hit counter script

أخبار محليّة

جعجع في الذكرى 8 لطوني ضو: استشهد من أجل القضية

الخميس ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 18:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت دائرة المهنيات في مصلحة طلاب "القوات اللبنانية"، ظهر اليوم في مجمع الدكوانة المهني، قداسا في الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد طوني ضو، مرافق النائب أنطوان غانم.

حضر القداس ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع النائب أنطوان زهرا، الأمين العام لشؤون المصالح غسان يارد، ممثل رئيس مصلحة الطلاب جاك دميان، رئيس دائرة المهنيات إيلي عون، والدة الشهيد وعائلته وحشد من الأساتذة والإداريين والطلاب.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى خادم رعية الدبية الأب غناطيوس داغر، الذي ترأس الذبيحة الإلهية، عظة قال فيها: "أيها الرفاق الأعزاء، أولئك الذين فدوا بدمائهم مستقلبكم ومستقبل أترابكم، إن المسيحيين اليوم في قلق من كل الأحداث المحيطة بهم التي تجري على هذه البقعة المقدسة من هذا الشرق، قلقون من الحركات المتطرفة والأيديولوجيات الهجينة التي تفتك بوجودنا وبكنيستنا وبمعتقداتنا، ونراها لا تميز بين الأديان ولا حتى بين المذاهب كأن غايتها الهدم ليس إلا".

أضاف: "إن كنيستنا مبنية ومحصنة بدماء الشهداء وبصلوات المؤمنين وبشفاعة أمنا مريم العذراء وسائر القديسين. أيها الرفاق الأعزاء، احذروا أن يجف هذا الدم، وينقطع هذا التواصل، لأن متى جف، جفت معه روح الكرامة واضمحلت المحبة".

بعد القداس، تحدث رئيس دائرة المهنيات فتوجه إلى الشهيد ضو بالقول: "يا رفيقنا طوني، نم قرير العين وكن مطمئنا. سنبقى دائما أمناء لك وللقضية، فها إن أهلك ورفاقك قد جاؤوا اليوم، كما العادة، لنلتقي في قداس احتفالي لراحة نفسك، وكيف لا؟ وما يجمعنا إيمان راسخ في الوجدان، محفور في القلب، مكتوب بحبر من دم، لا يمحوه لا اضطهاد ولا سجن ولا موت.

أضاف: "إن الشهيد البطل طوني ضو أبى أن يترك لبنان الذي هو قطعة من السماء إلا للذهاب إلى السماء، فهذا قدر المؤمنيين الأبرار ونصيبهم أن يسكنوا بجوار الله كشهداء بذلوا حياتهم للدفاع عن قضية مقدسة، إيمانية ووجودية. لقد ظنت يد الغدر والإجرام أنها بهذا العمل تستطيع أن تسكت صوت الأحرار، وفاتها أننا لا نخاف ممن يقتل الجسد، بل ممن يقتل الروح، فبقتلهم جسدك، ما زالت روحك حية فينا، فكل واحد منا طوني ضو".

وتابع: "نحن اليوم في مصلحة طلاب القوات اللبنانية في صدد إصدار بطاقات انتساب لجميع الرفاق، والبطاقة الأولى لهذه السنة ستحمل اسمك: طوني سمير ضو، وستسلم إلى والدتك عربون وفاء وكرامة، إنها بطاقة انتساب إلى مصلحة طلاب آمنت بمشروعها حتى الاستشهاد، فلحقت أسلافك الشهداء، شهداء القوات اللبنانية".

وألقى زهرا كلمة قال فيها: "إن الله الذي تجسد ليخلصنا وليفتدينا، عندما حانت ساعة الشهادة والفداء، هاب الموقف، مذكرا إيانا بلابسي الحلل المبيضة بدم الحمل، عندما سألوا الله: حتى متى يا رب لا تحاسب القتلة؟ طبعا، في النتيجة لا بد من الحساب والتوقف عند إيماننا الذي يقبل الشهادة، ولكن من أجل الحياة، وليس تقديسا للموت، بينما قتلتنا في لبنان والشرق يعشقون الشهادة، ليس من أجل الحياة لأنهم لا يدركون قيمتها".

أضاف: "طوني ورفاقه كانوا يتحضرون لمستقبل زاهر، فجميعنا نحب الحياة، ونسعى إلى تطويرها، ويحق لنا أن نسأل: ‘لى متى يا رب؟ نحن لم نخلق لنعيش كل حياتنا في التجربة والنضال المرير. لا من باب التخاذل أو التراجع أو إعلان النوايا بعدم الرغبة في المواجهة حتى الإستشهاد، لكن سؤال نوجهه لمن يمتهنون القتل والتخوين والتكفير والمغامرات واستجلاب الويلات على بلدنا: ألا تتعظون من التاريخ؟ إلى متى سنبقى وقودا لكل المصالح لأننا نغفل عن مصلحتنا وعن تقديس حياة الإنسان وكرامته وحريته؟ إلى متى سيبقى شبابنا منذورا إما للهجرة وإما للشهادة؟ ألم تكتفوا من المغامرات؟ ألم تكتفوا من إلغاء الآخر بالقتل؟ ألم تدركوا أنكم كلما قتلتم شهيدا يخلق غيره العشرات بل المئات؟ ألن تتعظوا من أن هذا الشعب اللبناني، والمسيحي خصوصا، مستعد في كل لحظة عن كل اللبنانيين ومن أجل كل اللبنانيين تعليم الدنيا كيفية الإستشهاد في سبيل تقديس الحياة والأرض؟ ألديكم فكرة أيها القتلة أن هذه الأرض التي تمشون عليها مجبولة بتراب الشهداء؟ فكل شبر منها يضم رفات أحد الشهداء الذين سقطوا حفاظا عليها".

