hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

باسيل: نحن شعب يسامح ولكننا لن ننسى من تسبب بتهجيرنا وذبحنا

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٥ - 09:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والوفد المرافق في اليوم الثاني لزيارته فنزويلا في الذبيحة الإلهية التي ترأسها الاباتي اغسطين صعب في كنيسة مار شربل في فياغرانادا- بويرتو اورداس، وشارك في القداس ايضا سفير لبنان ايلي لبس، القنصل حمزة عبد الصمد وعميد المغتربين في فنزويلا ادمون ابشي.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى صعب عظة ذكر فيها بالمراحل الصعبة التي مر بها اللبنانيون والتي دفعتهم الى الهجرة، وتوجه الى باسيل بالقول: "بما أنكم جئتم متفقدين جاليتنا في فنزويلا، وبما أنه معروف عنكم مواقفكم الجريئة، إسمحوا لنا بأن نقف اليوم وإياكم يا معالي الوزير وقفة تأمل، لنستعرض ونعترف ونتصارح ولو قليلا عن واقعنا الإغترابي. ان الهجرة الى فنزويلا قديمة العهد، أسبابها متنوعة وظروفها مختلفة، كأسباب وظروف سائر المغتربين، الذين راحوا كالنسور محلقين من أبراجهم الشاهقة العالية، منتشرين في شتى أصقاع الأرض، حتى أصبحوا مضرب مثل في المكرمات والمبادرات والمناسبات، وفي حرصهم على احترام قيمهم وتقاليدهم في غربتهم، فكانوا رسل خير وسفراء لوطنهم قبل أن يكون له سفراء رسميون. وحملوا معهم مراحل أليمة عديدة منها: الإضطهادات والإحتلالات، الإقطاع والحروب. نعم رحلوا لتأمين مستقبل زاهر وواعد".

اضاف: "إن الكثيرين من أفراد الجالية يشغلون مناصب هامة في المجتمع الفنزويلي، بينهم: الطبيب الماهر، السياسي البارع، المحامي اللامع، المهندس المتألق، رجل الأعمال الناجح وأستاذ الجامعة المميز، وأصحاب المصارف والشركات الكبرى والفنادق والمراكز التجارية الزاهرة، اضافة إلى بعض وسائل الإعلام وغيرها من شركات الدعاية والإعلان... هـذا التنوع اللائق عند اللبنانيين يعتبر فخرا لبقية الجاليات العربية المتواجدة في فنزويلا ولغيرها".

وتابع: "إن المغترب اللبناني قديما كان أم حديثا، يعيش مشاكل لبنان الأصيلة، سياسية كانت أم اجتماعية، وهذا يعني أن القضايا السياسية التي تشغل لبنان والعالم العربي حاضرة مع البعض وكأنها زوادته اليومية. لذا، فإن بعضهم يحملون معهم انتماءهم: ليعبروا عنه في الخارج أكثر مما في لبنان. وحيثما اجتمع لبنانيان كانت السياسة محورهم الثالث في أحاديثهم، حتى عن سياسة العالم كله. بربكم يا صاحب المعالي إعملوا جميعا على راحة لبنان ليرتاح المغترب".

وناشد صعب باسيل، وقال: "استغل زيارتكم لنفتح لكم صدورنا لنشكو لكم همومنا، ورأيت من الواجب بأن ندق ناقوس التمني، مناشدينكم بتقديم الدعم من كافة النواحي لسفارتنا، لكي تقدم هي بدورها الدعم المعنوي والعمل على حل المشاكل التي يتعرض لها أبناؤها. ومنها: أن يستعيدوا هويتهم بأية وسيلة، وأن يعطى لهم حق المشاركة السياسية في الإنتخابات النيابية من خلال البعثات الدبلوماسية خارج لبنان، على غرار سائر دول العالم؟ أن يكون لهم نواب يمثلونهم في المجلس النيابي اللبناني لأن للبنان أهميته، ولأنه يوجد أكفاء في جاليتنا. وهذا ما نطالب به منذ زمن بعيد وما زلنا نطالب. إعادة تنظيم الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم والعمل على وحدتها.
أن يفسح المجال لرجال الأعمال اللبنانيين ومن أصل لبناني في فنزويلا للاستثمار، لأني أعرف الكثيرين من الذين قصدوا لبنان مرات عديدة، وتكبدوا الأموال الطائلة في دراسة مشاريع تعود بالفائدة على لبنان ومجتمعه، لكنهم رجعوا خائبين، غير محققين شيئا في ظل هيمنة من هم في مراكز سلطات الحل والربط، وأزلام دكاكين الزعماء المتسلطين". وتمنى على الوزير باسيل "السعي لهذا الموضوع، الذي يسهم في نمو اقتصاد لبنان".

