hit counter script

أخبار اقتصادية ومالية

شهيب: ممارسات مستدامة لوضع حد لاستنفاد الموارد وانجراف التربة

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٥ - 15:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت وزارة الزراعة بالتعاون مع الجامعة الاميركية في بيروت- كلية العلوم الزراعية والغذائية، ورشة عمل قبل ظهر اليوم في قاعة كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الاميركية حول "الواقع الزراعة الحافظة في لبنان وسبل تطويرها"، في حضور وزير الزراعة اكرم شهيب، رئيس الجامعة بيتر دورمان، عميدة كلية الزراعة في الجامعة الاميركية الدكتورة نهلا حولا وعدد من العمداء الحاليين والسابقين وممثلين عن المنظمات الدولية وباحثين زراعيين وحشد من الطلاب.

بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة كانت كلمة لمدير مركز الابحاث والعلوم الزراعية رئيس اللجنة الوطنية للزراعة الحافظة الدكتور مصطفى حيدر الذي اكد على "الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الزراعة لتشجيع ودعم الزراعة المحافظة في لبنان وذلك من خلال انشاء اللجنة الوطنية للزراعة الحافظة منذ اكثر من سنة ومن خلال تبني الوزارة لهذه التقنية الزراعية مما لها من فائدة للمزارع والزراعة والبيئة معا".

ثم عرض للمشاكل الرئيسية للزراعة التقليدية ومنها "الانخفاض المستمر في خصوبة التربة مما يؤثر سلبا على استدامتها وصلاحيتها للانتاج الزراعية لفترة زمنية اطول"، لافتا الى انه "اصبح لزاما على المزارعين ان يبحثوا عن طرق الانتاج الزراعي المستدام والمنتج والمربح والاقل استنفادا للموارد الطبيعية والاكثر حفاظا على النظم البيئية الزراعية والطبيعية".

وشدد على ان "الحل يتمثل بتطبيق نظام الزراعة الحافظة التي تعرف بزراعة المحاصيل في تربة غير محضرة مسبقا". واعتبر ان هذا النظام "يعتمد على ثلاث دعائم رئيسية هي: عدم فلاحة التربة او فلاحتها بحد ادنى وثانيا التغطية المستمرة لسطح التربة بمحاصيل التغطية الخضراء وثالثا تطبيق الدورة الزراعية المناسبة التي تتضمن محصولا بقوليا ذا كفاءة عالية على تثبيت الازوت الجوي".

ثم كانت كلمة لعميدة كلية الزراعة في الجامعة الاميركية التي أشارت الى ان "مشروع الزراعة الحافظة المقدم من قبل الباحث الرئيسي في الجامعة الأميركية الدكتور عصام بشور قد تم اختياره من اكسبو ميلانو 2015 بواسطة لجنة فنية في لندن من ضمن 749 مشروعا تم تقديمهم من 140 دولة، وهو الوحيد الذي تم اختياره من العالم العربي، وكان موضوع المنافسة اطعام العالم PLANET THE FEED".

ورأت ان "الزراعة الحافظة AGRICULTURE CONSERVATION هي من الوسائل التي تحافظ على النظام البيئي، واتباع اسلوب الزراعة الحافظة يؤدي للحصول على انتاجية مرتفعة باتباع اساليب الزراعة المستدامة والتي هي اقل استنافادا للموارد الطبيعية من اساليب الزراعة التقليدية المتبعة لدى غالبية المزارعين، لذا فهو اسلوب زراعي مستدام من الناحيتين البيئية والاقتصادية".

واعلنت ان الكلية "تستمر بدورها الريادي بإدخال شهادات لها اهمية استراتيجية للبلد وللمنطقة"، وقالت: "في العام الدراسي الجاري اطلقنا اول دبلوم في الامن الغذائي واول برنامج للتنمية الريفية في العالم العربي".
وختمت: "أطلقنا شعارنا الجديد "ارض صحية، غذاء صحي، ناس بصحة جيدة".

