hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - نادر حجاز

إسرائيل تستثمر في الجنوب السوري ... وحرّاس جدد للحدود

الخميس ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 06:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بين السويداء ودرعا في الجنوب السوري، وجه مختلف للحرب على الأرض السورية. فكانت الأشهر القليلة الماضية مفصلية في فرض أمر واقع جديد فيها، فالمنظومة الأمنية السورية التي حافظت على هدوء المنطقة الحدودية مع إسرائيل طوال ثلاثة عقود، انهارت أمام المدّ الجديد للمسلحين وغالبيتهم من جبهة "النصرة"، التي سيطرت على أجزاء كبيرة من محافظة القنيطرة.
المعركة هناك إسرائيلية بالدرجة الاولى، فالهدنة التي استمرت منذ السبعينات لم تعد تشكّل ضمانة أمنية لإسرائيل في ظل المعركة السورية المفتوحة، ودخول "حزب الله" العسكري وانفلاشه على امتداد الأرض السورية وصولاً إلى حدودها في الجولان.
تداول الإعلام الكثير من المعلومات والتقارير، التي تحدّثت عن دعم إسرائيلي للمسلحين في مناطق القنيطرة وجبل الشيخ ودرعا على أكثر من صعيد، ووسائل إعلام إسرائيلية عدة كشفت عن استقبال جرحى "النصرة" في المستشفيات الإسرائيلية وتقديم مساعدات عسكرية وميدانية. إضافة إلى التقارير التي عادت لتحيي المشاريع المذهبية، كإقامة دولة درزية على سبيل المثال، الأمر الذي رفضه زعماء الطائفة الدرزية الروحيين والسياسيين في لبنان وسوريا وفلسطين في السابق كما اليوم.
إلا أن إسرائيل نجحت من خلال ما وفّرته من دعم للمسلحين من خلق مساحة على حدودها مع سوريا خارج سيطرة النظام السوري، محاولة إبعاد خطر "حزب الله" ومحاولة تحويل الجنوب السوري إلى قاعدة جديدة له. الأمر الذي حوّل هذه المنطقة أشبه بمنطقة عازلة تضمن للكيان الإسرائيلي ضمانة مرحلية إلى حين انقشاع الأفق السوري. وفي هذا الوقت، سيلعب المسلحون هناك دور حراس الحدود الجدد في مقابل ما تقدّمه لهم إسرائيل من دعم وخدمات، طبعاً غير مجانية.
ومن هذا المنطلق، بات واضحاً أن أي وجود ل"حزب الله" هناك سيشكل عامل إزعاج لإسرائيل، فانضباط الحزب في جنوب لبنان لا يسري على أدائه في سوريا، وتحديداً في المنطقة الحدودية، حيث يعمل على خلق أرضية له تسمح بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل تخلق توازناً جديداً معها. وفي هذا السياق، تأتي الغارة الإسرائيلية الأخيرة في القنيطرة والتي استهدفت قياديين إيرانيين ومن "حزب الله".
وأما الردّ على هذه العملية، فسيندرج حكماً في سياق معركة السيطرة على المنطقة الحدودية مع الجولان، ومن الطبيعي أن يكون هناك ردّ، لكن المواجهة مؤجّلة بحكم ظروف الأرض والميدان، أقلّه في المدى القريب.
إسرائيل تبحث عن أمنها بانتظار التسوية الكبرى، ولهذه الغاية تستثمر في الجنوب السوري. إلا أن اختلال قواعد اللعبة وكسر الهدنة ستبقي الحدود الإسرائيلية في مهبّ النار السورية في أي لحظة. فهل تبقى المواجهة في سوريا، أم على الحدود اللبنانية لا سيما عند مثلث جبل الشيخ الذي سيكون مساحة لتوجيه الرسائل المضادة؟.
 

  • شارك الخبر