مع اقتراب ذكرى إنطلاقة قوى 14 آذار، أطلقت هذه القوى ورشة عمل تطرح دينامية جديدة للنشاط السياسي، وتهدف إلى إعداد خطة عمل للخروج من واقع المراوحة الذي يعانيه مشروع 14 آذار بعد التطوّرات في السنوات العشر الماضية، والتي جعلت منه طرفاً غير مشارك فعلياً في السلطة والقرار. وتشجّع هذه الخطوة على إعادة رسم المشهد داخل هذا الفريق الذي يستعدّ لإجراء عملية قراءة ومراجعة لمسيرته الحافلة بالمحطّات الأمنية والسياسية. وتكشف مصادر سياسية في 14 آذار، أن هذه القوى باشرت بتقييم تجربتها السياسية منذ مدة، وقد سبق أن عرضتها على زعيم "التيار الأزرق" سعد الحريري، حيث بدا لافتاً إصراره على ضرورة توحيد القراءة في ظل المتغيّرات على الساحة الإقليمية منذ العام 2005 وحتى اليوم، وصولاً إلى تأكيده على أهمية انسحاب تجربة التحالفات العابرة للطوائف داخل هذا الفريق على الطبقة السياسية، والتي تحقّق شبكة الأمان الوحيدة القادرة على حماية لبنان من الإرهاب التكفيري.
وأضافت المصادر نفسها، أن تأثيرات الأحداث في المنطقة، وخصوصاً الصراع في سوريا كانت كارثية على لبنان، إذ أجبرت اللبنانيين على العودة إلى داخل طوائفهم بعدما شعرت الأقلّيات في أكثر من بلد عربي بأنها مهدّدة في وجودها. واعتبرت أن الحوار الإسلامي ـ الإسلامي الجاري ينطلق في سبيل تحقيق هذا التعايش والحؤول دون امتداد الصراع السنّي ـ الشيعي إلى لبنان. وكذلك بالنسبة للمسيحيين، وجدت المصادر أن تلاقيهم مع المسلمين، كما حصل في "ثورة الأرز"، يحقّق لهم الضمانة والحماية الأكيدة، وذلك في كنف الدولة والجيش والمؤسّسات.
أخبار ذات صلة
