hit counter script

- ريتا صالح

جنود مخطوفون و...مآتم متنقّلة

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 05:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

صدق نجله حين قال: "لقد قبّل التراب الذي وقع عليه قبل أن يموت، ورسم خريطة لبنان بدمه، وزرع بندقيته في الأرض، فأنبتت رجالاً وإنتصاراً".

شهيد الغدر والظلم، بطل من أبطال المؤسسة العسكرية، رجلٌ رُفعت له التحية قبل وبعد مماته. مغوار بحرٍ غرز بشرفه أعماق البحار، تمسّك بوفاء الدفاع عن أرض الوطن حتى الإستشهاد. وتجند على قيم ومبادىء التضحية منذ "القَسَم الأول".

ضابطٌ لبنانيٌ طُعن بيد الغدر الإرهابية التي لازالت تودي بحياة العديد من الجنود الأبطال.

تحدى الخوف والخطر!

هو العقيد المغوار الشهيد ميلاد النداف الذي اختطف واستشهد في كانون  الثاني من العام 2000 في الضنية على يد جماعة إرهابية نصبت كميناً لقوة من الجيش اللبناني، فاستشهد أربعة عناصر كانوا معه يومها. وقامت هذه المجموعة الأرهابية بأسره. وبعد ثلاثة أيام على فقدانه عثر عليه في بلدة عيون السمك.

شكّلت الضنية علامة مفصلية فضحت وجود الإرهاب في لبنان. فبعد استشهاد العقيد النداف وجنوده، اسشتهد العديد من ضباط وجنود الجيش اللبناني تباعاً في معركة نهر البارد، عبرا، عرسال وطرابلس.

والنتيجة نفسها، "جندي لبناني يرتقي إلى الشهادة"!   

في الذكرى الخامسة عشرة على استشهاد العقيد النداف وفي هذه المناسبة، اعتبر نجله إيليو النداف في حديث خاص لموقع "ليبانون فايلز"، أنّه "إن لم تكن عدالة على الأرض، فهناك عدالة في السماء"، مؤكداً أن "دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وسوف يأتي اليوم الذي سينتصر فيه الحق على الباطل وينتصر الجيش اللبناني ويقضي على الإرهاب".    

وأضاف "نحزن كثيراً عندما يستشهد جنود من الجيش اللبناني، ونعتبر أن والدي قد استشهد مرةً أخرى. ولكننا على يقين بأنّ شهداء الجيش هم في جنّة الخلود مكلّلين بالغار". وأشار إيليو إلى أن "أبطال المؤسسة العسكرية حفروا بدمائهم تاريخ لبنان، وسوف نتعلّم دائماً من تضحياتهم". وختم "تحية لكم يا شهداء الوطن، نحن نفتخر بكم، ولن ننسى تضحياتكم ما دُمنا على قيد الحياة".   

في كل مرّة يخوض فيها الجيش مواجهةً مع الإرهاب نجده مكبّلاً بقيود كبار السياسيين، فلكل منهم مصلحته الخاصة التي يبغي إليها سبيلاً عبر هذه المؤسسة التي ما زالت مكلّلةً بالشوك، شوك الشهداء والضحايا والمخطوفين.

فإلى متى سيبقى العسكريّون "كبش محرقة"؟ وإلى متى سيناضل جيشنا بوجه الظلم والظالمين؟

عشرات العائلات تخشى اليوم أن تعيش نفس مصير عائلة النداف.

جنودٌ مخطوفون، عائلات مشرّدة تبحث بين ساحة رياض الصلح وطرقات القلمون عن مصيرٍمجهول.

مآتمٌ متنقلة... أين ستحطّ رحالها في المرّات المقبلة؟    

   

  • شارك الخبر