hit counter script

أخبار محليّة

أهالي شبعا: هاجس تبادُل الرسائل المشتعلة يُطاردُنا

الخميس ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 06:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ما إنْ سمعَ أهالي شبعا دويّ الانفجارات داخل مزارع شبعا، حتى حبَسوا أنفاسَهم، متأكّدين: «ما خِلصت القصّة هون...». منهم مَن هرع إلى المدرسة ليعود بأولاده إلى البيت، وبعضهم ترك عمله وهرولَ إلى منزله مطمئنّاً على أسرته. وفي لحظةٍ ساد هدير الطائرات الحربية على ارتفاع متوسط وتحوّلت المنطقة إلى كوخ أشباح، «ما فِيا وَلا «دومَري» .
«كنّا نتوقّع ضربةً ما... ولكن ليس الآن». عبارةٌ تختصر ردّ فعل أهالي شبعا الذين كانوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي حتى الساعة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر أمس، على رغم توقّعِهم المسبَق لضربة عسكرية مرتقبة منذ حادثة القنيطرة.

الأهالي

«سمعتُ ضربتين عميقتين، قبل أن ينهال القصف الإسرائيلي على أطراف البلدة». تروي ناهدة لـ«الجمهورية»، بعدما انهارت أعصابها وهرعت تسأل عن أولادها الموجودين في شبعا ومحيطها، بين العمل والدراسة... ناهدة التي أبَت تركَ بلدتها طوال حرب تمّوز، تؤكّد عزمَها وتمسّكَها بأرضها، كبقيّة الأهالي.

وتقول: «ليس لدينا ملاجئ، نصمد بقوّة الله، وُلِدنا في شبعا، ولن نلفظ أنفاسَنا الأخيرة إلّا فيها، لا ننكر أنّ الخوف ينام معنا، وهاجس تبادُل الرسائل المشتعلة يطاردنا، ولكنّنا لا نفكّر قطعاً بالرحيل».

في المقابل، كان مختار بلدة شبعا محمد هاشم يشارك في أحد المآتم على أطراف البلدة، وشاهدَ القصف بالعين المجرّدة، فتحدّث لـ«الجمهورية» قائلاً: «لا شكّ في أنّنا خِفنا من القصف، فقد رأينا الرصاص يتساقط، بينما كنّا نُشيّع أحد أبناء البلدة. لا أنكر أنّ الأهالي كانوا متخوّفين من أيّ ضربة، ولكن حتى اللحظة الأخيرة كانت الأمور روتينية، ولم يفكّر أحد في النزوح».

ويضيف: «يقطنُ في شبعا شتاءً نحو ألفي عائلة، فضلاً عن ضعفِ عددهم من النازحين السوريّين، لا شكّ في أنّ الحركة تراجعَت، ومعظمُ الناس في منازلهم، نظراً إلى تأزّم الوضع، ولكن سرعان ما يستعيد الأهل نشاطهم، لا سيّما وأنّهم تآلفوا مع الأوضاع الأمنية الحدودية».

يعترف هاشم أن «ليس في يد الأهالي حيلة، وأنّ الدولة نفسَها قد تبدو عاجزةً عن منع تجاوُز قرار 1701، مؤكّداً أنّ «القرار أكبر من «هَيك بِكتِير»، ولكن نأبى التحوّلَ إلى قميص عثمان».

أمّا رئيس أوقاف حاصبيا ومرجعيون الشيخ جهاد حمد، فقد تعَذّرَ عليه الوصول من مكتبه في حاصبيا إلى منزله في شبعا، إلّا بعد توقّف القصف، ويروي لـ«الجمهورية»: «كغيري من الأهالي الذين صادفَ تنقّلهم على الطريق، فضّلتُ التريّث، والتوقّف جانباً حتى تهدأ الأجواء، لحُسن الحظ لم نفقد الإرسال، وبقيَ بوسعِنا التواصل والاطمئنان عبر الخَلوي». ويضيف: «نجدّد دعوتنا للأهالي التشبّثَ في أرضهم، كما نتمنّى على الدولة تعزيزَ المناخات المؤاتية وسُبل الصمود».

ثانوية شبعا الرسمية

في موازاة ذلك، خيَّمَت حالٌ من الهَلع والخوف على مدارس شبعا، وسرعان ما أقفلت أبوابَها تحَسّباً للأسوأ، وسَمحت الإدارات لطلّابها بالمغادرة على الفور. في هذا الإطار، تروي الطالبة آمنة من ثانوية شبعا الرسمية لـ«الجمهورية» ما حدث: «كانت تسير الأمور على خير ما يرام، يوم تدريس عاديّ، وفجأةً انشغلَ الأساتذة بهواتفهم وبالأخبار العاجلة التي بدأت ترِدُ تباعاً».

وتضيف: «في البداية ارتبَكنا وعادت بنا الذاكرة إلى حرب تمّوز، إلّا أنّ الإدارة حاولت ضبطَ الأجواء قدر المستطاع، وأبلغَتنا أن بوسعِنا العودة إلى منازلنا، ربّما زادت حدّة القصف».

آمنة كغيرها من الطلّاب الذين ترَعرعوا في شبعا واعتادوا على أصوات الرصاص، تخشى ألّا تنتهي القضية عند هذا الحَدّ، وتضيّع عامَها الدراسي، لا سيّما وأنّها تستعدّ لامتحانات الشهادة الثانوية العامة، فتقول: «أقفلَت المدرسة أبوابَها، وغداً بطبيعة الحال (اليوم) الأبواب مقفلة نظراً إلى أنّنا نستعد للامتحانات، ولكن في قرارةِ أنفسِنا نخشى من أن تضطرّ المدارس على إقفال أبوابها فيذهب تعبُنا سدىً».

يرتفع الجدل بين الأهالي، وتتشعّب التحليلات، ما بين: «انتهِت هون»... و«ما انتهِت»، «الحزب ليس في وارد فتح جبهة جديدة في ظلّ انغماسه في سوريا» و«لإسرائيل ردّها الخاص»... إلّا أنّ رغبةً مشترَكة تجمعهم: «ما بَدنا حَدا يجيب الدبّ ع كرمنا».

  • شارك الخبر