أما وزير الزراعة فقال: "على الرغم من كم الانجازات الكبير على مستوى الانتاج الزراعي في لبنان، سواء بجهود وزارة الزراعة او بجهود القطاع الاكاديمي ومراكز الابحاث وكليات الزراعة في الجامعات، وعلى الرغم من عودة ملحوظة للعمل في الزراعة والاستثمار في القطاع، فإن القطاع الزراعي في لبنان لا يزال قاصرا على مستوى نسبة الانتاج قياسا بالحاجات المحلية من جهة وعلى مستوى المردود الاقتصادي للعمل والاستثمار في الزراعة من جهة ثانية، وكذلك على مستوى نسبة الاراضي المستثمرة في الزراعة قياسا بمساحة الاراضي الصالحة للاستثمار الزراعي. ويعود ذلك الى جملة من المشكلات والتحديات، بينها تحدي التكيف مع تغير المناخ وندرة المياه التي شهدنا العام الماضي مظاهرها الحادة والخطيرة وتحدي تحديث الاساليب الزراعية والدفع باتجاه زراعات ملائمة لبيئتنا المنوعة والغنية وقادرة على ان تشكل قيمة مضافة وبالتالي قادرة على المنافسة".

أضاف: "تجربتكم الواعدة، التي حققت نجاحا، تحتم نشر الزراعة الحافظة اولا للجدوى الاقتصادية التي تؤمنها هذه الزراعة وثانيا للجدوى البيئية التي تبدأ في ترشيد استهلاك مياه الري في زمن تغير المناخ وندرة المياه.
وتجربتكم الواعدة، تشكل احياء لإرث وتطويرا لسلوك زراعي مارسه الاجداد. وتدركون بلا شك ما تقوله شجرة الزيتون للفلاح: "غطيني وما تسقيني". وتدركون ايضا كيف واجه الفلاح اللبناني مشكلة انجراف التربة وتحويل المنحدرات الى مصاطب وجلول للانتاج الزراعي الى تكثيف الزرع في المناطق المعرضة للانجراف حماية للتربة".

وتابع: "الزراعة الحافظة هي عودة الى هذا النهج وتطوير لممارسات زراعية ملائمة نريدها وتريدونها ممارسات زراعية مستدامة، استدامتها تترجم بوضع حد لاستنفاد الموارد الطبيعية وهدرها وخصوصا وضع حد لهدر المياه ولانجراف التربة وللتوسع في استثمار الاراضي القابلة للانتاج وبالتالي اعادة تأهيل الاراضي الزراعية المهملة والمتدهورة وتخفيف تكاليف الانتاج الزراعي وزيادته".

وختم شهيب: "أملنا ان تخرج ورشتكم بخارطة طريق للتوسع في اعتماد الزراعة الحافظة ووزارة الزراعة جاهزة للعمل للوصول الى تحديث الاساليب الزراعية والدفع باتجاه ممارسات زراعية مستدامة".

وعرض الدكتور بشور تجارب حقلية ونتائج الزراعة الحافظة في لبنان "التي طبقت في مناطق لبنانية عدة والتي ساهمت في تخفيف الضغط عن التربة والتقليل من انجرافها وفي توفير الوقود والعمالة"، لافتا إلى أن "كل 3 سنتيمترات من التربة يستلزم ألف سنة ليتشكل وأن معدل جرف التربة يتراوح بين 20 إلى 40 طنا بالهكتار سنويا مقابل معدل تشكيل التربة حوالى طن واحد بالهكتار سنويا". وقال: "إن التربة التي نخسرها لا تعود".

وكشف أن "معدل الزراعة الحافظة يرتفع عالميا بنسبة 7,4 مليون هكتار سنويا، وأن لبنان لو اتبع هذه التقنية في معظم أراضيه الزراعية لوفر الكثير من التكاليف ولساهم ذلك في اعادة تأهيل الأراضي الزراعية المتدهورة أصلا"، متطرقا إلى جائزة ميلانو التي منحت لبرنامجه.

وتوقف عند أهمية نظام الزراعة الحافظة شارحا اعتماد هذا النظام على ثلاث مكونات رئيسية هي: "تقليل الحراثة، التغطية المستمرة للحقل بالبقايا النباتية وبمحاصيل خضراء واتباع الدورة الزراعية المناسبة". وقال: "تبين اهمية هذا النظام الذي يحمي التربة من الانجراف الريحي او المائي ويساعد في اعادة تأهيل الاراضي الزراعية المتدهورة من خلال تحسين محتواها من المادة العضوية ويقلل من تكاليف الانتاج الزراعي".

ثم كانت جلسات تحدث فيها المهندس حسين حطيط عن "نظام الزراعة الحافظة في انتاج الزيتون"، وتطرق المهندس جورج جحا إلى "اختبار الزراعة الحافظة في الكورة". وقدمت المهندسة فاتن عضاضة "اقتراحات لتطوير الزراعة الحافظة في لبنان".
 

  • شارك الخبر