hit counter script

متل ما هي - فادي عيد

خوف وهلع و"قَرَف"

السبت ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 11:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ثمّة خلل حقيقي لا يزال جاثماً على صدور اللبنانيين كونهم لم يتمكنوا حتى اليوم من التوافق على إنتاج فكرة دولة بالمعنى الحقيقي للكلمة، الأمر الذي يفقد لبنان أي شكل من أشكال الكيان السياسي الموحّد والقوي والمتجرّد عن كل التنظيمات الإجتماعية والطائفية المهيمنة.
 

والمؤلم في الأمر، أننا أمام مشاهد كثيرة محيطة تظهّر كيفية انهيار الدول المحيطة وتفكّكها طائفياً ومذهبياً، بما يؤكّد على أهمية الحفاظ على الكيان الذي يصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، والسبيل إلى ذلك ليس بهذه الصعوبة، إنما الصعوبة هي في اتخاذ القرار بإعادة لبننة جميع القوى السياسية لقرارها اللبناني الصرف، بحيث تكون المصلحة اللبنانية العليا هي الأساس للحفاظ على مبادئ حفظ الكيان وحماية المجتمع اللبناني من التفكّك، خصوصاً وأن المنطقة برمّتها اليوم ساحة حرب مفتوحة بين القوى الإقليمية والعالمية لإعادة فرض قواعد نظام عالمي جديد.
 

وبما أننا في هذه المرحلة نعيش "مغامرة" حوارية بين الأطراف الداخلية ينتظر منها اللبنانيون العودة إلى لغة العقل والإتزان، ومن أولى تلك المبادئ التي يجب الإلتفاف حولها عدم استفزاز أي طرف لطرف آخر، كما حصل قبل إطلالة السيد حسن نصرالله بالأمس بحيث تكرّر مشهد إطلاق النار والقذائف الصاروخية باتجاه المناطق الأخرى المحيطة، ضارباً بعرض الحائط الحد الأدنى مما تبقّى من هيبة الدولة اللبنانية والسلطة الشرعية.والسؤال هنا موجّه إلى قيادة "حزب الله"، عما إذا كانت هذه "العراضات" النارية تؤدي إلى الإجتماع اللبناني بكل أطيافه على أهداف واحدة، أم أن ذلك سيكون بمثابة الذريعة التي تهدم المجتمع والكيان. أما السؤال الثاني فهو يتمحور حول الفائدة من مثل هكذا عراضات "نارية" لا سيما وأن القاصي والداني بات يدرك أن جميع اللبنانيين يتيقّنون مدى النوايا الإسرائيلية العدوانية تجاه لبنان بكل تلاوينه السياسية والطائفية.

فعذراً يا سادة، المناطق المحيطة بالضاحية الجنوبية كلها ارتعدت بالأمس وخافت وهلعت و"قرفت"، وانتُهكت حياة الناس فيها وانتشر الرعب في قلوب الصغار والكبار تحت وقع ممارسات فوضى السلاح الذي يذهب ضحيته عند كل إطلالة زعيم، ضحايا لا دخل لهم بالرسائل التي توجّه من خلالهم وعلى حساب دمهم. فعلى قيادة الحزب أن تقوم بخطوة بسيطة ليس أكثر، وهي المعروف عنها في حال أرادت، بإمكانها ضبط شارعها بشكل حازم، أن توقف هذه "العراضات" التي هي في غير محلها، ولا يمكن صرفها في مكان، بل هي تُشعر المواطن دائماً بأن هناك من يعمل لتقويض فكرة قيام الدولة والعودة بها إلى الوراء.

  • شارك الخبر