hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

دكاش في مؤتمر اليسوعية في الشرق الأوسط: واجب الجامعة تشكيل انسان متجدد وملتزم بتقاليدها

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 14:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتح رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكاش اليسوعي مؤتمرا دوليا لمناسبة الاحتفال بالسنة ال140 على تأسيس الجامعة بعنوان "جامعة يسوعية في الشرق الأوسط: ما هو دورها؟ وما هي رسالتها؟"، في مسرح بيار أبو خاطر، حرم العلوم الإنسانية (طريق الشام)، في حضور الرئيس الإقليمي للشرق الأدنى في الرهبانية اليسوعية الأب داني يونس، والمطران طانيوس الخوري ممثلا البطريرك بشارة الراعي، ورؤساء جامعات لبنانيين وأجانب، وسياسيين وديبلوماسيين ورسميين وأكاديميين، إضافة الى رؤساء جامعة القديس يوسف الفخريين ونواب الرئيس والمدراء وعمداء الكليات والأساتذة والطلاب والقدامى وحشد من أصدقاء الجامعة والعاملين في الحقل التربوي.
بعد النشيط الوطني ألقى البروفسور دكاش كلمة افتتاحية لفت فيها الى أن الجامعة منذ إنشائها قبل 140 عاما، "حرصت على القيام بدورها الكبير، جامعة للتميز والتقدم المستمر والحريات والحقيقة وخدمة التعليم العالي وخدمة المثال اللبناني، وخدمة لبنان وحرياته فضلا عن فكرة الدولة، المواطنن والأمة المتعددة الديانات".
ورأى أن هناك لبنان علينا تغييره، لبنان البؤس الاجتماعي لبنان السياسة، لبنان الفساد والزبائنية، معتبرا أن "المسؤولية الفكرية والأكاديمية تفرض علينا ان نكون فاعلين في التحول الاجتماعي وفي الفكر السياسي".
وأكد دكاش أن الجامعة تحافظ على شبابها الذي يؤهلها لأن تبقى جاهزة لقيادة كل المعارك من أجل التطور والحرية والعيش المشترك وقيم الانسان اللبناني، مشددا على ان "رأس مالنا الاساسي هو الانسان المثقف، الإنسان الذي صنع لبنان بجهوده وبطريقة ما منطقة الشرق الاوسط هذه من خلال هجراته، وأفكاره ومبادراته"، مفاخرا بأن الجامعة "ساهمت في هذه العملية الكبيرة"، مشددا على "واجب الجامعة تشكيل هذا الإنسان من خلال التجديد والالتزام بتقاليدها"، متعهدا "الاستمرار في العمل لما فيه مصلحة الفكر والحرية ومحاربة الجهل ولا سيما في هذه الاوقات من التقهقر وتفشي أعمال العنف وتراجع القيم وكرامة الانسان".
ولفت الى ان الغاية من عقد المؤتمر في ذكرى انشاء الجامعة هو "التفكير في مهمة الجامعة ودورها في لبنان والمنطقة وفي هويتنا المسيحية واليسوعية وفي تقاليدنا التربوية والبحث في التقليد الطويل الذي اخترناه من حيث اللغة والثقافة الفرنكوفونية، عنصر هويتنا وانتمائنا الى عالمنا العربي، بالإضافة الى البحث في مهمتنا التربوية ومراجعة تلاؤم الكلام مع الواقع".
ورأى دكاش ان ما يبهج المربين هو نجاح طلابهم وثبات المؤسسة التي يؤدون فيها رسالتهم التعليمية وحيث يعطون معنى لحياتهم، شارحا "أهمية المؤتمر بحاجة المؤسسات الى تقويم أفضل لأدائها وقياس تطابق النوايا مع الانجازات، والأقوال والأفعال لتعزيز رسالتها ولاقتناعنا بضرورة تدعيم مؤسساتنا التربوية والحكومية والاجتماعية نظرا الى التهديدات التي تواجهها يوميا".
وأكد على إرادة رؤية الجامعة مكانا تكبر فيه الإنسانية يوما بعد يوم، وأن يترك هذا المكان الأخلاقي والأنساني آثارا راسخة وعميقة في قلوب الجميع وأفكارهم.
وشارك في الجلسة الافتتاحية الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعية في الشرق الأدنى والمغرب الأب داني يونس اليسوعي بمداخلة بعنوان "الأسس الروحية لجامعة القديس يوسف" مما قال فيها: "أسست الرهبنة اليسوعية جامعة القديس يوسف وتستمر بالالتزام بها، مع احترام طبيعتها الخاصة واستقلالية المجموعة العلمية التي تديرها، فهناك نوع من التواطؤ التاريخي يربط بين الرهبنة وفكرة الجامعة. فالجامعة لم تبصر النور إلا بهمة بضع طلاب من جامعة باريس منذ خمسة قرون، ومشروع إقامة جامعة بكامله يجسد قيما تسعى الرهبنة الى نشرها في مختلف إرسالياتها. ومنذ ذلك الوقت نستطيع الكلام على قيم روحية لجامعة القديس يوسف ترتكز على إعلاء الحرية، والمطالبة بالحقيقة وأولوية التضامن".
وكان لرئيس جامعة لويولا في شيكاغو والأمين العام للتعليم العالي في الرهبنة اليسوعية في الولايات المتحدة الأميركية الأب ميكاييل غارنزيني اليسوعي مداخلة عنوان "قيام تربية يسوعية ملائمة لعالم اليوم" توقف فيها عند "مبادئ التربية اليسوعية التي نحتاج إليها اليوم، وعن التقليد القديم للتربية في الجامعات اليسوعية ولا سيما إعداد قادة للمجتمع ما سمح برسم خريطة طريق لكيفية توجيه الجهود نحو المستقبل". واستشهد بما كان يشدد عليه الرئيس السابق للرهبنة الأب هانس كولفنباخ الذي يربط "مقياس نجاح التربية اليسوعية بما سيصبح عليه الطلاب في المستقبل".
وركز الأب غارنزيني على دور الجامعة في تحقيق العدالة الاجتماعية، وضرورة نموها في الإيمان. كما توقف عند ما قاله الأب العام أدولفو نيقولاس في مدينة مكسيكو حول "أهمية دور الخيال والإبداع في مواجهة المشاكل الجديدة والمعضلات القديمة على حد سواء". وشدد على ضرورة "إيجاد الله في كل شيء" وتحضير الطالب ليكون "في بيته في العالم".
من جهته تطرق البروفسور جوزف مايلا في كلمته الى كيفية تحول بعثة دينية الى مؤسسة أكاديمية هدفها تنشئة قادة وطن. واعتبر ان جامعة القديس يوسف جسدت مقدما المجتمع اللبناني اذ "كانت لبنان قبل لبنان"، مشيرا الى ان "هدف الجامعة يكمن في ان تضع الرجال والنساء المستقبليين أمام مسؤولياتهم تجاه الدولة والمجتمع لأنه حتى حين يكون لبنان معطلا يجب على الجامعة ان تظل تعمل، متسائلا "كيف تحض الجامعة على العدالة؟ كيف تشجع على الوساطة؟ وكيف تساهم في الحد من هجرة الشباب المبدع ليبقى في لبنان؟"

والجدير ذكره أن المؤتمر يتابع أعماله طيلة اليوم الاربعاء من خلال سلسلة محاضرات موزعة على ثلاثة محاور رئيسية: الجامعات اليسوعية في العالم؛ جامعة القديس يوسف في محيطها الفرنكوفوني والإقليمي؛ وجامعة القديس يوسف في محيطها اللبناني.
 

  • شارك الخبر