hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

افتتاح منتدى المرأة العربية وكلمات اكدت انها أثبتت وجودها بقوة نتيجة كفاح ونضال وتضحيات

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٥ - 15:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

انعقد صباح اليوم "منتدى المرأة العربية - NAWF" في فندق فور سيزنز برعاية النائبة بهية الحريري ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والذي تنظمه مجموعة "الاقتصاد والأعمال" ومجلة "الحسناء".

شارك في المنتدى الذي ينعقد في دورته السابعة نحو 400 شخصية لبنانية وعربية وأجنبية تتقدمهم السيدة وفاء ميشال سليمان والوزيرة السابقة نايلة معوض إضافة إلى حشد من سيدات الأعمال والرائدات والناشطات في شتى المجالات الاجتماعية والإنمائية.

وتحدث في جلسة الافتتاح كل من الحريري ودرباس، السفير الفرنسي باتريس باولي، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، رئيس مجلس إدارة البنك اللبناني للتجارة الوزير السابق موريس صحناوي، والرئيسة التنفيذية للمنتدى رئيسة تحرير مجلة "الحسناء" نادين أبو زكي.

وتحدثت الرئيسة الفخرية للمنتدى رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري وقالت:"إن وجودنا في حضرة الريادة والرائدات يشد من عزيمتنا ويعزز لدينا الأمل في الخروج من هذا الواقع المرير الذي يحيط بنا من كل اتجاه وتعاظم الخراب والقتل والتشريد إذ بلغت نسبة اللاجئين من العرب ما يزيد على ال 50 في المئة من نسبة اللجوء العالمي وإن هذه الأرقام تبعث اليأس مع ما يرافقها من عنف وإرهاب. إن هذا الواقع الصعب يجعلنا نعتز أكثر من أي وقت مضى برائدات الأعمال العرب اللواتي تجاوزن كل الصعاب، وإن الأحلام والإرادات العظيمة تأتي من التحديات الكبرى والظروف القاهرة".

أضافت:"إن المنتدى السابع لرائدات الأعمال هو خير شاهد على هذه المسيرة الصعبة، وإننا بالرائدات والرواد اللبنانيين والعرب استطعنا أن نحافظ على ما أنجزناه وأن نتقدم معكن سنة بعد سنة نحو الأمام، وهذا المنتدى السابع هو خير جواب لكل سؤال".

وأشارت إلى "أن مجتمعاتنا بحاجة إلى إعتماد الريادة والابتكار كنمط تفكير وأسلوب حياة، لأن الابتكار هو عملية خلق وتطوير واختيار وتوسيع لنطاق الإنتاج والخدمات. إننا في كل يوم نحتاج إلى مضاعفة الجهود والإنتاج لأننا نخسر الكثير من طاقاتنا وابتكاراتنا في أماكن عزيزة من وطننا العربي إذ بلغت حتى الآن أكلاف إعادة الإعمار في بعض الدول الشقيقة مئات المليارات من الدولارات وحبذا لو أن تلك الإمكانيات الهائلة التي صرفت على الدمار كانت قد وضعت في خدمة الإنسان".

وأكدت الحريري "أننا نقف اليوم في هذا الجانب المضيء من حياتنا اليومية مع رائدات آثرن النجاح على الفشل، والتقدم على التقوقع، والعمل على البطالة، والمسؤولية على الاتكال، رائدات في أوطانهن العربي ومعهن زميلات وصديقات من كل العالم واجهن الظروف القاهرة إبان الحروب الكبرى بكل أبعادها الدينية والقومية.".

ولفتت الى "ان ما نراه اليوم لن يجعلنا نيأس، فكل الشعوب شهدت أشكالا مختلفة من هذا التطرف واستطاعت أن تعيد وحدتها وإننا نتطلع إلى شراكة حقيقة تقوم على الثقة والاحترام المتبادل والفهم المشترك لخصوصيات كل مجتمع، وإننا في لبنان نؤمن بهذه الشراكة التي كان لها عظيم الأثر في مسيرة نهضتنا وإعادة إعمار بلدنا واستعادة سيادتنا بشراكة حقيقية مع أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم".

ورأى درباس "أن هذا المنتدى يدق جرسا في آذان الوطن العربي"، وقال:"يحضرني في أجواء هذا المنتدى تشبيه مفاده الآتي: هو ذلك المستثمر الذي يملك مالا ولا يستعمل إلا نصفه، بينما يبقى النصف الآخر منه في المنزل سواء في الكيس، أو في غرفة المونة، أو في المطبخ. وإذا احتاج لمزيد من المال يهاجر ويبقي ماله في البيت يتآكل ويفقد قيمته. وهذا المستثمر حاله حال نصف المجتمع إذا كانت المرأة فيه قابعة في المنزل وغير منتجة".

