hit counter script

أخبار محليّة

بري استقبل نظيره الايراني: الارهاب الصهيوني والتكفيري وجهان لعملة واحدة

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 17:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، في عين التينة، رئيس مجلس الشورى الايراني الدكتور علي لاريجاني والوفد البرلماني المرافق، وجرى الحديث في العديد من القضايا والتطورات في المنطقة بحضور السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي وعضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" خليل حمدان والمستشار الاعلامي علي حمدان.

بعد اللقاء اقام بري مأدبة غداء للاريجاني والوفد المرافق، والقى كلمة رحب في مستهلها بالضيف والوفد، وقال: "يسعدني ان ارحب بكم وبالوفد المرافق في وطننا لبنان، ولو اننا كنا نتمنى ان تكون الزيارة في مرحلة من الاستقرار العام في نظام المنطقة ولبنان خاصة".

اضاف: "ان جولتكم في المنطقة تأتي في ذروة الضغط الاسرائيلي ليهودية الدولة والاستيطان وتوجيه تلميحات والتهديدات الى لبنان، وفي ذروة الهجمة التكفيرية على المنطقة. فالارهاب الصهيوني والتكفيري وجهان لعملة الجريمة نفسها ضد الانسانية. وانطلاقا من لبنان فإنه على مسافة ايام قليلة من انصراف العام 2014 الميلادي بأقل خسائر ممكنة على وطننا الذي افتداه ابناؤنا، خصوصا من الجيش مع من نسعى لتحريرهم، فأننا نأمل ان نحاط بدعم من اشقائنا واصدقائنا وفي الطليعة الجمهورية الاسلامية الايرانية على اكبر قدر من الاستقرار الامني والنقدي خلال عام 2015، والذي نسأل الله ان يكون عام يمن وخير على الجميع، ويكون مناسبة تتأكد اسرائيل من خلال الدروس والعبر من عجز القوة على تحقيق غاياتها، مع تحذيرنا المستمر من انها حكومة تسعى للهرب من مشكلاتها الداخلية والفلسطينية واستحقاقات التسوية لإجراء انتخابات مبكرة في الصندوق اللبناني".

وتابع: "ان الهجمة التكفيرية تحاول حرق العراق بعد سوريا، والهجمة العدوانية الاستيطانية وئدت في فلسطين وفشلت في لبنان بفضل المقاومة، وهي تحاول مد ايادي اخطبوطها الى الجولان وغيره، وتحاول تهويد فلسطين وقدس اقداسها المسجد المبارك. بالامس اغتالت اسرائيل وزيرا فلسطينيا للاسرى والمعتقلين، وقبله حاولت تحويل غزة الى ركام. وفي هذه الاونة تنتصر فلسطين على نفسها رغم الفيتو ونحن اكثر قناعة بتحقيق عدالتها".

واردف: "لقد تسارعت الاحداث منذ ان التقينا سويا في 13 تشرين الاول في جنيف على هامش الدورة 113 للاتحاد البرلماني الدولي، وكان من ابرزها المحادثات حول ملف ايران النووي التي نرى انها اسست لما يمكن وصفه بمصلحة الجميع من دون استثناء بالسير بخطى ثابتة لتأكيد السلم والامن الاقليميين والدوليين، وهو الامر الذي يتجه الى التحقق خلال الاشهر المقبلة ان شاء الله".

وقال: "اننا مثلكم نلمس: اولا- ان الحرب الدولية الجوية في العراق وسوريا لن تؤدي الى استتباب الامن وان المطلوب نشر التوعية الايمانية الحقيقية والتنمية في خط مواز. ثانيا - ان الحل في سوريا هو داخلي سياسي وليس جغرافيا، وهو لن يتحقق مع وجود حدود مفتوحة امام السلاح والمسلحين والتدفقات المالية. ثالثا- ان الاساس الذي يجب ان يقوم عليه الاستقرار في الشرق ينطلق من اعادة بناء الثقة في العلاقات الايرانية -السعودية رغم كل ما حصل ويحصل. وان لبنان برأينا يرتب الجغرافيا البشرية النموذجية لصياغة هذه العلاقة".

اضاف: "اتذكر يوم لقائنا الاخير سؤالكم لي عن خطوة اوباما المهمة خلال الاشهر الثلاثة المقبلة. لعلها في كوبا. انا ازعم ان احدا في الدنيا لا يستطيع معرفة الخطوة القادمة في الشرق خلال الدقائق الثلاث القادمة، لأن الشرق محكوم الى السحر لا الى الفكر. انه مع احترامي للظروف المكانية والزمانية الراهنة ارى ان كل خطوة ثابتة تحتاج الى الانطلاق من بناء ثقة الناس بدولهم وبالمستقبل، ومن ثبات قوة عملهم وانتاجهم، ومن وضع خطة شاملة لمواجهة الفكر المتطرف والتسييس البغيض وحفظ حقوق الانسان في بلدنا. اما آن الاوان لإكتشاف كذبة الربيع بتحقيق الديموقراطية بالقوة وفي شرق اوسط مع الاسف غير مؤهل لها؟ قالها مفكر فرنسي في تسعينيات القرن الثامن عشر هو بيك، قال "الديموقراطية تنمو ببطئ وليس من خلال ثورات عنيفة". وعلى المستوى العام استمرار دعم الشعب الفلسطيني لتحقيق امانيه الوطنية".

