في إطار متابعته اليومية والآنية، لاحظ موقع "ليبانون فايلز" ما حصل أمس على شاشة قناة الـ"ال.بي.سي" بين الزميلة الاعلامية ديما صادق والمحلل السياسي الدكتور حبيب فياض، وأورد على صفحته خبراً موضوعياً من خمسة أسطر من دون تبني أي وجهة نظر أو حتى تقييم او تعليق.
 ما وجب التوقف عنده، ليس في الحدث، ولا في الخبر المنشور، بل في تعليقات عدد من القراء ذيلت الخبر على صفحة "ليبانون فايلز" موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، ولم تهدف الى التعليق على الحدث، ومحاولة مقاربته وإبداء الرأي فيه، بل جاءت لتثور ثائرتها على الموقع وتدعوه الى التزام المصداقية، أما السبب فهو مقدمة الخبر، ورغبة بعض القراء في قراءة فقط ما ينجسم مع تطلعاتهم وميولهم ورغباتهم، واليكم ما ورد في الخبر:
 "اضطرت الزميلة في قناة ال "الـ.بي.سي" الاعلامية ديما صادق الى انهاء حلقة اليوم من برنامج نهاركم سعيد، قبل حوالي النصف ساعة من موعد انتهاء البرنامج، بعدما سجل المحلل السياسي حبيب فياض تحفظاته على الصور التي بثتها صادق، وتظهر عمليات بتر يد ورجم في ايران، وانسحب من الحلقة".
"وتعليقاً على الصور، قال فياض "لا رجم وجلد ولا بتر يد بإيران وكل الأحكام هي مدنية ونحن ننتمي الى مدرسة فقهية تختلف عن ما هو سائد لدى السعودية وداعش"، لتعلن بعدها صادق انتهاء حلقة اليوم من البرنامج الصباحي".
 هذا هو كامل محتوى الخبر، ما رأى فيه البعض مادة دسمة لفتح سجال حول هوية من أنهى الحلقة: صادق أم فياض؟ حيث أصر البعض على أن فياض هو من أنهى الحلقة، ما استدعى ردود فعل مضادة تنتقد تصرفه.
 السؤال الذي يتبادر الى الأذهان، ما هو مبرر السجال في المادة الخبرية؟ الأمر بسيط: صادق أنهت، لأن فياض انسحب، فهي المسؤولة عن اطلاق الحلقة وانهائها؟ والحلقة لا تنتهي بمغادرة الضيف، بل يمكن ان تستكمل باتصال بضيف آخر، أوعرض تقارير أرشيفية ان لم تكن معدة خصيصاً لأي طارئ في الحلقة.
المؤسف وما استوجب كتابة السطور أعلاه، أن البعض باتوا هواة بحث عن الخلافات حتى في القشور الفارغة والتفصيلية، حتى أصبحنا جميعاً نسعى أكثر فأكثر الى التموضع والتخندق، رافضين وعي خطورة المرحلة، واحترام دماء الشهداء العابرة للطوائف والتي تسقط على مذابح هذا الوطن!