hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

افتتاح المؤتمر 3 لسرطان الثدي في "الاميركية"

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٥ - 17:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد مركز علاج سرطان الثدي في معهد نايف باسيل للسرطان في الجامعة الاميركية في بيروت - المركز الطبي المؤتمر الثالث لسرطان الثدي في فندق "جفينور روتانا" برعاية وزير الصحة وائل ابو فاعور ممثلا بالدكتور بهيج عربيد في حضور حشد من الاطباء والاكاديميين ومحاضرين من لبنان، مصر، الاردن، العراق، سوريا بلجيكا، سويسرا والولايات المتحدة الاميركية حيث جرى عرض ومناقشة مستجدات الابحاث والادوية الجديدة في لبنان والعالم.

وكان المؤتمر افتتح اعماله بكلمة لرئيس المؤتمر مدير المركز البروفسور ناجي الصغير الذي اوضح انه "للسنة الثالثة على التوالي يجري تنظيم هذا المؤتمر حول ارشادات الكشف المبكر والتشخيص الدقيق وعلاج سرطان الثدي، بالاضافة الى جلسة مشتركة بين الاطباء والممرضات والجمعيات الاهلية والمريضات اللواتي كان عندهن سرطان، والمتطوعات والمتطوعين من اجل دراسة هموم المرضى ومشاكلهم وحقوقهم بالحصول على العلاج الجيد بغض النظر عن حالتهم المادية والاجتماعية".

اضاف: "هذا العام، بالاضافة الى المحاضرين اللبنانيين والاوروبيين والاميركيين، نستضيف عددا مميزا من الزملاء والمحاضرين العرب، بالاضافة الى عدد مميز من المحاضرين اللبنانيين، واضفنا هذا العام جلسة عن ابحاث سرطان الثدي في لبنان وذلك لاننا معهد نايف باسيل للسرطان ورئيس الجسم الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت نعمل على تشجيع الابحاث الطبية في لبنان والعالم العربي، ومستمرون في طريقنا لان نجعل من مؤتمر BCC AUB منبرا علميا بحثيا، ولاننا نطمح لان يصبح مؤتمرنا هذا مؤتمرا عالميا نسميه "مؤتمر بيروت الدولي لسرطان الثدي".

وشدد على ان "حملات التوعية الصحية في لبنان اصبحت تثمر نتائج جيدة واصبحنا نرى في لبنان الحالات لاكثر في المراحل المبكرة وان من هؤلاء اكثر من 90% يتم شفاؤهن شفاء تاما، وكثيرا بدون استئصال كامل للثدي، كما بينا في دراسة طبية من الجامعة الاميركية نشرناها في مجلة طبية عالمية، ولكننا ما زلنا نرى حالات كثيرة متقدمة خاصة عند اخواتنا واخواننا المرضى العراقيين، ذلك نحن بحاجة الى حملات توعية اكثر في لبنان والدول العربية ونرحب بزملائنا الاطباء العرب وخاصة العراقيين ونحن نمد ايدينا معا لزيادة التوعية الصحية".

بدوره، تحدث مدير المعهد الدكتور حسان الصلح عن اهمية انشاء مراكز متخصصة والتي من شانها ان يلتقي اصحاب الاختصاص للاطاحة بالمريض ومرضه".

واشار رئيس الجمعية اللبنانية لاطباء التورم الخبيث الدكتور فادي فرحات الى ان "مسؤوليات الجمعية تتركز على دعم الاجتماعات العلمية التي تسعى الى رفع المستوى العلمي في لبنان"، مشددا على ان "اعمال المؤتمر وما يتخلله من نقاشات وتبادل للاراء من شأنها ان تساهم في تبيان اوضاع المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي".

وتحدث رئيس رابطة الاطباء العرب لمكافحة السرطان الدكتور سامي الخطيب عن وضع خطة استراتيجية واحدة لمكافحة مرضى السرطان في العالم العربي وبشكل اساسي موضوع سرطان الثدي الذي يعتبر السرطان الاول لدى الفساد في المنطقة العربية، واعلن ان البروفسور ناجي الصغير سوف يقوم بوضع الخطوات الاولى للخطة العربية.

