hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

جمعية "الإرشاد والإصلاح" كرمت الجوزو برعاية مفتي الجمهورية

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 15:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أقامت "جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية"، وفي ذكرى المولد النبوي الشريف، حفلا تكريميا لمفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، برعاية وحضور مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، في قاعة مسجد محمد الأمين وسط بيروت، حضره ممثل الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة النائب محمد الحجار، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي علي نور الدين عساف، وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، تيمور جنبلاط ممثلا والده النائب وليد جنبلاط، النائبان علاء الدين ترو وعماد الحوت، نزار الرواس ممثلا النائبة بهية الحريري، ممثل النائب دوري شمعون شادي البستاني، ممثل النائب مروان حماده نجله كريم، الوزير السابق عمر مسقاوي، مفتي بعلبك الشيخ خالد صلح، مفتي صيدا سليم سوسان، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد كمال صفا، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد عامر خالد، السكرتير الثاني في السفارة المصرية محمد حنفي، رئيس مجلس بلدية بيروت بلال حمد، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد منصور، رئيس اتحاد بلديات الشوف الاعلى ورئيس بلدية المختارة روجيه العشي، الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري ممثلا بعدنان فاكهاني، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب سليم السيد، منسق تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي محمد الكجك، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في جبل لبنان عمر سراج، ورؤساء بلديات وممثلون عن تيارات سياسية واحزاب وجمعيات واعضاء المجلس الشرعي وحشد من المشايخ والشخصيات وابناء اقليم الخروب.

بعد النشيد الوطني وآي من الذكر الحكيم وتقديم من الشيخ خضر بيضون، تحدث رئيس جمعية الارشاد وسيم مغربل فوصف الجوزو ب"القائد الفذ الذي طالما حلمت الساحة الاسلامية بأمثاله"، مؤكدا "انه صاحب المواقف الجريئة الرصينة لين من غير ضعف وشدة من غير عنف تميزت مواقفه بالصلابة يقدم حيث يحجم الأخرون يتكلم حيث يصمت الصامتون"، مشيرا الى "ان فلسطين احتلت قلب شيخنا المتسع الرحب فجاهد وناضل ولا يزال لأجلها"، لافتا الى "انه أشرف واسس الكثير من الهيئات الاسلامية في لبنان وكان يعمل بصمت ونصح وإخلاص".

ثم تحدث المفتي دريان فقال: "لم أتردد لحظة عن الحضور شخصيا في حفل تكريم هذا الشامخ الكبير. فمن مكرومات جمعية الارشاد والاصلاح الخيرية الاسلامية انها تكرم الرجال الرجال ومن نذروا حياتهم وعلمهم ومواقفهم لمجتمعهم ووطنهم وأمتهم. الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو غني عن التعريف. فهو رجل عملاق وبصمة من بصمات الافتاء في تاريخ الافتاء وفي وطننا لبنان وفي عالمنا العربي والاسلامي".

اضاف: "اتحدث بكل ارتياح عن عميد المفتين الشيخ محمد علي الجوزو، فهو كبير ومن ليس له كبير فليبحث عن محمد علي الجوزو. عندما كنا نتلقى العلم الشرعي في ازهر لبنان كنا نسمع بصولات وجولات محمد علي الجوزو، هو الأزهري حتى العظم، يحب الأزهر ويفتخر بإنتسابه اليه، لأن الأزهر يمثل لنا جميعا المرجعية الدينية الكبيرة، نحن جميعا نفتخر بهذه المرجعية المصرية العربية والإسلامية منارة الوسطية والإعتدال، منارة الإسلام الحضاري. محمد علي الجوزو هو خريج السوربون، فأعطوني شيخا من مشايخ لبنان غير الجوزو وغير الشيخ الدكتور صبحي الصالح تخرج من السوربون؟ انها قيمة ثقافية وعلمية تضاف الى مسيرة العلم الديني، بهذه المسيرة يجتمع العلم الشرعي مع الفكر الثقافي المنفتح لتتشكل الشخصية الدينية اللبنانية بميزتها وخيريتها، لتترجم "كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، نسأل انفسنا اليوم هل ما زلنا خير أمة أخرجت للناس؟".

