hit counter script

خاص - ملاك عقيل

سلام: أنا تعبان...

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 05:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الأمور التي تختلف عليها القوى السياسية أكثر بكثير من نقاط التوافق والإلتقاء. حتى في عزّ موسم الحوار، يبقى للتناقضات مكانها على الخريطة الداخلية الغارقة في الأزمات من الإرهاب إلى النفايات. لكن ثمّة ما يُجمع عليه المتخاصمون ويبصمون عليه حتى من دون نقاش: لدينا رئيس حكومة هو رجل المرحلة.
نعم باعتقاد الجميع تقريباً، لو لم يكن هناك من تمام سلام في السرايا كان يجب أن يكون هناك تمام آخر. من "حزب الله" إلى تيار "المستقبل" إلى الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط، يشكّل إبن المصيطبة صمّام الأمان لمرحلة يكاد كل شيء فيها يلامس حدّ الإنفجار.
يثني الجميع على "غاندية" الرجل وقدرته الإستيعابية للمشاكل وللعقد النفسية التي تتملّك بعض الوزراء ونَفَسه الطويل و"رواقه" الذي يكاد ينفذ مخزونه تدريجاً، لكن "للصبر حدود". لم يعد تمام سلام يرى أي حرج في نشر غسيل حكومته فوق السطوح. انقراض حسّ الإنسجام والتعاون والإستيعاب بين الوزراء صار ماركة مسجّلة بإسم حكومة سلام. ربما اقترن هذا الواقع بتجارب كل الحكومات السابقة في عهد ما بعد الطائف، لكن المفارقة الأساسية هنا أن حكومة "تمام بيك" يجلس على طاولتها 24 رئيساً للجمهورية!!
يشكو سلام دائما من "ثقافة" التعطيل التي تسيطر على عقول بعض الوزراء، إلى الحدّ الذي دفع هؤلاء إلى الإنقلاب على روحية الآلية التي تمّ اعتمادها لاتخاذ القرار في مجلس الوزراء. بهذا المعنى، فيتو الوزير، يجب أن يكون، برأي سلام، مستنداً إلى اعتبارات قانونية ووطنية وسياسية تعكس توجّهات الكتلة التي يمثّلها داخل الحكومة، وليس أن يتحوّل هذا الفيتو إلى "دكانة" للحسابات الخاصة!
استنفد تمام بيك قاموس الإعتراض على الواقع الحكومي، لكن "ما باليد الحيلة". مؤخراً، وخلال مناقشة ملف النفايات، طُرحت جدياً مسألة إعادة النظر في الآلية المعتمدة لاتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، إلى أن رست التسوية على ما أرضى المعترضين. لكن في كل جلسة حكومية يتقمّص الوزراء دور "صاحب الفخامة" فتتطاير الفيتوات فوق الرؤوس، وتحضر مجدداً أزمة التوافق: توقيع الـ 24 وزيراً أو اتخاذ القرار بالأكثرية (أو بالثلثين) بحسب أهمية الملف المعروض على التصويت؟
لكن عملياً المسألة باتت تتعدّى إطار "الآلية". هناك فوبيا يعاني منها الرئيس تمام سلام من أن تتحوّل حكومته بين ليلة وضحاها إلى مشروع شهيد لأكثر من ملف مصيري. يأتي على رأس القائمة ملف الحرب المحتملة بعد عملية القنيطرة، والردّ المتوقّع من جانب "حزب الله"، كذلك هناك ملف المخطوفين العسكريين الذي يبدو أنه ذاهب باتجاه المزيد من التعقيد والخطورة، في وقت أفادت فيه معلومات بأن أحد أهداف الهجوم الذي نفّذته المجموعات الإرهابية على تلة الحمرا في جرود رأس بعلبك، كان أسر عدد من العسكريين لإضافتهم إلى قائمة المخطوفين السابقة.
أما في الملفات الداخلية الحيوية، فيبدو أن ملف النفايات مقبل على مزيد من شدّ الحبال بين الأفرقاء السياسيين، بما قد يهدّد وحدة الحكومة برمّتها على حدّ تعبير أحد المعنيين الأساسيين بهذا الملف.


 

  • شارك الخبر