hit counter script

مقالات مختارة - عمّار نعمة

الإرهابيون في عين الحلوة: آخر الدواء الكي!

السبت ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 07:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

السفير

يبدو أن ثمة مقاربة جديدة لموضوع المخيمات الفلسطينية في لبنان، وخاصة في ما يتعلق بمخيم عين الحلوة الذي تتكاثر الأنباء حول تحوله موئلاً للهاربين من القانون، لا سيما الارهابيين منهم.
وفي ظل حديث متصاعد عن استهداف يعد للمخيمات من باب عين الحلوة، تأتي هذه المقاربة نتيجة اتفاق فلسطيني داخلي وفلسطيني لبناني، ومؤداها ان لا مكان بعد اليوم للإرهابيين في عين الحلوة، في ظل معلومات عن إمهال بعضهم مدة من الوقت لترك المخيم، وإلا فإن الفصائل ستتحرك لمحاصرتهم تمهيداً للقبض عليهم وتسليمهم الى العدالة اللبنانية.
تجمع الفصائل الفلسطينية كافة على رفض زج المخيمات في أية صراعات قد يكون لها تأثيرات بالغة السلبية على الشعب الفلسطيني أولا، وعلى لبنان، كما على العلاقات الفلسطينية اللبنانية. وكان لافتا للنظر الموقف الذي اتخذته قوى إسلامية منضوية في إطار «تحالف القوى الفلسطينية»، أي غير المنضوين في إطار «منظمة التحرير الفلسطينية»، وعلى رأسهم حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي»، اللتان شكلتا الغطاء الأساس لكشف المطلوبين في المخيمات، لما تتمتعان به من رمزية إسلامية ومقاومة.
ويشدد مسؤول «حماس» في لبنان علي بركة، على ان الحركة حريصة على وحدة لبنان وأمنه واستقراره، وهي ترفض استخدام المخيمات ملجأً للمطلوبين لضرب لبنان. ولكنه يلفت النظر الى أن دخول المطلوبين الى المخيمات لا تتحمل الفصائل مسؤوليته كونها ليست مولجة أمن مداخل المخيمات التي تتولاها الأجهزة الأمنية اللبنانية.
ويؤكد ممثل «الجهاد» أبو عماد الرفاعي، أن ثمة استهدافاً للمخيمات من قبل أكثر من طرف، مشيرا الى اتجاهين لهذا الاستهداف. فمن ناحية هناك محاولة لعزل المخيمات عن محيطها وتصويرها بأنها تمثل بؤرة للإرهاب، وحتى دفع بعض المطلوبين لدخول المخيم، إضافة الى محاولة لشق الصف الداخلي الفلسطيني وإيجاد فتنة في المخيم. ومن جهة ثانية، ثمة استهداف من نوع آخر، يتمثل في حالة البؤس التي تعيشها المخيمات والحرمان المدقع فيها والتي يجب معالجة أسبابها عبر قوانين مناسبة تمنع تفريخ شباب يتأثرون ببعض الأفكار الشاذة. ويلفت النظر الى ان هذا العامل، إضافة الى عدم الإسراع ببت بعض الملفات في القضاء اللبناني، علما ان هناك ملفات بسيطة قابلة للحل، يؤديان الى حالة من اليأس والإحباط لدى شباب في المخيم.
ويشير الى ان ثمة مبالغة في تصوير المخيم موئلا للإرهابيين، ويشدد على ان معظم من تطالب بهم السلطات اللبنانية غير موجودين في عين الحلوة، باستثناء ربما شادي المولوي الذي تبذل الجهود للعثور عليه «خاصة اذا كان قام بأعمال مشبوهة».
من جهته، يقترح بركة تفعيل التنسيق الفلسطيني اللبناني بعيدا عن الإعلام، ذلك ان الفصائل ليست قادرة وحدها على مجابهة ظاهرة المطلوبين وهي لا تود الدخول في اقتتال فلسطيني داخلي أو التسبب في مواجهة فلسطينية لبنانية، مشيرا الى ان أي مواجهة قد تؤدي الى هجرة كبيرة من المخيم الى الجوار، مشددا على ان حماية بعض الظواهر في المخيمات جاءت نتيجة عوامل عشائرية أو فردية منعت المساس بتلك الظواهر.
وبينما يُذكر أن لا سابقة تسجل بالقبض على مطلوبين عبر عملية عسكرية، يشدد على رفض الحركة تحويل المخيمات الى ساحة للمتشددين أو صندوق بريد الى أي كان، «بل ستبقى المخيمات ساحة نضال على طريق العودة الى فلسطين».
أما الرفاعي، فيشدد على ان الفصائل قامت بجهد كبير لضبط المخيمات وتم تشكيل قوة أمنية عليا وقيادة مشتركة بين الفصائل في عين الحلوة لمحاصرة اية ظواهر شاذة «وهي خطوة كبيرة جدا في الظرف الحالي بشهادة اللبنانيين الرسميين».
من هنا، فإن الفصائل، حسب الرفاعي، حافظت على أمن المخيم وتؤدي دورا في تجنيب لبنان أية خضات مذهبية، اذ ان المخيمات لن تشكل مأوى للإرهاب بل هي ستساهم في استقرار البلد، لكنه يطالب بإبعاد المخيمات عن حملات التهويل الاعلامي والسياسي.
ويلفت بركة النظر الى ان ثمة اجتماعات قائمة على مستوى القيادات في عين الحلوة لمحاصرة الحالات القليلة التي تتمثل في هاربين من السلطات اللبنانية وإمهالها مدة حتى ترك المخيم «وإلا فإن آخر الدواء الكي».

  • شارك الخبر