hit counter script

خاص - ملاك عقيل

... وماذا عن "القوات" و"حزب الله"؟

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 06:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

حصل ما لم يكن في الحسبان.
التقى تيار "المستقبل" و"حزب الله" أخيراً وجهاً لوجه من دون أن يسبق جلسات المواجهة الثلاث مقدّمات إقليمية يشتمّ منها رياح تسوية آتية على عجل إلى لبنان. التقيا، مع قليل من عناء التحضير للقاء لم يكن على بال أحد. ستتكرّر اللقاءات وتتشعّب مواضيع النقاش، وقد تُسمع أصوات المتحاورين الآتين من مقلبين مضادين وهم يرفعون سقوف الثوابت، وقد لا يصل الأخصام إلى الخاتمة المرجوّة، لكن القرار قد اتخذ بهدم جسور التباعد والخصومة المزمنة التي جرّت معها جبال من الإحتقانات الطائفية والمذهبية.
على خط موازٍ، تتحضّر الرابية ومعراب للقاء الكبير. عمر من خصومة مسيحية ـ مسيحية بدا أنها لن تنتهي يوماً. كل شيء كان يدلّ على أن قراراً ثنائياً، أقلّه بتنظيم الخلاف، هو ضرب من الخيال. لكن ضروب الخيال تحصل أحياناً. ميشال عون وسمير جعجع سيجلسان قريباً وجهاً لوجه بعد أن تسبقهما قاعدة من تفاهمات الحدّ الأدنى تؤسّس لمرحلة يجهد البعض لنفض الغبار عن هيكلها: وحدة الموقف المسيحي.
"حزب الله" و"حزب الكتائب" يدوّران الزوايا. محطّات متقطّعة من التقارب انتهت بوضع ملف الحوار بين يديّ النائبين علي فياض وإيلي ماروني، بعد أن دُشّنت قبل سنوات باللقاءات على الواقف تحت قبّة البرلمان بين النائبين سامي الجميّل ونواف الموسوي. صارت شروط الإلتقاء أسهل بكثير من حواجز التباعد. وفي عزّ الحوارات الدائرة في البيتين الإسلامي والمسيحي يخلط الكتائبيون والحزبّلاويون الطبق، فإذا بنا أمام حوار شيعي ـ ماروني لا يخرج عن كادر القرار العام المتّخذ بلمّ شمل الساحة الداخلية.
لكن ماذا عن "القوات اللبنانية"؟ وحدها معراب تبدو خارج جدول أعمال الحوارات العابرة بين المقرّات السياسية وصولاً إلى عمق الضاحية، مع العلم أن سمير جعجع بدا في المرحلة الماضية المتطوّع الأول في "جيش" التلاقي بين الأخصام من دون التفريط في الثوابت.
من جهة "حزب الله" المقاربة واضحة. "جرّبنا سمير جعجع في جلسات الحوار السابقة بوجود باقة من المتحاورين وأخذنا العبَر. واليوم لا نية لدينا ولا رغبة ولا قرار بعقد لقاءات ثنائية مع "القوات اللبنانية".
أما "الحكيم" الذي يجاري "الموجة" باعتبار اللقاءات الحاصلة بين "المستقبل" والحزب هي ضرورة سنّية ــ شيعية، فإنه في المقابل لا يعوّل كثيراً على نتائج هذا الحوار. في اعتقاده أن "حزب الله" يسعى لأن يظهر في مظهر المنفتح والساعي لتقديم تنازلات، لكن حقيقة الأمر أنه متصلّب حيال قناعاته ونظرته للعديد من الملفات.
وفيما سيظل جعجع مقتنعاً بأن الحوارات هي "شكلية" حتى إثبات العكس، فإنه لا يتوقّع أي خطوة من جانب "حزب الله" تصبّ في إطار تقليص المسافات بين معراب والضاحية، حتى ولو بالشكل. معراب نفسها لا تقدم على هكذا خطوة ما لم يكن هناك جدول أعمال واضح يمكن من خلاله التوصّل إلى نتيجة ما. واقع يختلف تماماً عن فحوى العلاقة مع الرئيس نبيه بري التي يسودها منطق الأخذ والردّ والنقاش والتنسيق على قاعدة الموقع الذي يشغله بري كرئيس للسلطة التشريعية.

  • شارك الخبر