وأضاف:"من خلال خبرتي على مدى نحو عام في الحكومة تكشفت أمامي حقائق عدة لعل في مقدمها أن سر صمود لبنان رغم الصعوبات التي واجهها يكمن في المجتمع المدني والأهلي الذي هو بمثابة أعمدة غير منظورة تساهم في دعم المجتمع وتعزز صلابته".

واعتبر أن "أجمل السيدات هي السيدة المنتجة والناشطة في العمل الاجتماعي الذي له مردوده"، مضيفا "يواجه لبنان خطرا وجوديا بسبب النزوخ السوري وآن الأوان أن نخرج من ترف المماحكاة ومن انتظار الحلول من الخارج"، مؤكدا "أهمية الاستعداد الداخلي والجهوزية المطلوبة لمعالجة مشكلة النازحين حيث في الإمكان عند ذلك الإفادة من حلول الخارج. أما إذا كنا غير مستعدين، فإن لبنان يتحول ثمنا للحلول الخارجية".

من جهته اعلن باولي "انه للمرة الثالثة يشارك في هذا المؤتمر الذي يساهم في تعزيز دور المرأة وتطورها ليس في لبنان وحسب، إنما في المنطقة العربية كافة"، وقال:"ان المواضيع التي يعالجها منتدى المرأة العربية يسلط الضوء على مواضيع مهمة خصوصا مسألة المساواة في الحقوق السياسية والاجتماعية والمدنية والاقتصادية بين المرأة والرجل".

وأكد "أن حكومة فرنسا وممثليها يقومون بدعم مستمر لكل الجمعيات والنشاطات التي تساهم في تحسين وضع المرأة وتمكينها في مجالات عدة خصوصا التعليم كي تأخذ دورها الرئيسي الذي تستحقه".

وختم باولي كلمته بتوجيه تحية إلى المساهمات والمشاركات في هذا المؤتمر واللواتي يعرفن أكثر من غيرهن كيفية الدفاع عن حقوقهن مستشهدا ومقولبا بلهجة عربية المثل اللبناني للمناسبة والقائل "أعط خبزك للخبازة ولو أكلت نصفه".

بدوره قال شقير:"موضوع المنتدى الذي نفتتح أعماله له نكهة خاصة بالنسبة لي، لطالما شكل إعطاء المرأة دورها كاملا في المجتمع محط اهتمامي ومتابعتي على الدوام. أعتقد في القرن ال21، هناك الكثير من العبارات التي يتم ترديدها في إطار المطالبة بإنصاف المرأة وإعطائها دورها في المجالات كافة، لم تعد تليق بالمرأة وبوضعها الاجتماعي والإنساني. فالمرأة اللبنانية والعربية أثبتت وجودها بقوة، وأقولها بصراحة ان ما وصلت إليه ليس منة من أحد إنما نتيجة كفاح ونضال وتضحيات مكنتها من انتزاع الكثير من حقوقها، وتمكنت من إيجاد مساحة كبيرة لها، وحققت الكثير من الإنجازات، خصوصا في مجال الأعمال".

أضاف:"صحيح أن تمثيل المرأة في الحياة السياسية وفي الوظائف القيادية العليا العامة والخاصة لا يزال متواضعا، لكننا في المقابل، نرى أن المرأة أحرزت تقدما كبيرا وإنجازات قل نظيرها في كل ما له علاقة بالمبادرة الفردية وفي مجال الأعمال".
وقال:"أنا من خلال موقعي في القطاع الخاص تعرفت على الكثير من سيدات الأعمال اللواتي بهرت بأعمالهن ونجاحاتهن وإنجازاتهن. وأشير إلى أنه في نهاية العام الماضي كان لي الشرف في إقامة حفل تكريمي في غرفة بيروت وجبل لبنان على شرف النساء اللبنانيات اللواتي فزن ضمن قائمة أقوى 200 سيدة عربية في مجلة فوربس - الشرق الأوسط للعام 2014".

