hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

مفتي الجمهورية ترأس اجتماعا لمجلس القضاء الشرعي الأعلى

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 15:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، النائب زياد القادري الذي قال بعد اللقاء: "كانت زيارة لشكر صاحب السماحة على زيارته لمنطقة البقاع، وتحديدا البقاع الغربي، وهي اول زيارة للمناطق يقوم بها سماحته، فشكرناه على هذه الزيارة باسم أهالي منطقة البقاع والبقاع الغربي وراشيا تحديدا، وفي هذه الظروف الدقيقة والصعبة نعول ويعول اللبنانيون كثيرا على دور دار الإفتاء وسماحته تحديدا، هذا الدور المطلوب اليوم والذي يؤديه صاحب السماحة بكل شجاعة وبكل حكمة من اجل حماية لبنان وتمتين التماسك الوطني بين كافة فئات الشعب اللبناني".

أضاف: "الدين الإسلامي في هذه الظروف يواجه تحديات كبيرة، الدين الإسلامي لا غلو ولا تطرف ولا إرهاب فيه، اهل السنة هم اهل الوسطية والاعتدال، والاعتدال اليوم كما أكد صاحب السماحة مرارا هو قوي جدا وليس ضعيفا، والاعتدال هو الذي سينتصر في نهاية المطاف على الإرهاب والتطرف. من هنا، انا كإبن البقاع أحب ان أوجه تحية لشهداء الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية على العمل الجبار الذين يقومون به من اجل حماية لبنان وامن اللبنانيين واستقرارهم، كما أحب ان أوجه تحية لمنطقة صامدة وصابرة في لبنان وتحديدا في البقاع هي عرسال وأهاليها الذين يدفعون فاتورة عن كل اللبنانيين من اجل امن لبنان واستقراره، ونحن في تيار المستقبل بكل تأكيد سنحافظ على كرامات وحقوق أهالي عرسال".

وتابع: "الموضوع الشاغل اليوم على الساحة السياسية هو موضوع الحوارات الجارية بين قوى سياسية مختلفة، ان كان بين تيار المستقبل وحزب الله، او بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، من هنا احب ان اتطرق لأمرين أساسيين، أولهما ان هذه الحوارات يجب الا تنسينا موضوعا مهما واساسيا هو ان اليوم هناك جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، موقع الرئاسة ما زال شاغرا وهذا امر غير مقبول، لا بل معيب على كل نائب يمتنع عن حضور الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، لبنان بلا رئيس للجمهورية هو كالجسم بدون رأس ولا حكمة ولا عقل، وحد ادنى من واجباتنا الدستورية والوطنية كنواب ان نتوجه اليوم الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية".

وقال: "الموضوع الثاني الذي احب التطرق اليه في خضم هذه الحوارات هو موضوع جد أساسي من اجل حماية لبنان وخفض مستوى التوتر والتشنج بين كافة اللبنانيين ألا وهو السلاح في الداخل، صحيح اننا نسعى بكل جهد وإصرار لنحد من هذا الامر ومنعه، وهذا رهن طبيعي بتعاون حزب الله معنا في هذا الامر، وانني استطيع ان أؤكد لكم، واستطيع ان أتكلم عن امر اعيشه كل يوم في منطقة البقاع على سبيل المثال، واكيد هناك مناطق أخرى مثل صيدا وغيرها، ان هذا السلاح تحت عنوان سرايا المقاومة ما زال يوزع بين الناس، وهذا الامر مرفوض ويهدد وحدة وامن اللبنانيين، وهذا السلاح هو سلاح فتنة بين الناس، هذا الامر يجب دائما ان نذكر به لأنه يتنافى مع مبدأ السيادة اللبنانية وحصرية السلاح بيد الدولة، ويجب ان يوضع حد له".

أضاف: "بالأمس كذلك طالب البعض بفتح خطوط التنسيق بين الجيش اللبناني وجيش نظام بشار الأسد في منطقة القلمون السورية وعلى الحدود الشرقية اللبنانية، ان هذه الدعوة مرفوضة من قبلنا ومن شأنها توريط لبنان والجيش اللبناني اكثر فأكثر في الحريق السوري وفي النكبة السورية، وبالتالي لان هذه الدعوة هي دعوة لاصطفاف الجيش اللبناني الى جانب فريق في النزاع في سورية، وهو الفريق الذي يقصف ويقتل ويهجر الشعب السوري الشقيق، ونحن نعتبر ان خريطة الطريق لحماية لبنان من كل ما يجري هو التمسك باتفاق الطائف، هو التأكيد والالتزام بالقرار 1701، هو التمسك وتنفيذ والالتزام بإعلان بعبدا، وهو دعوة حزب الله الى الانسحاب من القتال في سورية والعودة الى لبنان من اجل حماية لبنان ومن اجل الحفاظ على سيادة لبنان وامن لبنان".

وختم: "من الواضح ان التيار الوطني الحر وحزب الله يعطلون انتخاب رئيس للجمهورية، هم لا يحضرون جلسات الانتخاب التي يدعو اليها رئيس مجلس النواب، وبالتالي نحن نسعى من خلال هذا الحوار ليس الى الاتفاق على اسم بيننا وبين حزب الله، بل نعمل على خرق مبدأ الاتفاق على رئيس توافقي، اختيار الاسم او التوافق على اسم هو رهن توافق كل القوى السياسية، حزب الله وتيار المستقبل والقوات والعونيين والكتائب وسائر القوى السياسية، نحن لا نبحث وحزب الله على اسم بل نحاول ان نقنعه وبالتالي حليفه الجنرال ميشال عون، ان التعطيل يؤذي لبنان، التعطيل لانتخاب رئيس الجمهورية هو امر غير مقبول ويضعف مناعة لبنان ويعيق عمل المؤسسات. دعونا نتفق على مبدا "الرئيس التوافقي" ونقر بهذا المبدأ كي ننطلق بمرحلة تالية بين كافة القوى السياسية لاختيار اسم ونستطيع بالنهاية ان نجعل عجلة المؤسسات تسير والعمل الدستوري والمؤسساتي يعود الى طبيعته".