وتابع: "إن القيمة الأساس في هذا البلد، والتي تعلو على كل القيم، هي حرية الإنسان وكرامته واستقراره ورهافيته وسلمه وأمانه. وإذا فرض علينا سنبقى مقاومين الى أبد الآبدين، ولكن طموحنا أن نعيش الاستقرار والبحبوحة والسلم والأمان. ومن شروط الإستقرار والرفاهية في أيامنا الحاضرة أن نحيد لبنان عن صراعات المنطقة، فهناك ما يعرف بإعلان بعبدا وبسياسة النأي بالنفس يجب أن نلتزم بهما لكي لا يتحول لبنان، كما يجري تحويله على قدم وساق، إلى ساحة لصراعات لا مصلحة لشعبه بها. وإذا شئنا أن نحافظ على استقرارنا، علينا التزام الشرعيتين العربية والدولية وتطبيق القرار 1701 كاملا ولو متأخرين، على الحدود الشرقية لنحفظ حرية شعبنا وكرامته واستقراره".

وأردف: "وإذا شئنا أن يبقى لنا شأن بين شعوب الأرض، علينا أن نحترم أنفسنا وألا نبيح حدودنا، سماءنا، وبحرنا، من خلال عمليات استفزازية لا علاقة لها بالمصلحة اللبنانية وأن نرتبط بمصير المنطقة ونخترع لأناس لا يريدون أن يقاوموا مقاومة لا تعنيهم. ما لنا بالجولان كي نقيم مقاومة في الجولان، مستدرجين إعتداءات وردود فعل على شعبنا وأرضنا واستقرارنا واقتصادنا؟ لماذا علينا أن ندفع عن كل الآخرين؟ لماذا لا نحيد أنفسنا؟ وعوض أن تكون أزمات المنطقة فرصة للازدهار والإستقرار في لبنان، نلتحق بالساحات وندفع مثلها، وعندما كنا نتعرض للأزمات كان الجميع يتفرج ويستفيد ويعيش على ظهرنا. إذا، لماذا علينا أن نورط أنفسنا معهم؟".

وختم: "نحن نتعاطف مع كل مقهور، مهما كانت جنسيته ودينه، ولكن لا نضع أنفسنا في ميزان أنه ينبغي علينا ان نتعذب إن كان هو يتعذب. ففي كل الحالات، لنقدم إلى هؤلاء الشباب مستقبلا أفضل وأكثر أمانا وازدهارا. لا نستطيع أن نبدأ أي علاج قبل وضع الرأس لهذا الجسم المريض، فما من جسم يعيش من دون رأس، وما من جمهورية من دون رئيس جمهورية. ورغم كل محاولات التذاكي، ما من جمهورية لبنانية سوية تقوم فيها المؤسسات الدستورية بعملها في شكل طبيعي، إن لم ننتخب رئيسا للجمهورية وفي أسرع وقت ممكن. ليس مقبولا أن نعتاد أو نعود الآخرين على الاستهانة بهذا المركز الأساس والقبول بفراغه، لأن هذا البلد يحتاج إلى رأس، ورئيس الجمهورية هو الموقع الأول للمسيحيين في لبنان".

من جهته، قال جعجع في كلمة متلفزة: "في الذكرى الثامنة لاستشهاد رفيقنا طوني ضو، أتذكره، كما لو كان بالأمس. ربما لم يكن هو المقصود مباشرة بعملية الإغتيال، إنما من كان مقصودا بالفعل، هو كل ما يؤمن به طوني، قناعاته، قضيته، ووطنه. وبالتالي، استشهد طوني من أجل القضية التي يؤمن بها جميعنا، من أجل قناعاتنا ومبادئنا ووطننا. وفي هذه المناسبة، أحيي أهله وأقول لهم إنه لولا وجودهم ووجود أمثالهم، لم يكن من الممكن أن نبقى في هذه المنطقة، نعيش أحرارا مرفوعي الرأس".

وتوجه إلى رفاق طوني وكل الأجيال الصاعدة بالقول: "عندما ينتفي وجود أشخاص كطوني بيننا، وينتفي وجود أشخاص مستعدين للتضحية في سبيل مجتمعهم، حريتهم، قضيتهم، كرامتهم، وجودهم، تاريخهم، وتراثهم، يذهب مجتمعنا آنئذ إلى الاضمحلال، لكن المستقبل لنا ما دام في صفوفنا أشخاص كطوني. وأتمنى ألا نعود مضطرين للاستشهاد من جديد، ولكن في الوقت نفسه سنتابع النضال كي يبقى لبنان سيدا، حرا ومستقلا".

واختتم الإحتفال بمباركة صخرة وضعت عليها صورة الشهيد في حرم المعهد تخليدا لذكراه.

  • شارك الخبر