hit counter script

الحدث - أنطوان غطاس صعب

تمرير "الرئاسة" في خرم التعقيدات الإقليمية

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 06:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وسط زحمة الموفدين الأجانب إلى لبنان سعياً لإنضاج حلّ رئاسي ، يبدو الموفد الرئاسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو عازماً على استكمال مهمته لتتويجها بانتخاب رئيس توافقي للبنان، وإلى جانب مشاركته في مجمل اجتماعات الرئيس تمام سلام مع المسؤولين الفرنسيين، فهو سيتوجّه إلى بعض العواصم الإقليمية المؤثّرة، بعد ما نبّه من التقاهم في لبنان إزاء المخاطر المحيطة به نتيجة الشغور الرئاسي والمخاطر المحدقة ببلدهم جرّاء الأزمة السورية.
وتقول أوساط ديبلوماسية أن فرنسا، وانطلاقاً من التزامها التاريخي بحماية استقلال لبنان وسيادته وقراره الحرّ، لن تسمح بانهياره، وهي تواكب الوضع عن كثب لوضع المعالجات الضرورية، سواء عبر موفديها إلى بيروت أو تقارير السفارة الفرنسية، أو من خلال مواكبة الملفات والأزمات من باريس .وعلى هذا الأساس تؤكد معلومات باريسية أنها شكّلت لجنة برلمانية من لجنة الشؤون الخارجية بمشاركة رؤساء كتل من "اليمين" و"اليسار"، سيزور وفد منها قريباً لبنان للقاء المسؤولين فيه، تمهيداً لوضع تقرير بحاجات لبنان في مجمل الميادين الإقتصادية والعسكرية والتقنية.
الأوساط نفسها، والتي كانت شاركت في اللقاءات الفرنسية في لبنان، اعتبرت أن حركة جيرو يمكن اعتبارها إستطلاعية كما هي حال مهمة سائر الموفدين الذين يزورون لبنان، محاولين استكشاف حال الشلل الذي أصاب الرئاسة اللبنانية، وأن لا خارطة طريق واضحة في أي اتجاه وإنما مجرّد اشارات رغبة بالمساعدة اقليمياً ودولياً.
وتنقل أن معظم الموفدين نقلوا رغبة بتمرير الإستحقاق الرئاسي في "خرم" التعقيدات الإقليمية، لأن انتظار الحلول الخارجية لتسريع الحل اللبناني يبدو أنه سيطول وربما لعدة أشهر بعد.
وتوقّعت الأوساط ذاتها، وفق ما فهمت من لقاءات مع بعض القيادات السياسية في الآونة الأخيرة، أن يشهد ما تبقّى من أيام وأسابيع على نهاية العام الحالي تزخيماً للحراك الخارجي بالتوازي مع حركة سياسية داخلية محورية عمادها الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، والحوار المسيحي - المسيحي بين الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون، والتي تولّت بكركي مهمّة تمهيد الأرضية لانعقاده.
ومع استمرار التواصل بين القوى المسيحية، لا سيما بين معراب والرابية من جهة، وبين بكركي والقيادات المارونية من جهة ثانية، قالت مصادر متابعة أن القادة المسيحيين باتوا بمعظمهم على قناعة تامّة بأن لا رئيس إلا وفاقياً في المرحلة الراهنة، ناقلةً عن زوار الجنرال عون أنه بدأ يميل إلى هذا الاقتناع، إلا أنها تساءلت عن البديل الذي سيقدّم له من أجل انتقاله من المرشّح إلى الناخب الأكبر، معتبرةً أن استكمال الحوار المسيحي من شأنه أن يذلّل العقبات مع إصرار البطريرك الماروني على الدور المسيحي في الخيار الرئاسي، وانطلاقاً من حوار تيار "المستقبل" و"حزب الله" ، بحيث تكلّل جهود الداخل والخارج برئيس يقود المرحلة مستفيداً من الإحتضان الدولي للبنان، فيما يُنقل عن البطريرك بشارة الراعي تفاؤله الحذر بإمكان ملء الشغور الرئاسي قريباً.
وفي معطيات ديبلوماسية متوافرة، فإن لبنان قد يشهد المزيد من زيارات المبعوثين الديبلوماسيين، ومن بينهم موفد فاتيكاني رفيع، لنقل وجهة نظر الفاتيكان إلى المسؤولين اللبنانيين حول ضرورة الإنصات ل"جرس الإنذار" الأخير قبل فوات الأوان.

 

  • شارك الخبر