وتابع: "عندما ننظر يمينا وشمالا وننظر من حولنا الى بلداننا العربية وما يجري من استهزاء وهجمات شرسة على قيمنا الدينية، وننظر الى ردات فعلنا ونتساءل هل مازلنا خير امة اخرجت للناس؟ نحن أمة ولسنا طائفة صغيرة، نحن أمة تعتز بدينها وبنبيها وبرجالاتها، نعتز بديننا لأن هذا الدين العظيم هم دين الرحمة والأخلاق والتسامح والعزة والكرامة، هو رسالة الله تعالى الى البشرية كافة حتى قيام الساعة. نكون خير أمة أخرجت للناس ان حملنا هذه الرسالة بكل عزة وافتخار وأمانة لنبلغها الى العالم أجمع، ولا يكون التبليغ الصحيح الا اذا كان التبليغ على صورة تبليغ النبي ، ولا يمكن ابدا ان ينجح هذا التبليغ الا اذا كنا على صورة المبلغ محمد انه دين عظيم يحتاج الى نبي عظيم، دين رحمة يحتاج الى نبي ملؤه الرحمة، هذا هو التشريع الاسلامي، دين الرحمة ودين التبليغ ودين الأمانة والاستقامة ودين العمل لا يبقى ولا يستمر الا برجالات على صورة النبي محمد القدوة الحسنة. ويمكن ان نكون ونبقى خير امة اخرجت للناس ان طورنا انفسنا بما يناسب روح عصرنا، فعبر التاريخ الاسلامي نشط العلماء ليقوموا بمهمة التبليغ وحملوا اساليب وادوات عصرهم ليقوموا بالتبليغ، نحن اليوم في قمة التطور العلمي والتكنولوجي، علينا ان نرتقي بأساليبنا الى روح العصر، فنحول اساليب العصر من ادوات شيطانية الى ادوات رحمانية نستعملها في خدمة الناس والامر بالمعروف والنهي عن المنكر."

واكد "اننا نكون على مستوى محمد نبي الرحمة عندما ندافع عن ديننا وشخصيتنا ونبينا. اقول لبعض الغربيين استهزؤا ما شئتم وارسموا ما شئتم، فمحمد سيبقى في قلوب المسلمين هو النبي الأكرم والأعز والقدوة ولن نحب احدا في هذا الوجود اكثر من محمد. لن نتسافه كما يتسافه البعض، ولن ننزل الى درك لا اخلاقي كما ينزل البعض، ردنا بمزيد من التمسك بحبنا للنبي المصطفى ، هذه رسالة الازهر الشريف، فشيخ الأزهر قال تجاهلوا هذه الرسوم، ورسالة الأزهر ارتقوا بأنفسكم وشخصياتكم وافعلوا كما فعل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما كان اهل مكة يستهذؤن به ويرمونه بالحجارة، كان يتعالى جدا، لأنه كبير وقال" اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون"، فهذا هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه هي رسالتنا".

وتابع:"نحن اليوم نكرم عالما كبيرا عملاقا من عمالقة الافتاء، تاريخ حافل ومشرف، تاريخ يقتضى به لأن هذا العمل هو من صميم خيرية هذه الامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد أمرت بالمعروف وطوال سنوات طوال، ونهيت عن المنكر سنوات طوال، فعرفنا المعروف منك وانكرنا المنكر على لسانك وعلى يديك، لقد حملت قضية فلسطين عندما تخلى الجميع عن هذه القضية، وانا ادرك تماما ان قلبك الان متعلق بهذه القضية المخطوفة من ايدي المسلمين، فعندما حملت لواء القضية اين كان الذين يتفاخرون بها اليوم ويتاجرون بها؟ اين انت ياسماحة الشيخ عندما ترى ما يجري على ساحتنا اللبنانية والعربية والاسلامية؟ نرى لك يوما بعد يوم التصريح والمواقف العظيمة تنظر الى لبنان وطنك الحبيب، تتألم وتتحسر، لأنك تريد الوطن لبنان آمنا ومستقرا وأهله بإطمئنان وامان وسعادة، هكذا الاوطان يجب ان تكون، وهكذا علينا جميعا ان نعمل مسؤولين ومواطنين ان يكون قلبنا على لبنان، فعلى المسؤولين في لبنان ان يعملوا للمصلحة الوطنية العليا للبنان وللمواطنين، على المسؤولين ان يتخلوا عن حساباتهم الشخصية والحزبية، هذا الوطن لبنان مهدد اكثر من اي وقت مضى، وهو مهدد في كيانه ونظامه ووجوده وسيادته، علينا ان ننجز الاستحقاق الرئاسي حتى يبقى هذا الوطن مستقرا وبعيدا عن كل الاحتمالات الغير المحمودة التي يكيدها له اعداءه، لبنان امانة في اعناقنا وهذه وصيتك يا صاحب السماحة".