وتابع:"إذا هنا الفارق، في القطاع الخاص الذي يشكل الحاضن الأساس للمبادرة الفردية ومحرك التنافس والإبداع والابتكار، فالمرأة في عالم الأعمال لديها كل الحرية في التعبير عن نفسها وأفكارها وتفجير طاقاتها، وتمكنت من تحقيق الإنجازات والريادة. نحن بحاجة الى الكثير من المبادرات والجهود، إن كان على المستوى الحكومي أو على مستوى الأحزاب والقوى السياسية، لكن أرى في الوقت نفسه أن هناك إمكانية كبيرة لإحراز تقدم على هذا المسار، وهو يتمثل بالعمل سويا لتسهيل دخول الشابات اللبنانيات والعربيات إلى عالم الاعمال، وهذا يتطلب إيجاد بيئة مؤاتية عبر خلق منتجات مصرفية، تسمح بتمويل المرأة لمشاريعها الخاصة بقروض ميسرة وعلى المدى الطويل، وكذلك إنشاء حاضنات أعمال لمساعدتها في إدارة مؤسستها وتوجيهها في الفترة الأولى".

ورأى شقير "أن ولوج المرأة عالم الأعمال وتحقيق النجاحات على مستوى واسع، سيضغط بشكل مباشر لتغيير الصورة النمطية المعممة في مجتمعنا حيال المرأة". وعن دور اتحاد الغرف الللبنانية في دعم المرأة قال:"نحن من جهتنا سنكون أول الداعمين لكل المبادرات التي من شأنها تمكين المرأة، وكذلك سنضع كل إمكانياتنا في سبيل خلق بيئة تسهل دخول المرأة الى عالم الاعمال".

كذلك تحدث صحناوي فأعرب عن سعادته للمشاركة في هذا المنتدى الذي يلتقي مع ما يحققه في بنك ال BLC للمرأة خصوصا في إطار تركيزه على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأشار "إلى أن القروض الممنوحة لسيدات الأعمال زادت بنسبة 69 في المئة في خلال ثلاث سنوات"، لافتا "إلى الجوائز التي يمنحها البنك سنويا حيث هناك تزايد سنوي في عدد المرشحات".

وقال:"إن البنك اللبناني للتجارة بات منصة ومرجعا لدعم المرأة في أعمالها"، لافتا "إلى الأهمية القصوى لدور المرأة"، مشيرا "إلى دراسات نشرتها منظمة الأمم المتحدة تشير إلى أن النمو يزداد بنسبة 22 في المئة عندما تكون المرأة منتجة وتتمتع بالمساواة التامة مع الرجل".

وختم :"إن المرأة لا تزال في بلدان عدة تفتقد إلى المساواة وتقف في وجهها صعوبات جمة".

اما أبو زكي فقالت:"سبع سنوات مرت على ولادة منتدى المرأة العربية، سبع سنوات مرت كان وما زال تنظيم هذا المؤتمر مغامرة، تجربة اختبرنا فيها الصعوبات والأخطاء. مغامرة لم تكن لتنجح لولا التساؤلات المتواصلة والعزيمة الثابثة على تذليل الصعوبات، والمضي قدما نحو مزيد من الإنجازات".

أضافت:"بعد سبع سنوات من الممارسة الحثيثة والعمل من أجل الأفضل، وجدنا أن الإبتكار هو مفتاح التقدم والتنافسية، فالإبتكار هو تحد للعولمة والتكنولوجيات الجديدة. وسط عالم مملوء بالهواجس، مبلل بالدموع وملطخ بالدماء".

تابعت:"نعيش اليوم في بلد كثرت فيه التوقعات والمخاوف، وفي ظل اقتصاد خانق يأتي تنظيم مؤتمر كهذا ليضفي الضوء على مسار هو أن المحرك للتطور الإقتصادي في مجتمعات القرن الواحد والعشرين هو الإبداع".

واضافت:"إن الإبداع هو الإقتصاد الجديد. والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه اليوم أين نحن، رواد الأعمال، من عالم الإبداع؟ أين هن رائدات الأعمال اليوم؟ إن تمكين جيل جديد من رائدات الأعمال بات حاجة ماسة، بات مسألة إقتصادية ملحة، لا مسألة مساواة بين جنسين".

وقالت:"إن السير بالمجتمع نحو الإنفتاح والتنوع وإعادة الإقتصاد إلى صراط الإبتكار أمران يشكلان رأس الحربة في نشوء نظام إقتصادي جديد تبني فيه المرأة مكانتها. ريادة الأعمال ممكن أن تكون خيارا مهنيا للمرأة".

وختمت:" حان الوقت للاستثمار في المرأة، حان الوقت للمرأة أن تستثمر في نفسها، في موهبتها الخلاقة وثروتها الكامنة في داخلها".
 

  • شارك الخبر