عقدت "الجمعية اللبنانية لفلسفة القانون" مؤتمرها تحت عنوان "تفسير النصوص القانونية"، في فندق روتانا- الحازمية، في حضور قضاة ومحامين واساتذة جامعيين ووفد اكاديمي من جامعات فرنسا ورجال دين مسيحيين ومسلمين وطلاب دكتوراه وباحثين.

بعد النشيد الوطني، افتتح المؤتمر الاستاذ الجامعي غالب أبو زين بكلمة عرض فيها لموضوع المؤتمر من جوانب عديدة، وشدد على أهمية المقاربة الفلسفية للنص القانوني وعلى الإشكاليات التي يطرحها موضوع تفسير النصوص القانونية.

ثم تحدث رئيس الجمعية العميد جورج سعد، فأكد ان "القانون برمته بل والمشاكل السياسية التي نعاني منها، خصوصا في لبنان، تجد مصدرها في إشكالية تفسير القوانين"، وقال: "هل يعقل أن ليس ثمة اتفاق على تفسير واحد للمادة أو المواد الدستورية المتعلقة بنصاب انتخاب رئيس الجمهورية، الى تفسير قانون الإيجارات القديم والجديد، الى النصوص المتعلقة بالأمور الأمنية وكيفية سلوك هذه القوى مع المواطنين قبل ارتكابهم مخالفات أو بعدها، الى تفسير عقود التأمين الصحي حيث تكثر المفاجآت عند حصول الحوادث، الى العنف الأسري ضد الزوجة والأولاد وأحيانا الزوج، الى نصوص الأحوال الشخصية وأسباب الطلاق، مرورا بالنصوص العديدة المتعلقة بالقانون المدني والإداري والجزائي والضريبي والى ما هنالك، مع التوقف أمام إشكالية تفسير الملفوظات القانونية، حيث معاني الكلمات تتبدل بحسب عناصر الزمان والمكان".

بعد ذلك، توالى المحاضرون على الكلام، ثم ترأس الجلسة الأولى الدكتور سامي منصور، واستهلها الدكتور المعتصم بالله البغدادي بموضوع "تفسير النصوص الإسلامية في ظل موجة التطرف الديني"، تلته الدكتورة هالة أبو حمدان وموضوع محاضرتها "العنف عبر تفسير مغلوط للنص الديني". أما الدكتور ألين فيلمان من جامعة أرتوا الفرنسية، فقد حاضر عن "القوانين الاستثنائية السوفييتية من خلال الوصف الأدبي للمحاكمات القضائية الستالينية في أوروبا 1929-1990". وحاضر أيضا الدكتور كمال عرب عن "تشويه النصوص القانونية من قبل السلطات التنفيذية اللبنانية، ورقابة مجلس الشورى". أما العميد فادي نجيم فتناول "دور قوى الأمن الداخلي في تفسير النصوص القانونية"، فيما تطرق القاضي غسان رباح الى "تفسير النصوص في الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئة". وتحدث الدكتور مروان قطب عن "نحو تطوير الفكر الديني: قراءة نقدية".

الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور محمد المجذوب، استهلها الدكتور الفرنسي نور الدين سعدي بمحاضرة حول "مسائل في موضوع تفسير المعاهدات"، تلاه الشيخ مجيد خفاجي متحدثا عن "إنجازات الفقه الإسلامي في تكريس قواعد التفسير"، والأب ابراهيم سعد عن موضوع "تفسير النص القانوني في موضوع الأحوال الشخصية في لبنان". وكانت محاضرة القاضي جون قزي بعنوان "بين خدمة النص وجدلية الاجتهاد"، تلته العميدة الدكتورة أسما شملي متحدثة عن موضوع "السرد والتفسير: محاولة التفكر في القانون والأدب"، والدكتورة جنان الخوري عن "أثر العولمة على التشريع والعقاب في لبنان: تحديات وآفاق"، وختم المحاضرات الدكتور جورج سعد بموضوع "تفسير النص القانوني المرتبط بالتوجه الفلسفي للقاضي الإداري في دراسة وضعها وسيم ابراهيم انطلاقا من قرار حديث للشورى اللبناني".

واختتم المؤتمر بكلمة الدكتور جورج عرموني الذي اثنى على المحاضرين، واعدا بالمزيد من عطاءات الجمعية.