واردف: "العرب، لقد كافحت عنهم يا سماحة المفتي لسنوات طويلة، كافحت كافحت، فلو يجرى فحصا لدمك لنراه عروبيا صافيا بحتا، فأنت العربي الاول. ورأينا ذلك من نشاطك المميز في القاهرة عاصمة العروبة وخزانها، انت رائد العربية، ورائد القومية والمحافظ على القضايا العربية، نحن معك، ولكن اسألك اين العرب اليوم؟ لن اجيب على السؤال فأترك لك الجواب لأنك صاحب التاريخ في سجل العرب وتاريخهم. ففي لبنان وفي عالم العرب والعالم كله، حملت لواء الدعوة والاسلام، بلغت واديت امانة وما زلت، شاكرا جمعية الارشاد والاصلاح على هذا التكريم الذي سبقتنا في تكريمك، فنحن اهل والاجدى ان نكرمك، وسنكرمك وانت حي وباق معنا وفينا".

وختم: "سنكمل معك مسيرة الافتاء التي حملت لوائها منذ الستينات، لقد تجاوزت صفحة صعبة واليمة من تاريخ الافتاء في لبنان، ونحن وانت نسير في هذه المسيرة على بركة الله، ولن ننظر ابدا الى الوراء، ولن يجرنا احد الى العودة الى الوراء، نحن ننظر الى المستقبل والى عمل الافتاء المؤسساتي المتطور الحديث، وننظر الى الافتاء كمؤسسة جامعة للمسلمين ولطائفتنا، فدمت يا صاحب السماحة عزيزا مكرما في هذه القاعة، قاعة الوحدة، قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي جعل من هذه القاعة، قاعة للوحدة الوطنية والاسلامية".

بعدها سلم المفتي دريان ومغربل درع التكريم للجوزو، فيما قدمت جمعية الارشاد باقة عبارة عن كمية من الزيت من منطقة الاقصى في فلسطين عربون محبة وتقدير.

ثم تحدث الجوزو فقال: "رسالتنا كبيرة ومسؤولياتنا امام الله ايضا كبيرة جدا، فنحن نتحمل العبء الاكبر مما يجري على الساحة الاسلامية من تخبط وضلال وفساد واساءة لسمعة المسلمين لم يعرفه التاريخ من قبل". مضيفا انه "اذا كان هناك من جهل وتخبط نراه في تصرف بعض الناس باسم الاسلام وهم يذبحوه ويقتلوه ويعذبوه ويحاولون ان يبتزوا الناس بالشكل الذي نراه، هذا يحملنا مسؤولية كبيرة ان نحاول بكل ما لدينا من طاقة وان يحاول العلماء بالذات ان يعملوا لوقف هذه المهاذل التي تجري على ساحتنا بشتى الوسائل والطرق، فليس لهذه المرحلة التي نعيشها الا العلماء الذين وحدهم يتحملون مسؤولية الكلمة وهذا الدين، ولابد من ان نوقف هذه المهذلة التي تحدث على ارضنا بأي شكل من الاشكال، فاذا كان هناك وسطاء من اجل اسرى الجيش بيننا وبين هؤلاء الناس، فعلينا ان يكون معنا وسطاء يعملون لوقف هذه المهذلة بشتى الطرق لنفهم هؤلاء الناس بأن اعمالهم لا ترضي الله تعالى ولا يوافق عليها الاسلام، والاسلام براء مما هم فيه ومما يحدثونه في هذا العالم".

