hit counter script

محمد سكافي: 10 سنوات من عمر "الفيسبوك" تختصر ما سعت إليه "CIA" على مدى 65 عاماً

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٥ - 10:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

معلومات ربّما تكون خطيرة وصادمة لمن يطالع ما احتواه هذا الحوار الذي بين ايديكم الآن، وبكل تأكيد لن تكون شركة "فيسبوك" سعيدة بأن يقع بيد مستخدمي خدمتها التي أصبحت الأوسع والأكثر انتشاراً حول العالم. فعلى مر السنين، وسّعت هذه الشركة بذكاء وبطء أحكامها وشروطها لقبول التسجيل والاستمرار في استخدام موقعها الذي يضم ما يقارب 1320000000 من المستخدمين حول العالم وهو عدد كبير وفي ازدياد مستمر. ففي الشهر الأخير من العام المنصرم أعلنت الشركة أنّه وبحلول1 شباط 2015 سوف يكون على جميع المستخدمين الموافقة على شروطها الجديدة، أي ما يسمّى بالTOS (Terms Of Service) ،وإلا سوف يتم تعليق الحساب وعدم السماح باستخدام الموقع.
عن هذا الموضوع الشائك والملتبس التقى موقع "ليبانون فايلز" "محمد سكافي" المدير التنفيذي في شركة Multiframes للاطلاع على أهم وأخطر الشروط التي يخضع لها أصحاب الحسابات على موقع "الفيسبوك".


برأيك ما المشكلة الأساسية في الشروط الجديدة التي فرضتها شركة فيسبوك على مستخدميها أو ما يسمى بال “TOS” ؟
إذا ما امعنا النظر في هذه الشروط فسوف نلاحظ أنها طويلة و معقدة و مملّة، فهي تتألّف من ما يقارب ال 10.000 كلمة الأمر الذي اعترفت به شركة فيسبوك. المشكلة الأساسية في هذا الأمر أنه من النادر أن يقرأ المستخدم هذه الشروط بسبب الوقت المطلوب لقرأتها بالإضافة لطرحها بطريقة غير مبسطة، وذلك على الرغم من إدعاء الشركة أنها اتخذت خطوات لتبسيطها وتقصيرها لهم. لكن وبغض النظر عن مدى قصر هذه الشروط أو طولها فإن معظم النّاس لا يقرأونها. فهم يفضلون التعامل مع عواقبها التي نص عليها هذا الاتفاق على أن يكلفوا أنفسهم عناء القراءة .
وما الذي يدعو للقلق في هذه الشروط؟
اعتقد أن ما فعلته فيسبوك Facebook خلال 10 سنوات من عمرها هو ما حاولت CIA القيام به على مدى السنوات 65 الماضية. وذلك بسبب حجم المعلومات التي أصبحت بحوزتها عن كل مستخدم . فمعظم المستخدمين يوافقون على عرض خصوصياتهم على أن يتخلوا عن حسابهم في الفيسبوك و يتوقفوا عن استخدامه. وشركة الفيسبوك تعلم هذا، وبالتالي فهي تستغل هذا الأمر وتستمر في توسيع حقوقها في استخدام البيانات والمعلومات الشخصية لديها و تحليلها بالطريقة التي تراها مناسبة.
شركة فيسبوك تدّعي أنها أعطت للمستخدمين الحق في التحكم في "أساسيات الخصوصية" و هي أدلة تفاعلية للإجابة على الأسئلة الأكثر شيوعاً حول كيفية التحكم في المعلومات الخاصة بك في الفيسبوك في محاولة لتبديد الالتباس وحول كيفية استخدام هذه المعلومات. وايضاً بأنها تحاول إعطاء المزيد من السيطرة لمستخدميها، وتوفير المعلومات للأصدقاء كمعلومات عن موقعك الجيوغرافي، أو تحسين عمر البطارية في الموبايل وقوة الإشارة لديه.

هل هناك أهداف أخرى وراء عملية تحليل البيانات هذه؟
كما هو الحال مع معظم الشركات، هناك هدف إضافي من تحليل البيانات يتعلق بالأعمال وهو بيع المزيد من الدعاية أو الإعلانات للشركات المعلنة على الفيسبوك. وسعياً لتحقيق هذا الهدف، فإن كل جزء من المعلومات الشخصية هي بيانات قيّمة يمكن للشركة أن تستغلها، وهي تعمل على جمع تفاصيل مستخدمي خدمتها حتى تتمكن من بيع المزيد من الإعلانات بأكثر دقة ممكنة، وهذا يعطيها ذريعة لتحليل البيانات الشخصية.

ماذا بشأن تأثيرها على الحياة الشخصية للمستخدمين ؟
من الآن فصاعداً سوف يتمكن مستخدمي الفيسبوك من السماح لأصدقائهم بتتبّع كل تنقلاتهم من خلال موافقتهم -عن غير قصد- على الشروط المتعلقة بحقوق الخصوصية، والآثار المترتبة عنها فتصبح جميع تنقلاتهم معلنة ومتاحة، وذلك لأن الشروط الجديدة تتطلب منهم قبول سياسة بيانات الموقع الجديدة التي تقول أنها تسمح لشركة الفيسبوك باستخدام GPS الخاص بك، وتقنية بلوتوث، وإشارات واي فاي لتتبع موقعك. والفكرة أن في تتبع موقع المستخدمين هي محاولة لاستهدافهم في الاعلانات المحلية، وبالتالي جذب المزيد من الشركات للإعلان على الفيسبوك بمعدلات أعلى. فإن التطبيق Application Facebook يساعد المستخدمين على العثور على الأصدقاء المتواجدون في مكان قريب وتنبيههم عندما يكونوا على مقربة، حتى في حال لم يكن التطبيق Applicationمفتوح على الهاتف.
وبحصول شركة الفيسبوك على إذن من المستخدم بمتابعة التنقلات الخاصة به، تكون هذه الخطوة شرعية بحيث تنص الشروط على أن الشركة قد تستخدم المعلومات المتعلقة بموقعك الجيوغرافي لإعلامك وإعلام أصدقائك عن الأشخاص أو الأحداث القريبة، أو عروضات جديدة تجري من حولك إن كنت مهتم بذلك، ولكن لا بد من أن هناك أهداف أخرى. ومن المؤسف أن المستخدمين يفضلون السماح للشركة باستخدام البيانات الخاصة بهم بأي شكل من الأشكال على أن يحرموا من استخدام الفيسبوك. من خلال ذلك، وبالإضافة الى أن فيسبوك قد امتلكت ال WhatsApp مؤخراً، يمكن للشركة الآن معرفة أين تتناول الطعام؟، أين تسافر؟، أين تتسوّق؟، ومع من كنت؟ فهي تملك قاعدة بيانات تفصيلية تغطي جميع جوانب حياة المستخدمين ولهذا تأثير وتهديد كبير على الحياة الخاصة أو ما تبقّى منها.
 

  • شارك الخبر