hit counter script

خاص - ملاك عقيل

شكراً شربل خليل...

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٥ - 05:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تكثر الجمعيات والمنتديات المدافعة عن حرية التعبير في لبنان. نشاط زائد يحتاج إليه اللبنانيون حيث يغرقون بأزماتهم الإجتماعية المضافة إلى مصائبهم السياسية.
في المبدأ الحرية أوكسجين الشعوب. لا خلاف على هذا الأمر. وتصبح هذه الحرية مطلباً أكثر إلحاحاً بوجود سلطة عاجزة عن تطبيق أبسط القوانين أو سلطة وقفت عقارب الساعة لديها عند قوانين العصر الحجري، لكن هذه الجمعيات و"أولياء" الحرية يصبحون في موضع الشبهة وتحت قفص الإتهام حين لا تستفزّهم قضية كقضية المخرج شربل خليل وعلم "داعش" وسيقان المحجّبة!
في المقابل، سيكون مفهوماً جداً إحجام السياسيين عن الوقوف إلى جانب شربل خليل، المواطن اللبناني قبل أي شيء، والذي ارتكب غلطة "عمره" بإعادة نشر صورة تعكس حقيقة واقع أليم على صفحته الخاصة. هؤلاء يتلقّون فقط ولا يتفاعلون. تكاد الراية السوداء أن تلتفّ على أعناقهم ولا يبادرون. فليذهب شربل خليل إلى الجحيم حتى لو كان يفشّ خلقنا. حتى لو كان ينتقم للذات الضعيفة داخلنا. حتى لو كان يخوض الحرب بالنيابة عنا. "كولكشن" السياسيين لدينا مجرّد متفرّجين على وحشية وعهر "داعش" و"جهاد نكاحهم"... ولا من يبالي. غريب أمر اللبنانيين. كيف يمكن لراية القتل والسادية السوداء أن لا تدفع المنكوبين بوحشيتها إلى التضامن في ما بينهم.
بماذا أخطأ شربل خليل؟ أيّهما أسوأ نشر صورة معاذ الكساسبة ونيران الظلاميين تلتهمه وتحوّله إلى كتلة متفحّمة، في إسهام غير مقصود (بغالب الأحيان) في إبراز مقدّرات الإرهابيين في فنّ الجريمة، أو الكشف عن جانب من ساعات الترفيه عن النفس التي يقضيها القَتَلة على أسرّة المتعة الحيوانية، وإن بشكل كاريكاتوري؟ أيّهما أكثر مسّاً بالطائفة، والمذهب، وما يسمّى الوحدة الوطنية، "تشيير" صورة لرأس عسكري لبناني انفصل عن الجسد بسكين "داعشي" او إبراز، بشكل مجازي، مشهد كاريكاتوري من جهاد النكاح تحت الراية السوداء التي لا علاقة للإسلام الحقيقي بها؟ ماذا فعل شربل خليل أمام مآثر صحافيي Charlie Hebdo؟ هناك في فرنسا حيث يعيش نحو 6 مليون مسلم يصدف أن هناك دولة تحمي حرية التعبير برموش عينيها.
لم يكن المشهد أمام قصر العدل وداخله صبيحة الإثنين مقبولاً ولا منطقياً. بالرغم من كل توضيحات المخرج شربل خليل، الذي يحارب على طريقته التطرّف والتكفير والتنكيل بالأديان، أصرّ الجاهلون على فعلتهم. ربما علينا توقّع المزيد من السقطات غير المبرّرة، طالما أن هناك من لا يزال يعتبر أن الخوف على الإسلام المعتدل هو تهجّم على الطائفة، وأن من يحارب الإرهاب والتكفير بالفطرة هو محقّر للأديان...
ثمّة إساءات بالجملة للأديان وللآخر يحتضنها العالم الإفتراضي كل ثانية ودقيقة. البعض منها منظّم والآخر عفوي. ثمّة كلام، وليس مجرد كاريكاتور أو صورة، يعيد شبح الحرب الأهلية كل يوم إلى الواجهة ويغذّي النعرات الطائفية والمذهبية، ولا من ينتبه. ما فعله شربل خليل قد تفعله كاتبة هذه السطور أو ملايين غيره في هذا العالم. مجرّد إعادة نشر لصورة تظهر مدى "التنكيل" الذي تمارسه "الدولة الإسلامية" (داعش) بحق الإسلام.
بالتأكيد لم يرتكب خليل أي إساءة. جلّ ما في الأمر أن دولة برمّتها أساءت إليه... وفي سرّها تصفّق لتغريدته.

 

 

  • شارك الخبر