hit counter script

أخبار محليّة

طعمة: هل يمتلك اللبنانيون اليوم خيارا غير انتظار قدرهم المحتوم؟

الأحد ١٥ شباط ٢٠١٥ - 11:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رأى النائب نضال طعمة أن "وراء الضربة التي وجهها حزب الله، عقل مدبر، وإرادة ذكية، تعرف ماذا تريد، وتعرف كيف تجعل جمهورها يردد ما يخدم طروحاتها السياسية. وأنا هنا لا أتحدث عن الضربة العسكرية التي وجهها الحزب إلى العدو الإسرائيلي، التي لا يمكن أن يرفضها أحد من باب التعاطف مع الصهاينة، بل إن التحفظ عليها قد جاء من وجهة نظر تحرص على مصلحة لبنان، وعدم توريطه في ردات فعل مجنونة، وغير محسوبة. وقد عودتنا إسرائيل على غطرسة متفلتة، وبتنا نفتقد معها لكل المعايير والحسابات، فهل نعطيها ذريعة مجانية؟.

واشار في تصريح الى ان "الضربة التي أتحدث عنها، هي الضربة الإعلامية، التي سددها السيد حسن، مستفيدا من تزامنها مع مجريات حوار بين الحزب وتيار المستقبل، ما يجعل المستقبليين مترددين بين مطرقة الكلام الوطني الصريح، وسندان الحرص على الهدوء والاستقرار في البلد، من خلال إيصال الحوار إلى ثمار محددة على المستوى الداخلي. ولكن ذلك لم يمنعنا من انتقاد ما فعله الحزب، لتكون الصراحة والمكاشفة أساسين نكمل على أساسهما الحوار ليكون صادقا، وإذا ما أثمر، لا تكون ثماره هجينة".

اضاف: "وشاء العقل المدبر في إطار التصوير البطولي والتنميق الكلامي الذي يقدم العملية للجمهور كنصر استراتيجي، أن يقدمها كإنجاز جديد، يؤسس لتحول في المعادلات، كي تسبي قوى الثامن من آذار، جمهورها المتردد في تأييد تدخل الحزب في سوريا، وخاصة أن بعض القوى الحليفة كانت قد تحدثت ولو بخجل عن رفض تدخل الحزب في سوريا.
فكلام السيد عن عدم الالتزام بالساحات والميادين، هو كلام موجه إلى جمهوره الداخلي ليشد عصبه في نشوة الانتصار المسوق له، كي تصبح الحرب في سوريا قدرنا المحتوم، والتدخل فيها غير قابل للجدال، وتأييدها غير خاضع لأي تردد على الإطلاق. فالعدو الإسرائيلي يعرف أن الحزب لا يحترم ولا يلتزم الساحة اللبنانية، وهو ليس بحاجة إلى خطاب كي يدرك ذلك. وقوى الرابع عشر من آذار تقول للحزب، وكانت قد قالت له، ومن قبل تفاهم بعبدا، إن التزام الساحة اللبنانية، يجعل لبنان أقوى في وجه إسرائيل، ويؤمن إلى حد بعيد الوحدة الداخلية، ويصون البلد من خضات عديدة، ومن تداعيات أزمات المنطقة على بنيته الاقتصادية الهشة، التي يمكن أن نؤمن لها معا ظروفا أفضل في حال استطعنا أن نستفيد من الظروف المحيطة بنا".

وتابع: "أريد أن أختصر القضية وأبسطها، فثمة خطابان لا ثالث لهما في لبنان، متلازمان مع خيارين واضحين في تأرجح المصير بين الخلاص والجحيم لا سمح الله. خطاب وخيار يقول بفرض سلطة وهيبة الدولة من خلال المؤسسات الشرعية، وتوحد اللبنانيين حول قواهم المسلحة وجيشهم الوطني، وهم بذلك قادرون حقا على حماية بلدهم من التيارات التكفيرية وبراكين المنطقة. وخطاب وخيار آخر يقول بضرورة ربط مصير البلد بمصير النظام السوري، والتذاكي على دور المؤسسات العسكرية واستنزافها دون إعطائها فرصة حقيقية لتكون المرجع الوطني، وضبط إيقاع الصراع مع إسرائيل وفق كل الساحات المفتوحة ووفق التوجيه الإيراني والرعاية الإيرانية الواضحين".

وختم طعمة: "خوفي، اليوم، أن يعجز الحوار عن اختراع خطاب وخيار يحلان ثالثا، كما يبدو أنه عجز، أي الحوار في استقطاب المراهنين على الخارج إلى الرهان على وحدة الساحة الداخلية. فإلى أين يمضي بنا هؤلاء؟ وهل يمتلك الشعب اللبناني اليوم خيارا غير انتظاره لقدره المحتوم؟ 

  • شارك الخبر