hit counter script

الحدث - نادر حجاز

عملية إستباقية للجيش لحسم معركة التلال

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٥ - 06:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يبدو أن قيادة الجيش اللبناني لن تنتظر ذوبان الثلج لتفرض كلمتها في الحدود الملتهبة على نار البركان السوري، فالميدان يفرض نفسه على العمليات العسكرية في الحدود الشرقية، لا سيما في ظل طبيعة الأرض الجردية، ما يفرض تسابقاً للسيطرة على النقاط الإستراتيجية لتغيير قواعد المعركة.
وبالعودة إلى اشتباكات عرسال الأولى في آب الماضي، يتّضح الدور الذي لعبته جغرافية المنطقة لصالح المسلحين، الذين استغلّوا التلال لشن هجماتهم على مراكز الجيش، ما دفع بوحدات المؤسسة العسكرية إلى إعطاء الأولوية لاستعادة التلال المشرفة على عرسال، وفرض سيطرتها عليها لعزل الداخل اللبناني عن الجرود والقلمون.
وفي هذا السياق، جاءت العملية الإستباقية التي شنّها الجيش في جرود رأس بعلبك أمس، حيث تمّت السيطرة على تلة جبل جيراش الإستراتيجية المطلّة على كل التلال المحيطة في رأس بعلبك، مما قطع الطريق على أي محاولة من الجانب السوري لاختراق الحدود واستغلال هذه الثغرات للإعتداء على القرى اللبنانية.
ومع نجاح هذه العملية يدحض الجيش المقولة التي تداولها الإعلام مؤخراً بأنه غير قادر على شن أي عمليات إستباقية، وأن قدراته تسمح له بالدفاع فقط، ما يؤكد مجدداً أن هذه المؤسسة هي الضمانة الوحيدة لأمن البلد، على الرغم من عتاده المتواضع، وتأخّر وصول المساعدات التي وُعد بها من فرنسا في إطار الهبة السعودية.
كما تؤكد هذه العملية أن الجيش على أهبة الإستعداد لأي استحقاق قد تفرضه الأيام المقبلة، لا سيما بعد انتهاء فصل الشتاء.
لن يكون ربيع الحدود سهلاً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هناك من مخطّط جدي للقيام بعمليات واسعة باتجاه لبنان؟ وهل الضمانات الدولية قادرة على تجنيبه هكذا استحقاقات مصيرية؟
إستمرار الحرب السورية يبقي احتمال الإعتداء وارداً في أي لحظة، إلا أن الرهان الوحيد يبقى على صمود الجيش اللبناني والإستفادة من الإلتفاف الشعبي التاريخي حوله. وأما التضحيات فلا شكّ أنها ستكون كبيرة.
 

  • شارك الخبر