والقى عربيد كلمة قال فيها: "شرفني معالي وزير الصحة العامة الاستاذ وائل ابو فاعور بتمثيله في حفل افتتاح مؤتمركم العلمي الهام وحملني اعتذاره لعدم تمكنه من الحضور كما حملني تحياته لكم جميعا وتمنياته بالنجاح والتوفيق في اعمال مؤتمركم وبما يعود بالخير على عموم المواطنين".

اضاف: "يسعدني مشاركتكم حفل افتتاح مؤتمركم العلمي الهام متمنيا لكم التوفيق والنجاح وبما يعود بالخير والنفع على عموم المواطنين. من الطبيعي في مثل هكذا مناسبات ان نستعرض امامكم بعضا من شؤون وشجون النظام الصحي التي نعتقدها اساسية وانتم معنيون بها تاركين الغوص بالامور العلمية الى حضراتكم وانتم اصحاب الاختصاص بذلك".

وتابع: "بداية اسمحوا لي ان اهنئكم على تنظيم هذا المؤتمر فهو يجمع الى جانب المركز الطبي في الجامعة الاميركية المرموق نقابتي الاطباء والممرضين والممرضات والجمعيات العلمية للامراض السرطانية والجراحة العامة والجراحة التجميلية والجمعية العربية الطبية للامراض السرطانية. كلنا ثقة وقناعة باهمية المواضيع المطروحة للبحث والنقاش نتمنى لكم التوفيق".

واردف: "اننا نتعامل مع الامراض السرطانية كقضايا صحية عامة لما تمثله من اهمية طبية واجتماعية واقتصادية ولقد اولينا هذه الامراض الاهمية التي تستحق وهي تستهلك قسما لا بأس به من انفاق وزارة الصحة. ففي مجال الخدمات الاستشفائية قمنا بتغطية كلفة 28710 حالة استشفاء عام 2011. وتقديم الادوية مجانا ل 3686 مريضا عام 2013 وتقديم خدمات العلاج بالاشعة. كما اعتمدنا بروتوكولات طبية لمختلف انوع الامراض السرطانية وضعها اخصائيون، وانشأنا لجانا متخصصة لدرس الملفات المقدمة للمساعدة بالادوية وهي التي تقرر المساعدة وتتقيد بالبروتوكولات العلاجية الموضوعة هذا في مجال الحماية الطبية".

وقال: "اما في مجال الوقاية: وهو التوجه الاساسي في سياستنا العامة فاننا نشدد على اهمية التثقيف الصحي للمواطنين لتحسين مستوى معرفتهم بهذه الامراض والعوامل المؤثرة بها سلبا او ايجابا في انتشارها وتطورها، كما اعتمدنا برامج الاكتشاف المبكر للعديد منها واهمها برنامج الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي عند المرأة وهو اكثر السرطانات انتشارا وحققنا تحسنا جيدا في مشاركة النساء في هذه الحملات. وكنا ايضا ساهمنا في تنفيذ برامج السجل الوطني للسرطان ليصبح مرجعا مهما، وسنبقى في الوزارة حاضرين للتعاون معكم لنخدم سويا تطور الممارسة الطبية وتعزيز ثقافة المواطنين وضبط الانفاق وترشيده في مجالات لامراض السرطانية وسواها، ولكم دور كبير في كل ذلك".

اضاف: "لا يخفى على احد حجم المشاكل وتنوعها التي تواجه وزارة الصحة العامة في عملها وبعضها بشكل عقبات جدية امام تطور نظامنا الصحي، طبعا هذا لا يمنع من اننا حققنا سوية الكثير من النجاحات المهمة منها على سبيل المثال لا الحصر: امتلاكنا لسوق صحي استشفائي ورعائي كبير مشهود له بجودة الخدمات والسمعة الحسنة للمؤسسات الصحية وبالذات الجامعية، ومنها ايضا التحسن في المؤشرات الصحية مثل خفض معدلات وفيات الاطفال لحدود 7 و 9 بالالف لما هم دون السنة والخمس سنوات من العمر وخفض ايضا معدلات وفيات السيدات الحوامل اثناء الولادة وفي محيطها لحدود 23 لكل 100 الف ولادة ونسجل ايضا التحسن الملحوظ في الامل في الحياة عند الولادة".