وتابع: "لن اطيل عليكم وقد اوجزت القول الا انني اولا واخيرا لا يفوتني ولا يفوت لبنان شكر ايران مرشدا ورئيسا ومجلسا للشورى وحكومة على استمرار دعمها للبنان خصوصا وللمقاومة اخصا، وسعيها الدائم لإزالة اثار الحروب الاسرائيلية وتزويد المقاومة بأسباب قوة الردع بمواجهة العدوان".

وختم: "اجدد الترحيب بكم وبالوفد المرافق على امل في لقاء متجدد لما فيه خير ايران ولبنان".

والقى لاريجاني كلمة استهلها بالقول: "بداية ارى لزاما علي ان اتوجه بالشكر والتقدير الى اخي دولة الرئيس بري لأنه سهل المقدمات اللازمة لهذه الزيارة الى لبنان. وهو لطالما كان الباني للخير في هذا البلد العزيز، ونحن استفدنا ونستفيد من وجهات نظره القيمة. كما اود ان اغتنم هذه المناسبة لكي اتقدم الى دولة الرئيس وكل هذه الوجوه الكريمة والى الشعب اللبناني العزيز باسمى ايات العزاء بضحايا الطائرة الجزائرية المنكوبة التي سقطت منذ بضعة اشهر وكان على متنها عدد من اللبنانيين الابرياء. نسأل الله عز وجل ان يكتب لهم فسيح جنانه ان شاءالله".

اضاف: "في هذا اللقاء اود ان اثمن واقدر عاليا المبادرة السياسية والوطنية التي قام بها دولة الرئيس بري في هذه الفترة والتي افسح من خلالها المجال للحوار الاخوي البناء بين التيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية. ونحن نعتبر ان هذه المبادرة الوطنية وهذا الحوار الكريم من شأنه ان يفسح المجال امام المزيد من التقريب في وجهات النظر وفي الرؤى لمختلف القوى والتيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية الامر الذي يؤدي الى حلحلة العديد من المشاكل السياسية التي ما زالت قائمة حتى الان. وبطبيعة الحال فان المشاكل السياسية العالقة على الساحة اللبنانية هي امر يخص اللبنانيين انفسهم وبالتالي لا بد للنخب السياسية اللبنانية ان تجد المخارج اللازمة لمثل هذه المشكلات. ونحن نعرف ان النخب السياسية لطالما تحلت بالوعي والنضج والخبرة والكفاية التي تؤهلها لإيجاد الحلول الناجعة والمناسبة لكل الازمات التي يمر بها هذا البلد الشقيق".

وتابع: "انني اشاطر دولة الرئيس كل الامور والنقاط السياسية الهامة التي تفضل بطرحها. وخلال لقائي الذي جمعنا منذ قليل مع دولته تحدثنا حول الكثير من التطورات والملفات السياسية ومن ابرزها التطورات المتعلقة بالملف النووي السلمي للجمهورية الاسلامية في ايران، ووضعنا دولته في جو اخر المستجدات المتعلقة بهذا الشأن. وبحثنا مع دولته ايضا مختلف الملفات السياسية الهامة على صعيد المنطقة، خصوصا حيال الازمة الخطيرة في هذه المنطقة برمتها بسبب وجود وتفشي ظاهرة الارهاب. وانا اعتقد ان كل القوى المؤمنة بفكرة المقاومة والممانعة ينبغى ان تركز في هذه المرحلة على امرين اساسيين: الاول يتعلق بالتصدي للكيان الصهيوني، والثاني التصدي ومواجهة ظاهرة الارهاب والتكفير المتفشية للاسف الشديد في هذه المنطقة. ونحن نعتقد ان هذين الامرين هما وجهان لعملة واحدة".

واردف: "بطبيعة الحال ينبغي اللجوء الى الاساليب السياسية من اجل مقاربة هذه الامور، وهذه الفكرة نادينا بها منذ اللحظة الاولى التي بدأت فيها الازمة السورية. وللاسف الشديد فإن الكثير من القوى الاقليمية لم توافق الرأي مع الجمهورية الاسلامية في ايران وبالتالي شهدنا ان الازمات استفحلت واشتدت. ولكن المشكلة الحقيقية تكمن انه عندما تم الافساح في المجال لظهور هذه القوى والحركات الارهابية التكفيرية والمتطرفة صراحة لا يمكن ان تلملم الوضع بالسهولة المتوقعة، وبالتالي يجب ان نسير على خطوتين لازمتين: الاولى المبررات السياسية، والثانية الاساليب الامنية المناسبة والمؤاتية".

وختم: "اننا نشعر بسرور عندما نرى ان الاطراف المنادية للحل السلمي بدأت تزداد اكثر من السابق. ونأمل ان تتاح الفرصة في المرحلة المقبلة لبلورة هذه الافكار السياسية التي من شأنها ان تعمل على حل هذه الازمة".
 

  • شارك الخبر