hit counter script

أخبار محليّة

اسامة سعد في ذكرى والده: النظام الطائفي لم يقدم للبنانيين إلا الحروب الأهلية

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٥ - 12:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

القى الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد كلمة في الذكرى الأربعين لاستشهاد المناضل معروف سعد، في ختام مسيرة الوفاء للشهيد والتأكيد على نهجه، قال فيها: "تحت راية معروف سعد الوطنية التقدمية سوف ينتصر المناضلون والمقاومون على كل التحديات، وسوف يسقطون الفتن الطائفية والمذهبية وسيسقطون الاستبداد والاستغلال".

وجدد عهد الاستمرار "بالمطالبة بالاقتصاص من المجرمين الذين اغتالوا الشهيد، والاقتصاص من الذين يقفون وراءهم".

اضاف: "في هذا الوقت تحديات خطيرة خارجية وداخلية تواجه لبنان، كما تواجه الأمة العربية. العدو الصهيوني يواصل احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، كما يواصل احتلال الجولان. وهو يسرع خطواته من أجل تهويد القدس، وابتلاع الضفة الغربية، ويمارس الحصار والاعتداءات على غزة، وكل ذلك من أجل تصفية القضية الفلسطينية. ويستمر العدو باعتداءاته وتهديداته ضد لبنان، ويمارس العدوان على سوريا، والتدخل في الحرب الدائرة فيها لمصلحة الجماعات الإرهابية، وهدفه تدمير الجيش السوري وإسقاط سوريا. وكل ذلك يجري بدعم كامل من أميركا وبقية الدول الاستعمارية، وبتواطؤ من قبل الأنظمة العربية الرجعية".

وتابع: "أما قوى الظلام والإرهاب المتسترة بستار الدين، والمتاجرة بالإسلام والمذهبية، فلا تطلق طلقة واحدة ضد العدو الصهيوني، بل ترتمي في أحضانه. وهي تخدم أهداف إسرائيل عبر شن الحرب على لبنان وسوريا والعراق ومصر وليبيا وغيرها من البلدان العربية، وعبر العمل على تدمير الجيوش العربية، والدول العربية".

واردف: "في المقابل تقف المقاومة في لبنان وفلسطين وحيدة في مواجهة العدو الصهيوني، لكنها توجه له الضربات الموجعة، وتمنعه من تحقيق أهدافه. بل إن المقاومة قد نجحت في تحقيق توازن الرعب مع العدو بعد الصمود الأسطوري لغزة، وبعد انتصارات المقاومة في لبنان".

وحيا ابطال المقاومة وشهداءها، داعيا إلى "الالتفاف حول المقاومة، وإلى تعميق التعاون بين المقاومة والجيش اللبناني".

وقال: "نهج المقاومة هو النهج الذي أثبت النجاح والفعالية، وهو النهج الذي كان الشهيد معروف سعد من رواده. فألف تحية إلى الشهيد معروف سعد الذي حمل سبق الريادة في تبني خيار المقاومة، وإننا على خطاه لسائرون حتى تحقيق النصر على العدو وحتى تحرير الأرض اللبنانية والفلسطينية والعربية المحتلة من رجس الصهيونية والاستعمار".

واستهجن أن "تصنف بعض القوى الطائفية والمذهبية في لبنان نفسها في خانة الاعتدال"، مستغربا أن "هناك من داخل لبنان ومن خارجه من يتبنى هذا التصنيف. فتلك القوى التي تعمل على افتعال الانقسامات بين اللبنانيين، وتمارس الاستفزازات، وتحرض على الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد، لا يمكن بتاتا اعتبارها قوى معتدلة، بل هي لا تمت للاعتدال بأي صلة. تلك القوى التي تكثر من الكلام عن العبور إلى الدولة، بينما هي لا تقوم في الحقيقة إلا بتدمير الدولة، وبرعاية الفساد والمحسوبية والزبائنية في جسد الدولة، وبتهميش مؤسسات الدولة وتدميرها ونهب مواردها، وبتعميم الشلل على المؤسسات الدستورية، عبر إبقاء سدة الرئاسة خالية، وتعطيل عمل الحكومة، والتأجيل المتكرر للانتخابات النيابية، وإبقاء المجلس النيابي عاطلا عن العمل".