وتابع: "مقابل هذه النجاحات ما نزال نواجه الكثير من المشاكل منها ما هو مرتبط بطبيعة نظامنا الصحي واسس تكوينه، النقص الحاصل في المهن الطبية وبعض الخدمات الاساسية وفوضى الانفاق وغياب ترشيده والثغرات القائمة في سياسة التأمينات الصحية، والمشكلة الاساسية ونقولها بصراحة اننا نادرا ما نلاحظ معالجة بعضنا من هذه المشاكل في المؤتمرات التي تنظم وهي كثيرة وكأن السياسة الصحية ومكوناتها لا تعني الاطباء ولا المستشفيات ولا الجامعات".

واردف: "اتوقف قليلا امام ثلاثة عناوين بالغة الاهمية في الحاضر والمستقبل وانتم معنيون بها وبنتائجها. اولها: التطور الديموغرافي في البلد، لبنان انتقل منذ نهاية 2011 من 4,5 مليون مقيم الى حدود 6,5 مليون مقيم نتيجة للجوء العشوائي الكبير السوري الى لبنان، وكلكم تعرفون تداعيات ذلك على كل القطاعات البيئة والطاقة والمياه والتربية والصحة والاجتماع والسياسة والامن. ثاني عامل مهم: هو تطور الفقر وهو حسب العديد من المصادر يقارب 30% بين اللبنانيين وحتى 40% والفقر ايضا لدى الدولة اللبنانية حيث نسجل تعاظم الدين العام وغياب الموازنات المعدة للتنمية يعني تعاظم الهجرة للشباب والصبايا والمزيد من الازمات الاقتصادية. ومما زاد الطين بله ايضا واستنادا الى تقارير الامم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين UNHCR ان حجم النازحين الاكثر فقرا يتعدى 1,3 مليون سوري في لبنان و 1,2 مليون لبناني، وفي دراسات اعتدناها لكلفة ال 2,5 مليون فقير وبارقام معتدلة تبين اننا بامس الحاجة لحوالى مليار وسبعين مليون دولار ككلفة سنوية. ولم يصلنا كوزارة صحة منها شيء، وموارد الامم المتحدة الموجهة لمساعدة اللاجئين السوريين والفقراء اللبنانيين بانخفاض مستمر. هذا يعني اننا سنواجه في الوقت زيادة كبيرة في حجم الحاجات الصحية المختلفة لهذه الفئات يقابلها نقص في الموارد. سنكون كلنا في ازمة وزارة الصحة والهيئات الضامنة والاطباء والمستشفيات وسواهم. انها مشاكل جدية دفعت بوزيرنا وائل ابو فاعور منذ ايام وفي الجامعة الاميركية ان يعبر عن تخوفه على مستقبل النظام الصحي في لبنان".

ولفت الى ان "المشكلة الثالثة والتي تعنينا في حياتنا وحياة المواطنين فهو الامن الغذائي والتي عكست امرين اساسيين الاول ضعف الدولة من جهة والازمة الاخلاقية الكبيرة التي نكشف فصولها ونحن نغوص اكثر فاكثر في قضايا الغذاء صناعة وتسويقا وتخزينا واستهلاكا. انها حملة فيها الكثير من الصعوبات والعقبات ولكننا مصممون على متابعتها وتحصينها وتعزيز الدولة ودورها في حماية حق المواطن في الصحة كما في التربية وسواها",

وختم: "كلمة عن الاتفاق الاخير الذي توصلنا اليه مع وزارة العمل وادارة صندوق الضمان حول الوصفة الموحدة للاطباء وحول اعادة فصل اتعاب المستشفيات، لدينا الكثير مما يتوجب عمله. ما يزال الوقت مبكرا لتقييم النتائج المؤشر الاساسي هو التحسن الكبير في نسبة النتائج المطابقة للمواصفات المعتمدة من جهة وتحسن سمعة الدولة ودورها في تطبيق القانون من جهة ثانية. ان الصحة مسؤولية جماعية نتحملها سوية".
 

  • شارك الخبر