hit counter script

أخبار محليّة

إسرائيل وحزب الله لا يريدان حرباً ... وتوازن الردع على حاله

السبت ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 01:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يعيش لبنان من أقصاه إلى أقصاه هدوءاً حذراً، في أعقاب عملية مزارع شبعا، التي نفذها «حزب الله» رداً على عملية القنيطرة، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وأعاد هذا التطور إلى الأذهان «مقدمات» حرب يوليو 2006 وأثار المخاوف من تكرار سيناريو الدم والدمار نفسه، رغم المؤشرات الى أن إسرائيل اكتفت بالرد على عملية الحزب بقصف بعض المناطق الحدودية من دون الانجرار الى حرب كبيرة.

«الراي» سألت جنراليْن عسكرييْن حول قراءتهما لعملية «مزارع شبعا» والرد الإسرائيلي عليها، حيث رأى الخبير بالإستراتيجيات العسكرية والعميد الركن المتقاعد أمين حطيط، أن هذه العملية ذات دلالات لناحية الجغرافية «اذْ تمّ اختيار التنفيذ على أرض محتلة ليكون العمل مستوفياً لشروط العمل المقاوم، فمزارع شبعا أرض لبنانية محتلة لا تدخلها (اليونيفيل) ولا يشملها القرار 1701، وبالتالي فإن العمل المقاوم فيها يكون وفق قواعد حق ممارسة المقاومة المشروع وفقاً للأمم المتحدة، وهذه العناصر أُخذت في الاعتبار حتى لا تُعطى إسرائيل ذريعة الرد والإضرار بلبنان».

واذ لفت حطيط الى ان «إسرائيل كانت تتوقع أن يأتي الرد في الجولان، لأن العملية حصلت هناك، ولذا لعب عنصر المفاجأة دوراً في اختيار المزارع كي تتأمن نسبة أعلى لنجاح العملية»، اشار إلى أن «التجربة أكدت حسن الاختيار، وتمت العملية بنجاح، بحيث كانت لها صفة (العمل المقاوم) لأنها حصلت على أرض لبنانية محتلة ضد هدف عسكري يمارس الاحتلال، وايضاً صفة الردع الانتقامي بتثبيت معادلة توازن الردع».

وأعرب عن اعتقاده أن «إسرائيل وقعت تحت صدمة مفاجأة مذهلة أدخلتها في حالة انعدام وزن ما جعل طيرانها يتأخر 45 دقيقة عن التدخل في ميدان المعركة»، مشيراً إلى أن «إسرائيل عندما استيقظت من هول الصدمة وجدت نفسها أمام خياريْ التصعيد والذهاب إلى حرب أو»بلع«الموضوع واعتبارها»ضربة بضربة.

وقال:«يبدو أن الهيئة الأمنية العسكرية التي انعقدت وأجرت تقديراً للموقف وجدت أنها لا تستطيع الذهاب إلى الحرب، لأن قرار الحرب في المنطقة اليوم، لا يمكن أن يحصل بمعزل عن اميركا التي سارعت لإشعار إسرائيل بأنها غير موافقة على الحرب عندما اعتبرت أن العمل خطيرٌ ـ إرضاءً لإسرائيل ـ ولكنه لا يستدعي حرباً، ففهمت إسرائيل أن واشنطن لن تعطيها الضوء الأخضر للحرب، في حين تعلم إسرائيل أنه من دون دعم أميركي وغربي لا يمكنها دخول حرب في المنطقة، ولذا تراجع هذا الخيار عند إسرائيل واعتمدت خيار الضربة بضربة، ولكنها تبحث الآن عن وسائل تجميلية لهذا الخيار كي تمتصّ الخسارة، وخلال الـ 48 ساعة المقبلة، سيظهر ما ستعتمده في هذا السياق، سواء من خلال حرب نفسية وإعلامية أم عبر بعض اللسعات الموضعية، مشدداً على أنخيار الحرب الشاملة بات أمراً مستبعداً.

ورأى حطيط أن»أهمية العملية أنها حققت مفاعيل إستراتيجية بالغة الأهمية، ستنعكس على مسار الحدث في الشرق الأوسط في جوانب ثلاثة، الأول وحدة جبهة المقاومة بين لبنان وسورية، وهذا أمر لم يحصل منذ 40 عاماً. والثاني وحدة عمل محور المقاومة المتماسك. والثالث تثبيت معادلة توازن الردع، ليس بين لبنان والمقاومة وإسرائيل فحسب، بل بين محور المقاومة بكل مكوناته وإسرائيل. وهذه النقطة ستنعكس مباشرة على طبيعة الصراع وكيفية إدارته في سورية، وأعتقد أنها ستغلّ يد إسرائيل عن العمل بحرية في الداخل السوري والتدخل العسكري لمصلحة العصابات الإرهابية«.

من جهته، اعتبر المحلل العسكري، الجنرال نزار عبد القادر، أنه»كان من المنتظر أن يقوم حزب الله بالرد على عملية القنيطرة، وكانت أمامه مجموعة من الخيارات للرد في الزمان والمكان الذي يريده، حيث كان بإمكانه الرد من الجولان، لكن هذا القرار يتعلق بالسيادة السورية، وقد يستجلب أخطارا كبيرة على نظام الحكم في دمشق ومصير الرئيس بشار الأسد«، مضيفاً:»لذلك كان على حزب الله البحث عن بديل عن الرد في الجولان، وهذا البديل كان يمكن ان يكون البحث عن عملية خارجية على نسق عملية (بورغاس)، ولكن مثل هذا الخيار طويل المدى ويحتاج الى تحضير، والحالة المعنوية لدى الحزب لا تحتمل عدم الرد على الخسارة الكبيرة التي مُني بها في عملية القنيطرة«.

ورأى أن الحزب اختار وتحيّن الفرص للرد في المزارع، على قاعدة أن تسمح له الظروف بأن يكون هذا الردّ مناسباً لنتائج عملية القنيطرة، لافتاً إلى أن «الرد جاء كذلك بالفعل، فالعملية جاءت مفاجئة وناجحة ومتكافئة مع العملية في الجولان».

وعن سبب اختيار المزارع للرد، أجاب: «الحزب لا يريد حرباً مع إسرائيل، فهو يدرك أن الحرب المقبلة مع إسرائيل ستكون مدمّرة بكل ما للكلمة من أبعاد»، مشدداً على أن «للحزب مصلحة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب وحماية الأكثرية الشيعية في هذه المناطق التي تشكل القاعدة الأساسية والحاضنة الأساسية له، ومنها يستمد قوته لجهة تطويع المقاتلين والقيادات».

عبد القادر وتعليقاً على الموقف الإسرائيلي، رأى أن «إسرائيل ردت بالقياس المطلوب، فعملية المزارع ضمن»حدود الاشتباك«التي باتت تقريباً متفقاً عليها بين الطرفين، هي عملية محدودة لا تستدعي أو تستوجب حصول هزة كبيرة قد تؤدي إلى حرب»، معرباً عن اعتقاده بأن «رسالة حزب الله» فُهمت بأنه سيردّ موضعياً تحت سقف بعيد جداً عن تهديد القرار 1701 ونتائجه التي يريدها الطرفان، جازماً في هذا الإطار أن لا إسرائيل ولا حزب الله يريدان حرباً، لأن لا هدف سياسياً لأي منهما يمكن تحقيقه من خلال هذه الحرب.

  • شارك الخبر