وشدد على ان "تلك القوى لا يمكن أبدا أن تكون معتدلة، بل هي قوى شديدة التطرف في العداء لوحدة الشعب اللبناني، ولقيام الدولة اللبنانية الحقيقية، ولبناء الاقتصاد الوطني المنتج، ولتوفير مقومات العيش الكريم للشعب بفئاته كافة. تلك القوى هي التي وفرت الحضن الدافىء للجماعات الإرهابية التي ترتكب الجرائم الوحشية بحق الشعب اللناني والجيش اللبناني، وتلك القوى الطائفية والمذهبية السلطوية لا تزال تمتنع عن توفير ما يحتاج إليه الجيش من سلاح حديث وعديد وعتاد، مع ذلك يواجه الجيش باللحم الحي، وبكل بسالة، جحافل الإرهابيين في جرود عرسال ورأس بعلبك، ويقدم قوافل الشهداء".

واكد ان "مواجهة الطائفية والمذهبية والإرهاب كي تكون مواجهة ناجحة، لا بد لها أن تكون شاملة ولا بد، إضافة إلى الجوانب الأمنية والعسكرية، أن تشمل أيضا الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والفكرية. كما لا بد لها أن تستظل الراية الوطنية الواحدة، وراية العروبة الجامعة، لكي تنجح في توحيد كل فئات الشعب في مواجهة الإرهاب الظلامي وجرائمه وأخطاره على الوطن والأمة العربية والحضارة الإنسانية".

وقال: "النظام الطائفي العفن السائد في لبنان، والقائم على التحالف بين القوى الطائفية والرأسمالية الريعية الطفيلية، هذا النظام لم يقدم للبنانيين إلا القلاقل والفتن ومسلسل الحروب الأهلية. وبالإضافة إلى عجزه عن تحصين لبنان في مواجهة إسرائيل، وعن صد اعتداءاتها، أظهر هذا النظام أيضا تقصيرا فادحا في التصدي لخطر الجماعات الإرهابية. ولم يقدم الحكام للشعب اللبناني إلا الأزمات والمآزق. القوى المهيمنة على الحكم تتصارع على تقاسم الجبنة، ويدفع اللبنانيون الثمن اهتزازا في الأمن والاستقرار".

وتابع سعد: "القوى المهيمنة على الحكم تتعمد تخريب مؤسسات الدولة ونهب مواردها... واللبنانيون يدفعون الثمن تراجعا في الخدمات العامة، من الصحة إلى التعليم، زيادة على التقنين الظالم في الكهرباء ومياه الشرب، وانهيار النقل العام إلى غير ذلك من الخدمات والقطاعات" .

واشار الى ان "الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة يتطلب التصدي لهذه السياسات الحكومية التي تعبر عن المصالح الأنانية للفئات الحاكمة وحدها، كما يتطلب التصدي للتوجهات المفروضة على لبنان من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وذلك من خلال خوض النضالات الشعبية والنقابية".

ونقل سعد مطالب أبناء صيدا "بوضع حد لحرمانهم من مشاريع التنمية، ومن تغييب المؤهلين من أبنائهم عن المواقع الوظيفية والإدارية في الدولة. وهم في الوقت ذاته يرفضون أي تهميش لدور صيدا في أي مجال من المجالات، كما يرفضون أي دعوة للانغلاق أو الانسلاخ عن الجوار.

واكد ان "أمن المخيم هو جزء من أمن صيدا، ومن الأمن اللبناني عامة. لذلك نحن نعمل مع سائر القوى والفصائل في المخيم على تحصين الأوضاع، وسحب كل فتائل التفجير".

وختم سعد مجددا "الدعوة إلى تمتين علاقات التعاون بين القوى التقدمية العروبية في لبنان، وفي سائر أرجاء الوطن العربي"، داعيا إلى "الارتقاء بمستوى التنسيق بين قوى تيار المقاومة، لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهنا في لبنان وفي بقية الأقطار العربية".
 

  • شارك الخبر