أضاف: "الاسلام قدم الكثير للغرب واخذ الغربيون عن المسلمين في الاندلس ثقافتهم وحضارتهم، نحن علمناهم عندما كانوا جهلة ويغطون في نوم عميق، فأيقظناهم في هذه الرحلة التي قام بها المسلمون الى الاندلس والتي استمرت ثمانية قرون متواصلة، فاطول مدة استعمرها الفرنسيون والانكليز لبلادنا كانت 130 سنة في الجزائر، فقد بقي المسلمون 800 سنة في الاندلس ولم يستطع احد ان يقترف ساحتهم الا عندما تفرقوا وانقسموا وابتعدوا عن دينهم واتجهوا الى الملذات والشهوات والى اقامة المؤسسات المختلفة التي تدل على الفخامة والعظمة لا اكثر ولا اقل. واما لو كانوا متمسكين بهذا الدين ويهتمون بنشر هذه الرسالة، فقد هددوا فرنسا ووقفوا على الحدود لأن امتهم لم تقف الى جانبهم يوم وصلوا الى هناك، وما زال الفرنسيون يتذكرون هذا اليوم ويقولون لو نجح المسلمون في تلك المعركة لكانت فرنسا اليوم على دين الاسلام".

وتابع:" تاريخنا مشرف، وانا لم اعرف نفسي الا عندما ذهبت الى مدرسة النبي محمد الى جامعة الأزهر حيث تلقيت علوم الدين على يد اكبر علماء الاسلام واعظمهم،" مشددا على اهمية العلم"، مشيرا الى ان "العلم هو الذي يرفع من قيمة الامم ويعبر عن حضارتها"، منوها ب"كلام المفتي دريان وبرسالته والمسيرة التي توقف عندها".

وتحدث الجوزو عن محطات في حياته، فلفت الى انها "كثيرة حيث تعرض معها للقتل والاغتيال والابعاد"، مؤكدا ان "الانسان الجبان يموت كل يوم، واما الانسان المؤمن والشجاع، فهو يعيش دائما وابدا في قلوب الناس لأن الشجاعة هي الاساس"، مشيرا الى اننا "تعلمناها من رسول الله محمد وصحابته لأننا لم نعتدي على احد قط، بل كنا ندافع ابدا"، مشددا على "اننا اليوم بحاجة ماسة لنقف المواقف التي أمرنا الله بها"، مؤكدا "ان العلماء الذين هم ورثة الأنبياء دورهم كبير وخصوصا في لبنان"، معتبرا ان "فرنسا التي خرجت من لبنان ولكنها للاسف تركت من خلفها دولة قائمة على الطائفية والتعصب والكراهية".

ورأى "ان كل الذين يتعصبون اليوم لا يفقهون من اديانهم اي شيء مسلمين او مسيحيين"، مشيرا الى "وجود اناس وصحف تتعرض وتهاجم الاسلام ليس في فرنسا فقط"، لافتا الى "ان هذه من اهم الصحف الكبرى في لبنان وهي تعودت على مهاجمة الاسلام والتعرض للرسول، وهذه الصحيفة عندما ارسلت لها ردا على احد السفهاء الذين يتطاولون على الاسلام هاجمتني وهاجمت علماء الاسلام جميعا بدل ان تنشر الرد، فأنا لا اريد ان اذكر اسمها كي لا يحدث لها ما حدث في فرنسا، فنحن اكبر من ان نحاسب هؤلاء الصغار والجهال"، مشيرا الى "ان الاسلام انصف عيسى اكثر مما انصفه المسيحييون"، وقال:" نحن نحترم عيسى وامه مريم ونعطيها حقها كما نعطيه حقه، فالاسلام انار قلوبنا وعقولنا ونفوسنا بالحق وجعلنا نؤمن بكل الرسائل والرسالات السماوية".

وتابع : "أنا لا انسى فضل فرنسا عندما استقبلتني من اجل تقديم رسالة الدكتوراة، فلقد قدمت لي منحة كبيرة، وكنت محل تقدير من الحكومة الفرنسية، ولكن لا استطيع ابدا ان اسكت على هذه الجريمة التي ترتكب بحق الاسلام وبحق فرنسا بالذات، لأن فرنسا زرعت فتنة كبرى في هذا العالم ومازالت، فهذه الكنائس التي تحترق والمظاهرات التي تخرج، سببها فرنسا وقيادتها التي لم تردع هؤلاء الناس عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق الاسلام".

وختم متوجها بالكلام الى المفتي دريان: "انت اليوم في موقع المسؤولية الكبرى، وانت قائد لهذه المسيرة، لذلك نتمنى لك النجاح والتوفيق من اجل ان ننقذ المسلمين مما هم فيه، نحن مسؤولون امام الله وعلينا ان نصحح المسيرة، واتمنى ان يكون العلماء مجتمعين على كلمة واحدة ولا يغدر او يطعن بعضهم ببعض".
 

  • شارك الخبر