hit counter script

مقالات مختارة - رامي الريس

عربياً: الآتي أعظم!

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٥ - 11:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تداولت معلومات صحافية خبراً مفاد‏ه أن مصر تنوي أن تطرح على القمة العربية تشكيل قوة لمواجهة الإرهاب وذلك أثناء إنعقادها في القاهرة نهاية آذار 2015. وليس خافياً أن مصر إقترحت إنشاء قوة عربية مشتركة في هذا الإطار.

ويأتي الموقف المصري بعد تعرض 21 مواطناً للقتل في ليبيا وقد كانت ردة الفعل المصرية عنيفة بقصف مواقع للإرهابيين داخل الأراضي الليبية. وسبق أن تناقلت وسائل الاعلام في السابق معلومات عن قصف مصري – إماراتي مشترك لتلك المعاقل في ليبيا.

وما طرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موضوع “الآمن القومي العربي” كأولوية للمرحلة الراهنة إلا ليعيد التذكير بالميثاق الأساسي لجامعة الدول العربية التي أنشئت سنة 1945 والذي لم يحترم يوماً من الدول الأعضاء بسبب المصالح المتضاربة والأولويات المتناقضة والتحالفات المتعاكسة.

لو أُتيح لمقولة “العمل العربي المشترك” أن تنال قسطاً من الاهتمام على مدى العقود التي تلت إنشاء الجامعة لكان الوضع العربي الحالي مختلف جداً، ‏ ذلك أن أحد مبررات قيام الإرهاب وإستقطاب التنظيمات المتطرفة للشباب هي الفقر والأمية والجهل.

والغريب أن عدم قيام السوق العربية المشتركة لا يعكس فقط غياب الوعي وتناقض المصالح، إنما أيضاً يظهر كيف أن معظم الدول العربية غير مدركة لمصالحها الإقتصادية المباشرة التي تحققها هذه السوق، في حال قيامها، بدرجة عالية.

قد يكون هذا الكلام جاء متأخرا بفعل التطورات الاستثنائية وغير المسبوقة التي تمر بها المنطقة العربية بما يتعدى أشكال النزاعات التقليدية بين الدول.

مهما يكن من أمر، فإن التساقط التدريجي للحدود الجغرافية بين الدول وإعادة تشكل المجتمعات العربية داخلياً وفق قواعد جديدة إنما يوحي أن التغييرات القادمة هائلة وغير متوقعة. إن تحدي حفاظ الدول على حدودها الراهنة بات تحديا وجودياً، وما “الغارات” التي تحصل من دول على أخرى إلا نتيجة عدم تمكن دولٍ معينة من الحفاظ على استقرارها الداخلي.

وكم هي مضحكة تلك المواقف التي لا تزال تصدر من بعض الأنظمة كتلك التي أعلنها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي رفض انتهاك السيادة السورية من قبل تركيا التي نفذت عملية خاطفة لنقل لرفات سليمان شاه. فأين الوزير من فقدان سلطة حكومته على ثلثي الأراضي السورية؟ وأين هو من القصف الإسرائيلي لمنطقة القنيطرة وقد سبق أن خرقت اسرائيل عشرات المرات “السيادة” السورية حتى في حقبة ما قبل إندلاع الثورة ومن تلك الإنتهاكات الشهيرة الطلعات الجوية والتحليق فوق القصر الرئاسي السوري. وفي كل مرة، كانت دمشق تحتفظ بحق “الرد” في الزمان والمكان المناسبين.

خلاصة القول أن الحقبة الراهنة من المرجح أن تستولد كيانات هجينة جديدة تؤجج الصراع المذهبي والطائفي. واليمن قد يكون أول الغيث مع السيطرة الحوثية على القصر الرئاسي وانتقال الرئيس المستقيل- العائد عبد ربه منصور هادي الى عدن.‏

  • شارك الخبر