hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

محمد المشنوق: اذا أردنا بيئة بمستوى طموحنا يجب أن نكون جنودا للمحافظة عليها

السبت ١٥ شباط ٢٠١٥ - 16:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت اللجنة العلمية ورابطة المهندسين الزراعيين في نقابة المهندسين في طرابلس يوما علميا بعنوان "سلامة الغذاء ودور المهندس الزراعي"، برعاية وزير البيئة محمد المشنوق وحضوره، وبالتعاون مع مختبر ميكروبيولوجيا الصحة والبيئة - مركز العزم لأبحاث البيوتكنولوجيا - الجامعة اللبنانية ومختبرات مركز مراقبة الجودة في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي.

حضر حفل الإفتتاح ممثل الرئيس نجيب ميقاتي باسم خياط، ممثل النائب روبير فاضل الدكتور سعد الدين فاخوري، ممثل الوزيرة السابقة نايلة معوض أنطوان جبور، ممثل النائب السابق الدكتور مصطفى علوش الدكتور خالد مواس، ممثلة محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا قائمقام زغرتا إيمان الرافعي، رئيس ملتقى التضامن الإقتصادي النقيب عامر إرسلان، نقيب المهندسين ماريوس بعيني وأعضاء مجلس النقابة، حشد من عمداء ومديري الجامعات والكليات والأساتذة الجامعيين والمهندسين ومهتمين.

بداية النشيد الوطني، ثم ألقى رئيس اللجنة العلمية الدكتور باسم بخاش كلمة ترحيب وقال: "أن أكثر المشاكل التي تهدد أهم وأغلى ما نملك أي صحتنا وصحة أولادنا هو التلوث بأنواعه المختلفة، تلوث الهواء والماء والغذاء، وهناك فضائح مروعة كشفها وزير الصحة وهزت المجتمع اللبناني لتكشف عن نوع خطير من التلوث، ألا وهو تلوث الضمير حيث ثبت أن هناك غذاء غير سليم وأطنان من الأغذية الفاسدة، وأن هناك فسادا متعمدا في البلد إلى جانب الجشع والفجور".

وعدد كميات الأطعمة الفاسدة التي تم كشفها، والتي أصبحنا معها في عين الخطر وينطبق علينا المثل الشعبي (عايشين من قلة الموت)، "فنسب السرطان مرتفعة وهناك تقصير فاضح من قبل المسؤولين والسياسيين الذين سمحوا بإستشراء هذا الفساد إلى الدرجة التي وصلنا إليها"، لافتا إلى "تلوث الغذاء بسبب سوء إستعمال المبيدات الزراعية وعدم إقرار الصيدلية الزراعية التي يجب أن يناط بها بيع الأدوية الزراعية والمبيدات وحصرها بمهندس زراعي مسؤول والإقلاع عن الإستعمال العشوائي للمبيدات التي تدخل إلى أجسامنا يوميا. فهناك مبيدات ممنوعة ومحرمة دوليا تباع في لبنان تحت اسماء مبيدات أخرى، وقد كشفت الدراسات أنها تدمر القسم الكبير من الكريات الحمراء في الدم وهي تؤذي البشر والنبات والمياه الجوفية".

ثم تحدث رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، فتوقف عند الخدمات التي تقدمها مختبرات مركز مراقبة الجودة في الغرفة، وقال:"اننا نضع إمكانات وخدمات هذه المختبرات تحت مظلة مجتمعنا اللبناني بكل فئاته، فغرفتنا معروفة بأنشطتها ودورها الديناميكي الفاعل على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي وابوابها مشرعة أمام الجميع".

وتابع: "مختبراتنا تضاهي المختبرات اللبنانية والعربية والعالمية، والمراتب المتقدمة التي وصلنا إليها هي نتاج رؤية متقدمة ومسؤولة، وهذه المختبرات خاضنة للتكنولوجيات والأدوات التقنية الكاملة الجهوزية وتواكب العصر بكل إبتكاراته وتحدياته، ما يعود بالنفع على مدينتنا طرابلس وشمالنا العزيز وعلى مجمل الحركة الإقتصادية والوطنية".

وشدد دبوسي على "أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص للتعاون في تطبيق سلامة الغذاء والتأكد من جودته ونظافته وملائمته للمعايير الدولية والمواصفات التي تراعي السلامة العامة، وقد سبقت مختبراتنا في عملها ومتابعاتها الحملة الوطنية من أجل الحفاظ على السلامة الغذائية والإلتزام بتطبيق معاييرها الصحية والبيئية".

ثم تحدث عميد المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا - الجامعة اللبنانية الدكتور فواز العمر، فذكر نقلا عن منظمة الصحة العالمية "أن أكثر من مئتي مرض ينتشر عن طريق الأغذية كالإسهال الناتج عن تلوث غذائي وهو يؤدي إلى موت حوالي مليون و800 ألف طفل سنويا في العالم، كما أن الغذاء الفاسد جعل الدولة المصرية تنفق ما مقداره 9% من موازنتها لعلاج أمراض ذات صلة بالطعام".

