hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - فيوليت غزال البلعة

بيستاهل كازينو لبنان!

الخميس ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 08:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

هي أشبه بحفلة جنون تُقام منذ مطلع الاسبوع عند باب كازينو لبنان. ليست المرة الاولى التي يجاهر فيها أهل السياسة برفض الاصلاح. إصلاح مؤسسات نخروها بتدخلاتهم وتداخلاتهم حتى أُنهكت وشارفت الافلاس. والهدف تعزيز الزبائنية لا القومية الوطنية. انقضّوا علانية على قرار حاز موافقتهم... ربما رفعا لعتب محسوبين يبقون حاجة او ربما يشكلون "مفاتيح انتخابية".

ليس هو الصدام الاول ما بين الاصلاح والاطماع. فالتاريخ البعيد يؤشر الى ما بلغته الحال في الزمن القريب. لا تكفي الرغبة والاعلان بتعميم الاصلاح في مؤسسات الدولة ليصطلح أداؤها وتستقيم انتاجيتها، فلا تعود "مكسر عصا" عند كل كلام عن عجوز في خزينة الدولة حين تستحق المطالبة بتصحيح للاجور والرتب. ومن المؤكد انه لن يكون الصدام الاخير طالما بقيت الطموحات فالتة من عقالها. فالبلد "بقرة حلوب" لمنتفعين قلّة يوّزعون المغانم على منتفعين أقل بابخس الاثمان.
قالوا نعم ليلا لقرار صرف 191 موظفا لئلا ينهار الكازينو عند تثبيت اكثر من 200 آخرين، فيقفل أبوابه امام مَن سيبقى من موظفين وما أبقته الاوضاع المضطربة من زبائن. ومع انبلاج الفجر، انقلبوا ليتضامنوا مع جماعات "بعضها" أشبه بالاشباح، اذ تعمل ولا تعمل، تداوم ولا تحضر، تنتمي الى مؤسسة وتطعن فيها، وحين تُسرّح بتعويض مشرّف... تعترض على "طرد"!
 ليست المرة الاولى التي يقول فيها السياسيون "نعم" و"لا" في آن. فلطالما قالوا بالشيء وفعلوا النقيض. كم من مرة طالبوا بضبط "الصندوق الاسود" الذي أكل مال الكازينو السائب وفوّت على الخزينة ملايين الدولارات... وكانوا هم انفسهم مَن أفاد من الخيرات والمغانم. يستأهل الكازينو ما يحلّ به. فالجسم "اللبّيس" شرّع الابواب لتدخلات غالت في الوقاحة ودفعته الى حدّ العجز. فهل يتحمّل السياسيون تغطية الانهيار؟
خطة اصلاح الكازينو قايضت ما بين "التثبيت" و"صرف فائض غير نافع". هكذا يعيد التاريخ نفسه. قبل عقد ونصف، وقعت "الميدل ايست" في كبوة التطهير. قامت القيامة حين قطعت دابر التوظيف السياسي مع ان الغطاء كان ايضا سياسيا بامتياز. لكن مقاومة المقاومة فعلت فعلها، وانقذت "طيران الشرق الاوسط" من الانهيار يوم هوجم برجا التجارة الاميركيين في 11 ايلول 2001 وباتت صناعة الطيران قطاعا مفلسا... فرصة تلقفتها الشركة لتعيد هيكلة اسطولها فتتملكه بالكامل، وتوّسع عديده ولترتقي الى مراتب متقدمة وضعتها في الموقع 25 بين اهم شركات العالم في 2009، اي قبل ان ينقلب دولاب الاقتصاد الوطني من الازدهار الى الركود.
الاصلاح في الكازينو فرصة لن تتكرر. ليس على السياسيين الا الانكفاء والانصراف الى ما يفقهون فيه تمرسا وواجبا وطنيا تحتمه مسؤوليات وُجدوا من أجلها، وهي كثيرة هذه الايام: انتخابات رئاسة الجمهورية، استكمال جلسات الحوار الوطني والثنائي الابعاد، مواجهة خطر تمدد "داعش" ونصرائه... ليدعوا الكازينو يلملم ما أبقي له من حياة كي يبقى صرحا اقتصاديا يحكي فصولا من ذاكرة لبنان، وليكون مثالا جديدا على الجرأة بالاصلاح حين يُتخذ القرار.

 

arab economic news

  • شارك الخبر