واستقبل مفتي الجمهورية النائب خالد ضاهر الذي قال على الاثر: "من الطبيعي ان نزور سماحة المفتي في هذه الظروف الصعبة، ونتشاور في كل القضايا الوطنية والإسلامية في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية وأوضاع امنية وسياسية صعبة، وفي ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعانيه كل اللبنانيين. وأثرنا مع سماحته قضية العدالة، وقضية السجناء الإسلاميين وضرورة التعجيل في محاكماتهم والتخفيف من التجاوزات في هذا الموضوع خصوصا بعد احداث طرابلس، وقد تجاوز عدد المعتقلين الـ 550 شخصا، الذين تورطوا في الاحداث ما يقارب الـ 70 شخصا والمعتقلين حوالي الـ 570 شخص، وسماحته مهتم بهذا الموضوع ويتابعه لتحقيق العدالة، واجراء ما يلزم في هذا الموضوع لتخفيف الاحتقان في ساحاتنا".

أضاف: "هنالك قضية أخرى تتعلق بالبلد بشكل عام هي قضية انتخاب رئيس للجمهورية، طبعا موقف سماحته واضح بهذا الموضوع وهو ضرورة الإسراع بهذا الامر لانه مصلحة وطنية وقضية لبنانية تهم كل اللبنانيين ومن خلالها تنتظم الأمور السياسية ويستقر البلد اكثر فأكثر. هنالك قضايا تتعلق بمناطق عرسال، صيدا، طرابلس، وكلنا أمل ان تثمر جهود سماحته وكل المخلصين بعملية استقرار لبنان لان الجميع يطلب الاستقرار الذي لا يمكن له ان يكون الا من خلال العدالة وانتظام المؤسسات ومن خلال تسليم الجميع للدولة ومؤسساتها بأن تبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. لا شك ان لبنان في عين العاصفة بسبب تدخلات البعض خارج لبنان، والسلاح المنتشر وضرورة معالجة كل سلاح يؤدي الى الإساءة للبنانيين، وضرورة العمل على تقوية المؤسسات من جيش وقوى امن داخلي وغيرها من المؤسسات حتى تكون هي السلطة الوحيدة المخولة حفظ امن الناس وليس أي سلاح آخر او مسلحين يعبثون بأمن المناطق اللبنانية".

أضاف: "هناك تقارير صدرت في أوروبا عن اليوروبول الذي هو مؤسسة امنية في اوروبا كلها، ان العنف المرتكب باسم الدين لا يتجاوز 2 في المئة بينما الجرائم الأخرى هي نتيجة قضايا عرقية واقتصادية، او نتيجة أفكار غير دينية، فالمجرم مجرم، لا دين له ولا هوية، هو مجرم قد يكون من كل الفئات واعتقد ان كل العالم يعرف هذا الامر، لكن التركيز على المسلمين ومحاولة اتهامهم هي محاولة للتغطية على الجرائم الأخرى، وهي امر تعصبي بحق المسلمين لا يجوز لنا ان نقبل به بل يجب ان نفخر بأننا ننتمي الى هذا الدين العظيم الذي يحضنا على الرحمة والعدالة والكرامة "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين"، "ان الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون".

وتابع: "نحن نفخر بانتمائنا الى هذا الدين العظيم ونرفض اتهامنا، نحن ننفض يدنا ونتبرأ من كل مجرم يرتكب اعمالا تخالف شريعة الله السمحاء وتؤذي الناس وتسيء الى الناس، فالمجرمون من كل الفئات ومن كل الطوائف ولا يمثلون الدين، ومن الاجرام بحق الإنسانية وبحق المسلمين بصورة خاصة ان يحاول البعض ان يلصق الإرهاب او الاجرام بحق المسلمين، فما يرتكب في فلسطين من قبل الدولة الصهيونية امر يندى له الجبين، وما يرتكب بحق مسلمي افريقيا الوسطى حيث يحرق الناس ويقتلون، وما يرتكب في بورما، في اكثر من بلد يتم قتل المسلمين، فهل نحن نتحدث عن الدين او عن فئة اخرى بهذا الموضوع؟ القضية هي قضية ان المجرم مجرم انتمى الى أي فئة من هذا العالم".

وترأس دريان اجتماعا لمجلس القضاء الشرعي الأعلى، في حضور رئيس المحكمة الشرعية الجعفرية الشيخ حسن عواد ورئيس المحكمة الشرعية السنية العليا الشيخ احمد شميطلي، والمدعين العامين في المحكمتين القاضي بلال وزنة والقاضي نزيه عكاري والمفتشين في المحكمتين القاضي سامي صدقي والقاضي عماد زين، وناقش المجلس الموضوعات المدرجة على جدول اعماله واتخذ القرارات المناسبة بشأنها. واطلع المجلس على سير العمل في المحاكم الشرعية السنية والجعفرية من رئيسي المحكمتين.
 

  • شارك الخبر