hit counter script
شريط الأحداث

أخبار اقتصادية ومالية

لمصلحة من تُنقل الباصات من ساحة التل إلى البحصاص؟

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٥ - 09:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يكن تحرّك أصحاب الباصات والفانات يوم الجمعة الماضي في ساحة التل في وسط طرابلس، الا تعبيرا آخر عن الصراعات الدائرة في المدينة. احتج هؤلاء على قرار نقل باصاتهم وفاناتهم إلى محطة تسفير في منطقة البحصاص عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس. كشف تحرّكهم عن الصراع الخفي بينهم وبين جهات سياسية ومالية وأمنية ذات نفوذ قوي في طرابلس، التي تتبنى مشروع تحويل ساحة التل إلى مرأب للسيارات ونقل مواقف النقل إلى البحصاص.

خطوة أصحاب الباصات والفانات جاءت في سياق الردود على مشروع تحويل ساحة التل بعناصره التي تتضمن نقلهم إلى محطة تسفير جرى إعدادها في منطقة البحصاص عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس. ووسط الدعوة إلى تنظيم مسالك ومسارات ومواقف الباصات والفانات، اندفع النائب السابق مصباح الأحدب، الذي يمتلك شركة باصات لنقل للركاب تعمل بين طرابلس وبيروت، إلى المشاركة في الاعتصام الاحتجاجي، رافضاً أن «يجري توقيف واحتجاز الباصات اعتباطياً».
واستغرب الأحدب كيف «توضع خطة لنقل الباصات إلى البحصاص، من دون أن يخبرنا أحد»، وأعلن رفضه «قطع أرزاق الناس بحجّة الحفاظ على هيبة الدولة»، ومتسائلاً: «هل تكون الهيبة بقطع أرزاق مواطنين لمصلحة آخرين يغطيهم وزير الداخلية نهاد المشنوق؟».
هؤلاء «الآخرين» الذين لم يسمهم الأحدب بالاسم مكتفياً بالتلميح إليهم، لم يكونوا سوى نافذين في قوى الأمن الداخلي، على رأسهم قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي، الذي سماه سائقو الباصات والفانات بالاسم، كاشفين أنه «هو من جهّز محطة تسفير الباصات والفانات في البحصاص، وفوق أرض تابعة للدولة، بالتعاون مع آخرين، وأنه يريد نقل الباصات إليها كي تصبح خاضعة لمحطته، قبل إحالته على التقاعد بعد أشهر!».
ويبدو أن الأيوبي فهم سريعاً أن اعتصام الباصات وكلام الأحدب موجّهان إليه، فعقد مؤتمراً صحافياً في مكتبه من دون أن ينكر الاتهامات الموجّهة إليه، بل أوضح «لم نرم الناس في الشارع بل خصصنا لهم مواقف في البحصاص، ولن نقبل الفوضى مهما كان الأمر، وكل ما هو غير مرخص سنزيله». كلام الأيوبي واضح في الإشارة إلى أن زحمة السير سببها أصحاب الفانات والباصات غير الشرعيين.
غير أن تراشق التهم والكباش بهذا الخصوص لم يتوقفا عند هذا الحد، بعدما دخل نقيب السائقين العموميين في الشمال شادي السيد على الخط. ففي مقابل اتهامات الأحدب، رفض السيد «تصرّف الأحدب غير المسؤول»، داعياً القوى الأمنية إلى «تطبيق القانون». السيد يتهم الأحدب بأنه «يتقاضى عن كل فان للركاب مبلغ 30 ألف ليرة أسبوعياً».
ومع أن اعتصام أصحاب الفانات رُفع بعد ساعات على تنفيذه، بعدما وُعدوا بدرس مطالبهم، فإن التصعيد الأخير أعاد إلى الواجهة مشروع تشغيل محطة التسفير الشمالية، القائمة عند مصب نهر أبو علي، المنجزة منذ سنوات.
وقد طرحت مسألة تشغيل محطة التسفير الشمالية كمخرج لإنهاء أزمة إاختناق السير في ساحة التل، ولتنظيم الساحة وحركة السير بدل الفوضى السائدة فيها على نحو غير مقبول، وخصوصاً أن محطة التسفير الشمالية شبه جاهزة، ولا تحتاج سوى إلى عملية صيانة جديدة لها، غير مكلفة عملياً، كما أن مكانها جغرافياً مناسب أكثر من محطة التسفير في البحصاص، بعدما صدرت احتجاجات من قبل مواطنين وهيئات المجتمع المدني، دعت محافظ الشمال رمزي نهرا وبلدية طرابلس إلى التدخل لمعالجة الموقف، مشيرة إلى أنه ليس لائقاً أن يكون مدخل طرابلس الجنوبي عبارة عن محطة تسفير للباصات، الأمر الذي سوف يُشوّه هذا المدخل، وسيؤدي إلى اختناق وازدحام مروري كبير.
(الاخبار_ عبد الكافي عبد الصمد)

  • شارك الخبر