hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

تشاندارك من "مركز عصام فارس": نظرية أوغلو للسياسة الخارجية مبنية على المثل

الخميس ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 17:29

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد الصحافي والخبير التركي في شؤون الشرق الأوسط جنكيز تشاندار، في ندوة بعنوان "تركيا وما بعد الإنتفاضات العربية"، بدعوة من "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" حضرها السفير التركي إينان أوزيلديز والنائب فريد الخازن والوزير السابق طارق متري، أن "التغيير الذي حصل في سياسة تركيا التقليدية تمثل في أن قيادات حزب "العدالة والتنمية" وفي طليعتها الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة الحالي أحمد داود أوغلو، التي أرادت أن تعزز موقع تركيا الإقليمي ومنافسة النفوذ الإيراني، حاولت تقديم نفسها على أنها نموذج للتوافق بين الإسلام والديموقراطية، كمثال عصري يمكن أن تقتدي به المجتمعات العربية، وأقنعت الدول الغربية بأنها قادرة على لعب هذا الدور".

وأشار إلى أن "تركيا سارعت إلى دعم حركات "الإخوان المسلمين" في تونس وليبيا ومصر، وفي سوريا دعمت المعارضة سياسيا وعسكريا وأشرفت على جمعها تحت لواء "المجلس الوطني السوري" بقيادة "الإخوان المسلمين" وغضت النظر عن الحركات الجهادية وسهلت مرورها إلى الأراضي السورية".

وأكد أن "فشل "الإخوان" في الحكم وخصوصا في مصر وتونس، "أظهر فشل السياسة الخارجية التركية، وهذا الفشل كان مكلفا ومضرا بالسياسة الخارجية لتركيا وصورتها وعلاقاتها بالغرب تحديدا"، لكنه جزم بأن هذه السياسة لا يمكنها أن تتغير لأن التغيير في حال حصوله سينعكس سلبا على موقع حزب العدالة والتنمية الحاكم".

وقال: "إن نظرية أحمد داود أوغلو للسياسة الخارجية والتي مثلت انعطافا في السياسة التركية التقليدية صاغها من منطلق ثقافي - حضاري على أساس أن موقع تركيا هو في قلب تفاعل الحضارات، وتقدم نفسها كنموذج لدولة مسلمة حديثة وديموقراطية تعددية وناجحة اقتصاديا. وأضاف أن الإنتفاضات العربية مثلت بالنسبة لتركيا اللحظة المناسبة لتطبيق هذا المشروع"، مشيرا إلى أن "الدول الغربية أيدت تركيا على أنها نموذج ناجح للمجتمعات العربية التي حدثت فيها الإنتفاضات، لجهة التوافق بين الإسلام والديموقراطية".

ولفت تشاندار إلى أن أوغلو وقيادات "العدالة والتنمية" "ليسوا متمسكين بالمثاليات الغربية والديموقراطية، بل هم إسلاميون حقيقيون في النظرة إلى هوية تركيا وعلاقاتها. وعلى الرغم من هذه النظرة الإسلامية وخلافهم مع المقاربة الكمالية العلمانية لهوية تركيا ودورها، فإنهم وطنيون في تفكيرهم إزاء الدفاع عن مصالح تركيا وما يعتبرونه مفيدا لها".

وأكد أن "نظرية أوغلو للسياسة الخارجية مبنية على المثل والقيم وليس على الواقعية أو ما يعرف بالReal Politic، وهو ما يجعلها في غالب الأحيان متصادمة مع الواقع".

وشدد على محورية الإنتماء الاوروبي الى تركيا واصفا إياها بأنها "روما المسلمة"، وقال إن تركيا منذ أيام العثمانيين "تنتمي إلى أوروبا تاريخيا وجيوبوليتيكيا، وإن القسم الأكبر من تبادلاتها الإقتصادية حاليا هو مع الإتحاد الأوروبي. وإن موقعها في الغرب وعلاقتها به هو ما يمكن أن يفيد المنطقة العربية"، مؤكدا أن "نفي عامل الإنتماء التركي إلى أوروبا والغرب يؤدي إلى إضعاف الموقع التركي في الشرق الأوسط".

وشدد على أن "القادة الأتراك ليسوا متحمسين لدخول الإتحاد الاوروبي، لكنهم دخلوا في مسار المفاوضات مع الإتحاد وتمسكوا به لأسباب براغماتية ولخدمة بقائهم في السلطة، في الوقت الذي لا يريد الاتحاد الأوروبي أن تكون تركيا جزءا منه، لكنه يريد أن تبادر هي إلى إغلاق الباب أمام دخولها".

وشدد تشاندار على أهمية العامل الإقتصادي في سياسات تركيا الخارجية، وعلى أن "النجاح الإقتصادي مهم في استمرار حكم "العدالة والتنمية". وأضاف أن نتيجة الدوافع الإقتصادية تحافظ تركيا على علاقة جيدة مع روسيا وإيران، على رغم الخلاف معهما على ملفات عدة أبرزها الحرب في سوريا".
 

  • شارك الخبر