hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - اوكتافيا نصر

هل يمكن أن تربح فلسطين في الخلاف الأميركي - الإسرائيلي على إيران؟

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٥ - 07:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

غالباً ما أفكّر في فلسطين ومحنة الشعب الفلسطيني ومعاناته على أيدي الاحتلال الإسرائيلي أو كيف يُعامَل الفلسطينيون في إسرائيل معاملة مواطنين من الدرجة الثانية، أو أيضاً المعاملة الأسوأ بكثير التي يلقاها اللاجئون الفلسطينيون في الدول العربية حيث يعانون الإهمال والتعسّف والحرمان من الحقوق الأساسية وفرص العيش بكرامة وتحقيق النمو والازدهار.

أقصد أولئك الذين نسيهم "الأبطال" الموسميون الانتهازيون الذين يدّعون أن "فلسطين هي البوصلة" لكنهم مستعدّون لشن حروب وارتكاب مجازر بذريعة "تحرير القدس" واستعادة "فلسطين بكاملها"، فيما يلحقون الأذى الأكبر بالفلسطينيين.
طرح تقرير صدر أخيراً في مجلة +Magazine 972 الإسرائيلية المستقلة، السؤال الآتي: "هل لدى الإسرائيليين فكرة عن مدى سوء الأوضاع في غزة؟". يعرض المقال بالتفاصيل المؤلمة كيف "يعيش نحو مليونَين من أبناء غزة في حال من الفقر والحرمان من الخدمات والمرافق الأساسية". وقد دفعني عنوان المقال إلى طرح السؤال الآتي: "هل لدى أحدهم أدنى فكرة؟" أقصد بسؤالي هذا وسائل الإعلام العربية والحكومات والأشخاص والمجموعات القتالية والمتطرفين والمتحدّثين العقائديين الذين يعتاشون على ظهر "فلسطين".
فيما تستعد إسرائيل لإجراء انتخابات قد تكون تاريخية، وفي ضوء الخلاف الكبير بين البيت الأبيض ونتنياهو على المحادثات النووية مع إيران، تكتسب فلسطين أهمية أكبر من أي وقت آخر. إنها الشوكة الحقيقية في خاصرة الجميع، أكثر مما يمكن أن تكون يوماً الأطماع النووية الإيرانية.
لدى النظر إلى المستجدات على الأرض، من الواضح أن نتنياهو يفضّل أن يحوّل أنظار العالم عن فلسطين ويوجّهها عوض ذلك إلى إيران و"جبهتها الثالثة" ضد إسرائيل كما يُسمّي جبهة الجولان. و"حزب الله" من خلال ولائه لإيران، وكذلك لحركة "حماس"، يخدم خطاب نتنياهو ومخططاته لبث الخوف.
مع ازدياد انعدام الثقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية الملف الإيراني، ثمة فرصة ممتازة لسدّ الفراغ من خلال تحركات معتدلة وفاعلة وتقدّمية لمصلحة فلسطين.
لكن العرب منهمكون، ويا للأسف، بمشكلاتهم الداخلية أو بأطماعهم. فلبنان المتداعي عاجز عن تسيير شؤونه بحسب ما تمليه مبادئ الديموقراطية. ومصر التي يحكمها العسكر مشغولة بسجن الصحافيين والمعارضين السلميين. ولم ينتهِ الرئيس السوري بعد من قتل شعبه وتشريده. ويستمر الأردن في تلميع صورته، فيما تتسابق دول الخليج على تسجيل أرقام قياسية عالمية فتتشوّه معالمها.
وهكذا باتت مهمة الدفاع عن فلسطين تقع على عاتق المفكرين الفلسطينيين الرصينين وكذلك ناشطي حقوق الإنسان والمناضلين غير العنفيين من أجل الحرية؛ يجب أن تتركّز كل الأنظار عليهم. يمكنهم أن يدخلوا التاريخ شرط أن يكونوا مستعدين لاغتنام الفرصة من أجل إسماع أصواتهم.

  • شارك الخبر