hit counter script

خاص - ملاك عقيل

عون وجعجع: نحن صادقون

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 05:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يحرص العماد ميشال عون على التأكيد أمام من يزوره في الرابية بأنه "صادق" في حواره مع "القوات اللبنانية" وسيذهب به "إلى الآخر". كثيرون ممّن يتوجّسون من "نوايا" رئيس حزب "القوات" يحاولون تذكير "الجنرال" بموقف سمير جعجع من القانون الأرثوذكسي والتفافه عليه. يستذكر أحد المقرّبين من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" واقعة مفادها بأنه خلال الفترة التي سبقت وضع "الأرثوذكسي" في جارور النسيان حاول تنبيه عون بأن جعجع قد لا يمشي به حتى النهاية، وبأنه حين يحين أوان الحسم سيتراجع عن موقفه. يومها ردّ عون على ضيفه قائلاً "أنا مستعد لأصعد شخصياً إلى معراب وأدقّ باب "الحكيم" لأتأكّد فعلاً بأن جعجع "يكذب عليّي".
اليوم تختلف الصورة بعض الشيء. يؤكّد العماد عون أمام المقرّبين منه بأن ثمّة أساسات قد تؤدي فعلاً إلى كسر الحلقة المفرغة مع "القوات". من جانبه هو طلب من جميع المنضوين في "التيار الوطني الحر" تجنّب إطلاق أي موقف يُشتمّ منه "تنكيلاً" بالحوار القائم مع معراب، والردّ على إساءات محتملة عبر سياسة الإستيعاب والنَفَس الطويل. هذا مع إقراره بأن ثمّة شريحة كبيرة في الصفّ العوني والقواتي لم تستوعب بعد هذا التلاقي المفاجئ الذي قد يمهّد لفتح صفحة جديدة بين المسيحيين. ب"العربي المشبرح" يردّد عون أمام زائريه "سألاحق جعجع حتى باب الدار"!
لكن بمثل هذه الشفافية العونية في التعاطي مع ملف الحوار مع "القوات"، تصوّب معراب البوصلة قليلاً. فـ "الحكيم" كان قائد فيلق الحوار حين دعا خصمه المسيحي أكثر من مرة إلى النزول إلى مجلس النواب لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، على أن يكون هو أو عون الرئيس. وزبدة النية بالحوار ترجمت في مسارعته بعدها إلى الإعلان عن رغبته بزيارة الرابية "ولو حافياً".
لا يريد القواتيون أن يفلفشوا في دفاتر الماضي، لكن لا يمكنهم أن يتناسوا أن عون تبنّى أخيراً وجهة نظر "الحكيم" "فهما فقط أصحاب الصلاحية في تقرير مصير رئاسة الجمهورية وليس عون منفرداً، وبأن الأخير عاد واستدرك أن الإقتراع الشعبي الذي دعا إليه لانتخاب المرشح المسيحي الأكثر تمثيلاً صار من من الماضي، بعد أن اعترف بنفسه بأن "الجنرال" و"الحكيم" هما الأكثر تمثيلاً على الساحة المسيحية".
وكما عون، يحرص جعجع دوماً على فرض النَفَس الإيجابي ضمن سطور خطابات المسؤولين القواتيين، والإكثار من عبارات حسن النوايا وتقريب المواقف والنية بالتوصل إلى اتفاقات إيجابية وأهمية التواصل المباشر "والإتصال الإنساني الذي يلغي الكثير من الحواجز".
لكن عند الطرفين يُطرح سؤال الضرورة "ماذا يمكن أن يقدّم عون وجعجع لجمهورهما بعد نحو ثلاثة عقود من الخصومة المرّة؟". النوايا الطيبة موجودة، وثمّة من يروّج في الوسط السياسي لوحدة الموقف المسيحي القادرة وحدها على تصويب المسار المؤلم. ويقف القواتي السابق والناشط السياسي سلمان سماحة خلف حملة شعبية يقودها لدى قواتيين وعونيين بهدف الترويج لشعار "وحدة الموقف المسيحي فوق كل اعتبار"، محاولاً الإستفادة من الفرصة الإستثنائية لتلاقي الزعيمين المسيحيين من أجل تدعيم الإتجاه صوب تفاهمات سياسية تقوّي خيار الوحدة لدى الطائفة حيال كافة الإستحقاقات.
الطرفان يبشّران بإيجابيات مقبلة على الشارع المنهك بخلافات زعمائه. وما على المنتظرين سوى... الإنتظار.
 

  • شارك الخبر