويش

لا لتحوّل كرة السلّة وقود احتقان طائفي!

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 06:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أزعجت كلمة "دواعش كرة السلة" الواردة في المقال المكتوب أمس والذي حمل عنوان "أوقفوا دواعش كرة السلة" الكثيرين، الذين وللأسف ولاعتبارات ونزعات طائفية مقيتة، ربطوا بين الوصف الداعشي و"هوية نادي الرياضي (السنّية)" ...
لا تدعِّشوا أهل "سنّة الرسول"، فهم أكبر من أن يتدعّشوا، وهم أبناء المناطق المحتضنة لمختلف الألوان والأطياف المذهبية والطائفية، وهم مؤشر الإعتدال.
فلماذا لجأ البعض إلى وضع الطائفة السنّية الكريمة في قفص الإتهام؟ وانبروا إلى تلميع صورتها، على الرغم من أنها نقية في أعيننا نقاء باقي الطوائف، التي آمنت بالعيش المشترك وتتمسك به لحماية لبنان من نيران الخارج، حتى شنّت حملة واسعة على المقال المكتوب، وانبرى البعض إلى تبنّي مقولة "نفتخر بأننا دواعش الرياضي"، حتى حفلت التعليقات على المقال بالتراشق الطائفي، بين مناصرين للفريقين.
المقصود بـ"دواعش" اللعبة، هم أولئك الذين لم يمتلكوا "الحكمة" والخلق "الرياضي" من الفريقين والجمهورين، لتطويق الإشكال قبل تطوّره من إشكال بين لاعبين إثنين، إلى فريقين، إلى جمهورين، إلى أن كرّروا المكرّر، وشحنوا النفوس قبل وبعد المباراة، حتى آلت الأمور إلى ما آلت إليه، بما يهدّد مصير هذه اللعبة.
 لنا الحق بأن نصف كل من يحاول تدمير هذه اللعبة بالـ"دواعش"، ومن حقنا أن نتمسك بهذه اللعبة الحلم التي أوصلتنا إلى العالمية، بفريقيها الأصفر والأخضر، بتكاتفهما وتوحّدهما، يوم لعبا وباقي الفرق، للقميص اللبناني الواحد.
وواجبنا أن نكتب باسم أولئك الذين لا يتكاسلون عن متابعة فريقهم في الملعب، لكي لا يُحرَموا من هذه المتعة ويتعرّضوا للخطر، كما لنا الحق في أن نصرّ على أن لا تضيع حماسة هذه المباريات بفعل التوتّر والشحن الذي يتوارث من موسم إلى آخر، ومن مباراة إلى أخرى.
وصحيح أن الإشكال والتوتّر والتضارب ممكن أن يحصل في أي رياضة، وفي أي بلد، وفي أي دولة، إنما هناك لا يُشتم الأئمة والخلفاء والقديسون والمناطق والرموز، وهم ليسوا في بلد، تحيط به النيران المذهبية والطائفية، ورياح التقسيم، وحكومته جاهزة لفعل أي شيئ لربط النزاع، ارتباطاً بالسياسة القائمة، ويذكر الجميع حين مُنع جمهور كرة القدم من حضور المباريات لستة مواسم .
كما أنه في بلد غير لبنان، لا تسهر القوى الأمنية لمنع التداخلات بين منطقتين مختلفتي الإنتماء الطائفي، كما حصل أول من أمس وفي المرة السابقة، حيث بقيت القوى الأمنية ساهرة حتى الرابعة صباحاً لمنع بعض الشبان الموتورين من الإحتكاك المناطقي.
كتبنا خوفاً، وقلقاً، واستجابة للضمير المهني، وحتى لو حُمّلنا بالشتائم، لكننا نرفض سوق كلامنا باتجاه الطائفة السنّية، أو ضد جمهور معيّن، ما نرفضه هو أن تتحوّل اللعبة إلى وقود احتقان طائفي وغرائزي يبدأ داخل الملعب، ويوظّف خارجه.

 

  • شارك الخبر