وسأل الاباتي صعب: "كيف يطلب من الأدمغة اللبنانية العودة الى لبنان، وحكومات لبنان تستورد إلى لبنان ما طاب لها وحلا من: رومانيا واوكرانيا، من روسيا وجورجيا، من أثيوبيا وسيرلانكا، وهي غير مبالية بالأدمغة التي هجرتها سياستهم، والتي هي رصيد لبنان ولؤلؤته التي لا تقدر بثمن؟"

وشدد على ان "المغترب اللبناني يكفيه قطرة ماء باردة تبلل غليله الملتهب منذ أن غادر الوطن. لا يطلب شيئا من دولته، سوى التعرف عليه، واعتباره إبنها، لأن الإبن يكفيه لمسة حنان واحدة من دولته إذا تلطفت بهذه اللمسة، لا أن يشتريه البعض إثناء الإنتخابات النيابية أو البلدية، وهذا مؤسف حقا... لأنه ليس سلعة تباع وتشترى، أو لعبة يلعب بها من يشاء وكيفما يشاء، وليس ورقة في مهب الريح يتقاذفونها ساعة يشاؤون، ولا يعلم أين ستقذف به العاصفة الهوجاء. وليس هو مجرد رقم أو عداد في صناديق الإقتراع".

اضاف: "المغترب اللبناني يطلب فعلا لا قولا. لأنه مل من الخطابات الرنانة والوعود العسلية التي تعب منها ومن مطلقيها. اللبناني يحب العودة الى الوطن لأن الوطن غال عندهم".

وتحدث صعب عن دور ورسالة الرهبانية في فنزويلا "التي هي ليست فقط في خدمة الموارنة، إنما هي للجميع، لبنانيين ومشرقيين وحتى من غيرهم".

واوضح "إننا نسعى والسفارة اللبنانية جاهدين قدر استطاعتنا على الدعوة لتسجيل الزوجات والولادات والوفيات وباقي المعاملات القانونية، لكي يحافظ أبناؤنا على هويتهم واسترجاع جنسيتهم اللبنانية، وهذا ما نعمل من أجله منذ سنين وسنين... وفي هذا المجال، لو لم تكن الرهبانية وراء هذا الإنجاز في فنزويلا بالتنسيق مع اصحاب السعادة السفراء وفي سائر بلدان الإغتراب لما كان هناك من تسجيل ولا من تجاوب بهذا الخصوص".

وفي لقاء مع أبناء الجالية في بويرتو اورداس، شدد باسيل على دور العائلة اللبنانية وعاداتها وتقاليدها وقيمها وأهمية الحفاظ على هذه الميزات، وقال: "ما يميز مجتمعنا اننا ما زلنا محافظين على العائلة، ومن دونها ما كان استطاع لبنان تخطي الحرب، ان الرابط العائلي هو الذي يجعلنا مرتبطين ببعضنا. ونحن اليوم امام تحدي جديد ان نحافظ على ميزتنا والتي هي العائلة، المقيمة والمغتربة".

اضاف: "ما يجمع اللبنانيون مسيحيين ومسلمين هو فهم الله، اله المحبة والخير والسلام، ونحن اكثر بلد في العالم متمسك بهذا المفهوم، واذا سقط لبنان فهذا يعني سقط هذا المفهوم عن المحبة والتسامح والخير، وبالتالي سيطر الشر".

ورإى باسيل "اننا امام تحدي كبير لهذا علينا المحافظة على العائلة، اذ حين نخسر لبنان نخسر أنفسنا وهويتنا. نحن اولاد الايمان بقضية وطن اسمه لبنان وإيماننا فيه لن يتزعزع. اذا عشنا موحدين لن يكون عندنا جامعتان ثقافيتان..كلي امل في ان الجالية ستتضامن مع بعضها، ونحن كوزارة خارجية سندعمكم لبناء مدرسة لبنانية".

كارابوبو

وصباحا، توجه الوزير باسيل مع الوفد المرافق الى كارابوبو في مقاطعة فالينسيا، حيث وضع إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لمعركة كارابوبو التي وقعت في 22 حزيران 1824، واندحر بنتيجتها الجيش الإسباني أمام قوات فنزويلا المسلحة بقيادة المحرر سيمون بوليفار، ما أدى الى الحصول على الاستقلال الناجز لفنزويلا".

واقامت الجالية اللبنانية في فالينسيا، حفل استقبال على شرف باسيل والوفد المرافق، بعد كلمات ترحيبية لكل من القنصل الفخري فادي كلاب، والدكتورة نوال بعيني، والسفير لبس، تحدث باسيل، فقال: "ان الشعب الذي لا تاريخ له، ليس له وطن ايضا. ونحن شعب لديه تاريخ طويل، آمل في ان يأت ذلك اليوم حين نكرم أبطالنا لنتذكر تاريخنا بشكل يجعلنا نتمسك بوطننا اكثر. أتينا إليكم لنبحث عنكم، فأنتم مقربون من بعضكم البعض وهذا أمر واضح، انما نحن جئنا لنقربكم ونعيد وصلكم ببلدكم".

أضاف: "علينا ان ننتصر اولا للبنان، وثانيا لأنفسنا، وثالثا ننتصر للتاريخنا في وجه من يحاول ان يزوره. نحن شعب يسامح ولكننا لا ننسى، لن ننسى من تسبب بتهجيرنا وذبحنا.. نحن شعب وبلد التسامح، ونحن أقوياء لاننا نسامح، والشجاع هو من يسامح".

وفي نهاية الحفل، قدم شباب لبنانيون رقصات فولكلورية لبنانية وفنزولية، ثم تسلم باسيل من رئيس بلدية سان يواكيم اللبناني الأصل شربل عطية، وسام مواطن شرف للمدينة.
 

  • شارك الخبر