hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - فادي عيد

جنبلاط ـ الحريري... إلى أين؟

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 06:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يبدو جلياً أن العلاقة بين النائب وليد جنبلاط وتيار "المستقبل" مغايرة عن المرحلة الماضية أيام التحالف المتين، ويسودها الفتور، خصوصاً في ظل الإنتقادات التي يوجّهها زعيم المختارة لبعض وزراء ونواب "المستقبل"، ولا سيما حملته الأخيرة على بلدية بيروت ورئيسها بلال حمد المعروف بعلاقته الوثيقة بآل الحريري، وقبلها انتقاده لوزير الداخلية نهاد المشنوق، الأمر الذي ترك استياءاً في صفوف "المستقبل" الذي اعتبر أن جنبلاط مستمر بنهجه التصعيدي تجاه "التيار الأزرق".

أما السؤال الكبير، فهو ماذا يجري بين "بيت الوسط" وكليمنصو على رغم قيام نادر الحريري بزيارة جنبلاط لوضعه في أجواء لقاء "عين التينة" الحواري بين "حزب الله" و"المستقبل"؟ وقد عُلم في هذا السياق، بأن الرئيس نبيه بري، وخلال الجلسة الحوارية الأولى ذكّر بمواقف صديقه الجنبلاطي، الذي كان يقول له دائماً: "لا أحد غيرك يا أبو مصطفى قادر على جمع "المستقبل" و "حزب الله"، لأنني أخاف أن يصل الصراع المذهبي إلى درجة لا يمكن لأحد لجمه في حال تماديه ووصوله إلى حد الصدام". وعلى هذه الخلفية، اقترح الرئيس بري أن يزور الوزير علي حسن خليل ونادر الحريري كليمنصو لتكون هذه الزيارة تتويجاً لجهده ولوضعه في أجواء الجلسة الحوارية الأولى. وذلك ما حصل بالفعل، إذ يردّد جنبلاط في مجالسه دائماً بأنه لا يحبّذ من الحلقة المحيطة بالرئيس سعد الحريري إلا نادر الحريري، وهو لهذه الغاية كلّف معاونه السياسي وائل أبو فاعور بالتواصل الدائم معه، بحيث كان الأخير حاضراً لقاء كليمنصو الذي جمع الحريري بجنبلاط.

ولكن تقف الأمور، وفق المتابعين،عند هذا الحدّ، إذ من غير الوارد اليوم أن تعود العلاقة التحالفية بين الطرفين إلى مرحلة "ثورة الأرز"، وذلك لجملة

معطيات أبرزها أن السعودية لا تزال ناقمة على الزعيم الجنبلاطي منذ انقلابه على حكومة الرئيس الحريري، ولذلك، طلبت، وإثر الزيارة اليتيمة لجنبلاط للمملكة منذ أكثر من عام، بأن يعاد رسم معالم هذه العلاقة مروراً بالأشخاص وصولاً إلى العناوين السياسية، فكان أن كلّف جنبلاط نجله تيمور وأبو فاعور بمتابعة هذا الملف، ولكن ليس من مؤشّرات على حصول زيارة لجنبلاط إلى المملكة تأتي في حجم زيارة الدكتور سمير جعجع الأخيرة، حيث أن أحد المقرّبين من السعودية، كشف أن الحفاوة والتكريم خلال هذه الزيارة يعودان لامتنان المملكة لالتزام جعجع ومصداقيته في علاقاته مع السعودية كما مع الرئيس الحريري في مرحلة ما قبل وما بعد انقلاب "حزب الله" على الحكومة الحريرية.

فهل يشكّل الحوار بين "المستقبل" و "حزب الله" مقدّمة لحوار حقيقي بين جنبلاط و"المستقبل"، خاصة بعد "اللفتة" الأخيرة الجنبلاطية المشجّعة للحوار، والتي يرى فيها البعض إشارة إلى تقارب فعلي بين رئيس الإشتراكي والحريري إثر زيارة نادر الحريري لكليمنصو. مع العلم أنه من الصعب استعادة المناخ الإيجابي، إلا بعد ترتيب زيارة إلى المملكة يعتبرها جنبلاط ضرورة في المرحلة الراهنة، خاصة وأن الحوار لم يكن لينطلق من دون ضوء أخضر إيراني وسعودي في آن؟

  • شارك الخبر