وقال:"أن الجامعة اللبنانية جاهزة لتقديم خبرات أساتذتها ووضع مختبراتها المتخصصة في خدمة حملة سلامة الغذاء، وأذكر هنا على سبيل التخصيص مركز العزم لأبحاث البيوتكنولوجيا التابع للمعهد العالي للدكتوراه وأحد مكوناته مختبر ميكرو بيولوجيا الصحة والبيئة، وهذا المركز وهذا المختبر يزخران بخبرات على مستوى عالمي وفرقه البحثية قادرة على المساهمة بفعالية في حملة الغذاء عبر القيام بتحاليل فائقة الجودة ومتخصصة".

وأشار إلى أن "التعاون مع وزارة الصحة قائم منذ سنتين عبر إصدار وزير الصحة في الحكومة السابقة تعاميم خص فيها المركز والمختبر بمراقبة جودة نتائج التحاليل الميكروبيولوجية في المختبرات الموجودة في الشمال، إضافة إلى إعتماده كمركز لمراقبة تفشي بعض الأمراض الناتجة عن إنتشار عدد من أنواع البكتيريا".

وتحدث نقيب المهندسين ماريوس بعيني فقال: "في زمن التحولات التي تشهدها المنطقة على الصعيد السياسي، يبقى موضوع سلامة الغذاء ودور المهندس الزراعي همين أساسيين لنقابة المهندسين في الشمال، وهذا اليوم الذي تنظمه اللجنة العلمية ورابطة المهندسين الزراعيين ومختبرات الميكروبيولوجية في مركز العزم للأبحاث ومختبرات مركز مراقبة الجودة في غرفة التجارة في طرابلس، نسعى من خلاله للحد من المخاطر المحدقة بالمستهلك اللبناني، في ظل ما نشهده من مخالفات تسعى وزارة الصحة إلى كشفها".

وتابع: "لأن المواطن بالنسبة الينا قيمة إنسانية، نواصل كنقابة مهندسين لتأمين كل مقومات العمل التي تصب في خدمة الفرد على مختلف الصعد، فقديما كان الإنتاج الزراعي في لبنان طبيعيا وصحيا، لأن الإعتماد كان على الأسمدة المحلية فحولوا الصخور إلى جلال وحقول تنبت أفضل وأجود أنواع الخضار والفواكه، رووها بعرق جباههم وبالمياه النقية ولم يعتمدوا على الأسمدة المصنعة في بلدان نجهل ماهية جودتها ومكوناتها وكيفية إستيرادها إضافة إلى تداعيات التلوث البيئي الحاصل اليوم في بلدنا".

وقال: "دورنا كمهندسين يتخطى إطار العمارة التقليدية ويتمحور في الأساس حول الإنسان وحياته بكاملها، فعلينا العمل للحد من التلوث الغذائي الذي بات مصدرا للأمراض، ولنسهم في تسليط الضوء على الدور الرقابي والوسائل المعتمدة عالميا لضمان جودة وسلامة الغذاء، ونأمل أن تتضمن محاور البحث وجلسات العمل كل ما يفيد سلامة الغذاء وتأمينه نظيفا سليما من المزرعة إلى المستهلك، دون مبيدات ضارة وبذلك نضمن جودة وسلامة الغذاء".

وتحدث المشنوق فقال: "أني اشعر أن هناك هاجسا بات ينتابنا بإمتياز. أليس غريبا أن نستيقظ منذ تسعة اشهر على قضية الغذاء في لبنان. فلماذا لم تكن هذه الصحوة سابقا؟ وما هو الموقف الجديد الذي أدى إلى هذا الوعي البيئي مؤخرا؟ فقد بدأنا نلامس مشاكل البيئة، وقد وجدت أن قابلية اللبناني هي بأخذ الأمور بجدية لا سيما إذا كانت تتعلق بصحته وبغذائه وبصحة عائلته وبيئته، وبأن الأوان قد حان لتغيير هذه الأمور".

أضاف: "كل هذا يعني أن هناك أمرا قد حصل، وأن المعلومات كانت غائبة، فإذا بنا نشعر بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقنا، وبات المواطن يتحسس الخسائر بقبوله مخالفة القوانين من جراء إهمال الدولة وتطنيش المواطنين، وغير صحيح أن المواطن بات متجاوبا مع المتطلبات البيئية وما يتعلق بسلامة الغذاء".

وتابع: "أشعر أن طرابلس تعاني أكثر من أي منطقة أخرى، ليس فقط على الصعيد الإقتصادي بل ايضا على الصعيد الإنمائي. فهناك الكثير من الأمور التي تتعلق بالبحر وبالميناء وبالصرف الصحي وبمعمل فرز النفايات الذي لم يعمل إلى اليوم، لقد جرت معالجة أوضاع المدينة في مجلس الوزراء، وهناك مخصصات لمشاريع طرابلس وسيطلق مجلس الوزراء خريطة طريق للانماء المستدام في طرابلس والشمال".

