hit counter script

- ميراي فغالي

رولا كساب لـ"ليبانون فايلز": لماذا يعتبرون المذيعة الناضجة غير مغرية؟

الأربعاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 06:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"حطّي يا بنتي شويّة بودرة وطلعي"...
هكذا كان الأستاذ كميل منسّى يناديها قبل اعتلاء المنبر للإطلالة على الناس في نشرة الأخبار. فهي مذ بدأت العمل الإعلامي، واظبت على الإهتمام بموادها الصحافية، وحسن الإلمام بمواضيعها والتمكّن من لغتها وضيوفها... وبرعت.
وهي التي لا تزال حتى اليوم، صاحبة إطلالة مميّزة ولامعة، وعلامة فارقة في الحوار السياسي. ولو كان جلّ ما تكرسّه من وقتها للإهتمام بشكلها الخارجي لا يتعدّى النصف ساعة يومياً، فإن إعداد الأسئلة والملفات وقراءة الصحف يجعل من حلقاتها... "كلام بيروت"، محطّة صباحية ينتظرها الكثير من المشاهدين.
وصفتها السرّية للنجاح، إضافة إلى المعرفة والخبرة والتهذيب واللياقة، القليل من الحظ. ولأصحاب الذوق الرفيع حفنة من الضيوف المختارين بحنكة، فالتميّز يشترط ضيفاً لافتاً ومحاوراً كفوءاً على مثال الإعلامية ومقدّمة برنامج "كلام بيروت" عبر شاشة "المستقبل" رولا كسّاب حداد.

تنتقد كسّاب، الصورة المغلوطة للإعلاميات اليوم، حيث أصبحت المبالغة في الإهتمام بالشكل الخارجي "موضة"، حتى أن بعض المحطّات المتلفزة ظلمت المذيعات اللواتي تقدّمن في السن قليلاً، وتسأل: "لماذا يعتبرون أن المذيعة التي توحي بالنضج على الهواء لم تعد مغرية؟"

وبكلمات مقتضبة، تلخّص وضع الإعلام في لبنان: "الإعلام اليوم بين ما هو "واقع" وما هو "مرتجى" من المهنة الاعلامية، اذ أنه وبحكم ظروف البلد يلتزم الإعلامي قدر المستطاع ـ وبدرجات متفاوتة ـ بالمعايير المهنية. لكنها تعتبر أن الإلتزام السياسي يطغى على هذه المهنية في أماكن معيّنة، ويستطيع المرء لمس ذلك من خلال متابعته للوسائل الإعلامية.
لكنها تؤكد في المقابل، أن تلفزيون "المستقبل" لم يفرض عليها أي قيود، كما تؤكد حرصها على وجود الصحف كافة في "كلام بيروت"، قريبة كانت أم بعيدة من الخط السياسي للمحطة، وهذا ما يعطيها مجالاً أكبر للتفلّت من الخط السياسي المعروف.

وتقولها بوضوح: "بعد سبع سنوات من العمل في تلفزيون "المستقبل"، وحتى بعد أحداث 7 أيار وبالرغم من كل التشنج السياسي، أصرّيت أن يبقى برنامجي منبراً لكل الآراء السياسية لكن، وإن كان المشاهد لمس في وقت معيّن استقبال لضيوف من لون واحد، فهذا يعود إلى امتناع ضيوف اللون الآخر عن المجيء إلى تلفزيون "المستقبل"، ولكلٍ أسبابه".
وحتى اليوم، ومع الجو الحواري السائد في البلد، هناك تريّث من قبل فئة معيّنة من الضيوف عن تلبية الدعوة".
وعن تقييمها للبرنامج تضيف: "أنا راضية عن البرنامج، لكنني أرغب في أن تتوسّع مروحة الضيوف، وأطمح أن يعود أولئك الذين قاطعوا هذا المنبر للإطلالة من خلاله".

وتتابع: "أنا لا أسعى للإنتقال من تلفزيون "المستقبل"، لأنني مرتاحة تماماً وأجد نفسي في هذا الـ"موزاييك"، واذا كانت الـ"أم تي في"، قبل أن تقفل، "بيت العزوبية" بالنسبة لي، فإن تلفزيون "المستقبل" اليوم هو "بيت الزواج والإستقرار".

أما أكثر ما يستهوي كسّاب في حلقاتها، فهو حوارها الذي يجري تحت الهواء مع ضيوفها. فهي تحب اكتشاف الوجه الصريح لهم، واستقاء أجوبة مباشرة قد لا يجيب الضيف عنها على الهواء إلا مرتديا "قفازاته".

وتطمح لاستضافة "شخصيات الصف الأول" في برنامجها الصباحي، ولو أن بعض هذه الشخصيات تعتبر أن البرنامج الصباحي أقل شأناً من المسائي، ترى كسّاب أن الإعتقاد لم يعد يسري في زمننا هذا مع ثورة مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإتصال الحديثة.

واذ أشارت كسّاب أنها لم تتابع انتخابات نقابة الصحافة عن قرب، أبدت أسفها لأن القانون لا يسمح لإعلاميي المرئي والمسموع بالإقتراع، وتعتبر أن الشروط المفروضة ليتمكّن الصحافي من الإنتخاب لا تنطبق إلا على قلّة قليلة.

وتقول: "السبق الصحفي سيف ذو حدّين، ففي بعض القضايا كخطف العسكريين اللبنانيين من قبل "النصرة" و"داعش"، وعندما يفكّر الصحافي بأنه يخدم القضية عبر إبراز وإظهار كل تفاصيلها، يعطي عن غير قصد إحداثيات معيّنة للخاطفين. وقد شهدنا أن البلد يتحرّك بناء على رغبة هؤلاء. اذاً تبقى السرّية واجبة، وكذلك المسؤولية، ولا يجب أن يكون كل شيء متاح تحت شعار الحرية".
وتختم: "الناس تعبت...".
 

  • شارك الخبر