hit counter script

مقالات مختارة - كارولين عاكوم

ثلاثية "حزب الله" الجديدة تهدد "قواعد اللعبة" السياسية

الأحد ١٥ شباط ٢٠١٥ - 07:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تعكس المواقف اللبنانية على كلمة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله الأخيرة تهديدا لـ«قواعد اللعبة السياسية» الحالية بعد إعلانه عن سقوط «قواعد الاشتباك» في الصراع مع إسرائيل وفتح «حدود الجبهات» بين لبنان وسوريا وإيران، وذلك بعد انطلاق الحوارات الثنائية بين الأطراف المتخاصمة ولا سيّما «المستقبل»، و«حزب الله» في موازاة «التعايش القسري» على طاولة مجلس الوزراء.
ويوم أمس، جدّد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، التأكيد على موقف نصر الله، بالقول: «رد الجمهورية الإسلامية هو ذاته رد (حزب الله)، نحن و(حزب الله) واحد وأينما أريقت دماء شهدائنا في الجبهات فإن ردنا سيكون واحدًا». وأضاف: «هذا الرد سيكون ساحقًا وأكثر قوة ولن يكون فقط عند حدودهم بل في أي مكان يوجد فيه إسرائيلي أو أحد من أتباعها». واعتبر أنّ الرد الذي قام به «حزب الله» على اعتداء القنيطرة كان جزءا صغيرا من الرد الذي كان بانتظارِ الصهاينة.
وبينما رأى البعض أن قول نصر الله: «إن امتزاج الدم اللبناني والإيراني على أرض سوريا يعبر عن وحدة القضية والمصير ووحدة المعركة»، يعني إطلاق «ثلاثية جديدة» إضافة إلى ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، اعتبره رئيس كتلة المستقبل رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، كلاما متسرعا ويلغي إرادة الشعب اللبناني التي التزمت القرار 1701، مضيفا: «لن نتخلى عن قضية فلسطين ولن نسلم الراية لمن يريد خطفها أو الاستيلاء عليها». وقال: «نحن شاركنا في البلد على أساس التساوي في الحقوق والواجبات وليس مقبولا أن هناك من يحاول تحويله إلى شريعة الغاب»، مشددا على أننا «نتمسك بحق المواطنة، فكلام نصر الله يحاول أن يفرض منطق السلاح والتجربة في لبنان ومن اتبع هذا الطريق كان مصيره الفشل وإلحاق مزيد من الخسائر باللبنانيين».
بدوره، رأى النائب في «كتلة المستقبل»، أحمد فتفت، أنّ الحكومة مضطرة لـ«التعايش القسري» في ظل الوضع اللبناني السياسي وغياب رئيس للجمهورية. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كلام نصر الله ينسف، كما في كل مرةّ، مصداقية الحزب ومن شأنّه تأزيم الوضع السياسي بعدما كان الحوار بينه وبين (المستقبل) انطلق لتهدئة الأوضاع وتنفيس الاحتقان والتشنّج وإذا به أول من أمس يعيد الأمور إلى ما كانت عليه»، سائلا: «ألم يطح إطلاق الرصاص في سماء بيروت عند إطلالة نصر الله بكل هذه المحاولات؟ وهل (حزب الله) معني بالحوار؟»، مضيفا: «في كل الأحوال نحن وضعنا سقفا لهذا الحوار وسنرى إلى أين سيذهب وما هي نتائجه».
واعتبر فتفت أنّ كلام نصر الله، كما المسؤولين الإيرانيين، يعكس أنّ القرار والسلاح إيراني والتنفيذ من مسؤولية «حزب الله».
مع العلم، أنّ ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» كانت العائق الأساسي قبل تشكيل حكومة تمام سلام الحالية، إلى أن توصل الأفرقاء إلى استبدالها بـ«حق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي»، بينما كان التأكيد على الالتزام بالقرارات الدولية وتحديدا القرار 1701 بندا أساسيا في الحكومة التي يشارك فيها «حزب الله» بوزيرين.
من جهته، رأى مستشار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، العميد وهبي قاطيشا، أنّ نصر الله عاد إلى لغة الاستكبار والتهديد مستغلا العملية التي نفذها الحزب في مزارع شبعا للاستقواء على الداخل والخارج. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كل التهديد الذي أطلقه نصر الله ولا سيما المتعلق بسقوط قواعد الاشتباك وتجاوز القرارات الدولية، غير قابلة للتطبيق»، مضيفا: «وخير دليل على ذلك، أنّه وبعد العملية طمأن إسرائيل عبر الأمم المتحدة أنه لا يريد التصعيد، لأن ذلك سينعكس عليه سلبا».
وفي الإطار نفسه، اعتبر وزير الإعلام رمزي جريج، المحسوب على حزب الكتائب اللبنانية، أنّ وحدة اللبنانيين وتضامنهم يحمي لبنان، مؤكدا أنّ «الحكومة ملتزمة ببيانها الوزاري الذي تنازل فيه الحزب عن ثلاثيته وربط كل عمل مقاوم مشروع بمرجعية الدولة، كما أنّها متمسكة بمرجعية الدولة في قرار الحرب والسلم وبالمواثيق الدولية والقرار 1701». وأضاف: «أن عملية (حزب الله) في مزارع شبعا لم تكن لتحرير مزارع شبعا التي يمكن تحريرها بشتى الوسائل ومنها الدبلوماسية وثبتت الخرائط الدولية ملكية لبنان لها ولا تزال أرضا محتلة، والعملية صارت في أرض محتلة ضد عملية القنيطرة». 

"الشرق الاوسط"

  • شارك الخبر