hit counter script

مقالات مختارة - لارا السيد - الديار

تحرك "آشوري" أمام "الإسكوا": دمنا يُراق على مذبح الإنسانية

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٥ - 08:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"الديار"

من ساحة الشهداء باتجاه مبنى الأمم المتحدة «الاسكوا»، في بيروت كانت الرسالة واضحة بمقاومة «الشر بالسلام» عبر التحرك التضامني مع الشعب الآشوري في قرى الخابور السورية.

على وقع الأناشيد الآشورية، إنطلق المشاركون في مسيرتهم، رافعين الأعلام الآشورية واللافتات المنددة بالمجازر التي تُرتكب بحق ذلك الشعب، وذلك تلبية لدعوة كنيسة المشرق الآشورية في لبنان التي تمثلت بوكيل رئيس الطائفة لكنيسة المشرق الخور أسقف يترون كوليانا، وسط مشاركة رجال دين وممثلين عن الأحزاب اللبنانية وأبناء الطائفة الآشورية اللبنانيين والأجانب.

«كنيسة الشهداء صفة لازمت كنيسة المشرق منذ انطلاق رسالتها المسيحية الإنسانية»، بهذه العبارة اختصر كوليانا المعاناة، وقال: «لن نقف اليوم دقيقة صمت، أتينا لنصرخ ولنرفع الصوت للعالم أجمع لا لكي يسمع بل ليقف خطاً واحداً خلف آخر صفوف الوجود الإنساني في هذا الشرق». وتوجه إلى المشاركين بالقول: «اخوتنا في الإنسانية نحيي وقوفكم لا على التضامن مع أبناء شعبنا في الخابور، بل لأن دم الشعب الآشوري المضطهد، يُراق اليوم على مذبح الإنسانية، لا بل منذ العام 612 قبل المسيح تاريخ السقوط لأول عاصمة حضارية نينوى، وحتى اليوم».

وشدد على «أننا نعجز عن التعبير أو التفكير بما يجب القيام به عملياً لتحرير أسرانا، وحماية أطفالنا، نسائنا وكنائسنا، ما نعرفه اليوم وهو الأهم أن أبناءنا في الخابور هم دروع بشرية في قلب أشد المعارك وأعنفها»، لافتاً الى أن «قرى الخابور الـ34 قد انعزلت كلياً أمام الممرات الإنسانية لإيصال الغذاء والحماية، كما أن المعابر الحدودية مغلقة بسبب الحرب».

وأوضح أنه انطلاقاً من هذا الواقع تجمُّعنا ليس إلا البداية، لأن ما يفيد أهلنا على خطوط النار هو الضغط على دول أصحاب القرار المؤثرة في تغيير الواقع إيجابياً لصالح الآشوريين الأبرياء»، مشيراً الى ان «كنيسة المشرق قامت بوضع الخطوط العريضة لهذا التحرك، ونتمنى من الجميع أن يشاركوننا رفع الصوت، لإيصال مطالبنا والضغط اللازم لتنفيذها». كما شدد المشاركون على مواصلة التحرك حتى وقف الإبادة التي تمارس بحق الشعب الآشوري والإفراج عن كل الأسرى.

أما كلمة اللقاء الروحي في لبنان الذي شارك في الاعتصام، فألقاها الشيخ عامر زين الدين، فاستنكر «أعمال التخريب والتطاول على تراث الموصل الذي طال ديانة متجذرة». وقال: «إننا كمسلمين ومسيحيين أمة واحدة في هذا الشرق يجمعنا التاريخ والجغرافيا». ورأى أن «ما جرى مؤشر خطر على تاريخ وحضارة العالم، لأن التدمير الذي جرى خسارة للحضارة العالمية المسيحية والإسلامية وللميراث الإنساني».

بدورها أعلنت منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الأحرار، أنها شاركت بكثافة في المسيرة التي نظمتها كنيسة المشرق الآشورية في لبنان من ساحة رياض الصلح باتجاه مبنى الاسكوا في وسط بيروت، تضامناً مع جميع الآشوريين والكلدان والسريان الذين سطروا بدمائهم ملاحم بطولة دفاعاً عن الوجود المسيحي في الشرق.

وقالت في بيان لها: «كنا وسنبقى في طليعة المدافعين عن التنوع الطائفي متمسكين بمبادئ الرئيس المؤسس كميل شمعون الذي أرسى أسس التعايش بين الطوائف وكان من أول المدافعين عن الشعوب المسيحية لكي تبقى في أرضها». ورأت أن «الإرهاب الغادر لا يميز بين ضحية وأخرى، وكما وقفنا دائماً الى جانب المضطهدين في أنحاء العالم نقف اليوم الى جانب اخوتنا الآشوريين والكلدانيين والسريان الذين لم يبخلوا يوماً في الدفاع عن وجودهم وخاضوا أشرس المعارك الى جانب الأحرار دفاعاً عن لبنان السيد، الحر والمستقل». وأكدت أن «المعركة اليوم ليست فقط بين الأقليات المسيحية والإرهابيين وإنما يترتب على كل مسلم معتدل أن يكون الى جانبنا في مواجهتنا للإرهاب، فعلى الرغم من سقوط العديد من الشهداء المسيحيين وخطف الكثيرين إلا أن الخسارة الكبرى تقع على المسلمين الذي سيخسرون حضارة عمرها آلاف السنين وسيمحون نموذج العيش المشترك الفريد من نوعه حول العالم بسبب الأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات التكفيرية كافة».
 

  • شارك الخبر