وقال: "مسكين هو المهندس الزراعي، إننا نحمله المشكلة، ولكن هل وصلنا إلى مرحلة نؤكد فيها أننا ملزمون بتحقيق سلامة الغذاء؟ إذا كان كذلك فأين نبدأ وإلى أين سينتهي بنا المطاف ؟ فهل المواطن هو المسؤول الأول؟ وهل نقبل وهل تتحقق سلامة الغذاء مع وجود 760 مكبا عشوائيا للنفايات في لبنان ؟ فكل مدينة وبلدة على كتفها مكب، وطرابلس هي ايضا مثال على ذلك، فكيف يقبل المواطن أن يعيش بالقرب من مكب للنفايات وهو نفسه يحرق من وقت إلى آخر النفايات على مقربة من بيئته، وتهرع الحشرات إلى قريته وبلدته فتتلوث البيئة ثم نعود ونرمي عشوائيا".

وتناول مسألة إقامة المطامر في المناطق اللبنانية وبالقرب من المحميات، حيث "تتحول النفايات العضوية إلى جبال ثم تنتشر وتتوزع بفعل الأمطار والعواصف. وقد سألت رئيس بلدية شكا أين تذهبون بالنفايات الصلبة ؟ فقال "أننا نتصرف".وعدت اسأله كيف؟ فأشار إلى "الإتفاق مع أحد الاشخاص ليرميها في عكار"، وعدت اسأله لو حصل العكس وقام أحد أبناء عكار برمي نفاياته عندكم ماذا سيحصل؟ هل ستقبلون ؟ ولم "يجبني".

وتناول قضية التلوث في مجرى نهر الليطاني وما يسببه ذلك من إنتقال التلوث إلى الخضار التي تحمل أنواعا مختلفة من الملوثات السرطانية ، وكشف عن "توقيف المتلاعبين بالإجراءات على صعيد معالجة النفايات الطبية وهم يخضعون اليوم للتحقيق أمام القضاء المختص، وأكد التنسيق مع وزير الصحة وائل أبو فاعور لمتابعة كل ما من شأنه التأكد من سلامة الغذاء، مشيرا إلى وجوب الإبتعاد عن "التطنيش".

وختم: "إذا أردنا أن يكون لدينا بيئة في مستوى طموحنا وان نعيش بأمان، فيجب أن نكون جنودا للمحافظة على هذه البيئة".

ثم ترأست المهندسة الزراعية ميرنا شاهين الجلسة الأولى بعنوان "الإنتاج الزراعي: مصدر للغذاء والتلوث"، وحاضرت فيها مدير عام مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية المهندسة لانا درغام عن "سلامة الغذاء من المزرعة إلى المستهلك". كما حاضر المهندس الزراعي ومؤسس الخلايا المدنية لإدارة الكوارث سامر فتفف حول "الزراعة في لبنان بين الماضي والحاضر والمستقبل".

وترأس المهندس إقبال عويضة عيسى الجلسة الثانية بعنوان "المهندس الزراعي وسلامة الغذاء"، وتحدثت المهندسة في دائرة الصيدلة النباتية في وزارة الزراعة ريما شحني عن "تنظيم مهنة إستيراد وبيع الأدوية الزراعية"، وتناول المحاضر والباحث في الجامعة اللبنانية - كلية الزراعة الدكتور سالم حيار "دور المبيدات في الإنتاج الزراعي السليم"، وتحدثت مسؤولة قسم مراقبة وسلامة الغذاء في جمعية المستهلك الدكتورة ندى نعمي عن "سلامة الغذاء حاجة لأمان المستهلك".

وترأس عميد المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا - الجامعة اللبنانية الدكتور فواز العمر الجلسة الثالثة بعنوان:"غذاؤك حياتك". وتحدث رئيس مختبر ميكرو بيولوجيا الصحة والبيئة - مركز العزم لابحاث البيوتكنولوجيا -الجامعة اللبنانية الدكتور منذر حمزة حول "تداعيات تلوث الغذاء - الواقع المحلي والعالمي". وتناول الأستاذ المحاضر في كلية الصحة - الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد دبوسي موضوع "كيف يصبح الغذاء مصدرا للأمراض"، كما تحدث مدير مختبرات مراقبة الجودة في غرفة التجارة والصناعة والزراعة الدكتور خالد العمري عن "الدور الرقابي وواقع سلامة الغذاء في لبنان". كما تحدث الخبير في الجودة الدكتور وسيم عز الدين شيخ العرب عن "الوسائل المعتمدة عالميا لضمان جودة وسلامة الغذاء".

وتخلل جلسات العمل إستراحات، وكوكتيل يتضمن مأكولات صحية.
 

  • شارك الخبر