hit counter script

أخبار محليّة

بيضون: توصيف السعودية جعجع بـالصديق الماروني الكبير للتأكيد على دور الموارنة

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 00:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رأى النائب والوزير السابق د.محمد عبدالحميد بيضون ان الدولة الفرنسية لمست وجود تقدم وبداية تقارب بين السعودية وايران الاصلاحية بقيادة المثلث روحاني ـ خاتمي ـ رفسنجاني، فأوفدت الى بيروت مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا جيرو حاملا في جعبته خلال جولته الاستطلاعية على القيادات اللبنانية امكانية استفادة لبنان من هذه اللحظة التاريخية لتمرير الرئاسة، الامر الذي تلقفه بخبرة واتقان وعناية رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع وبنى عليه الجزء الاول من زيارته الى المملكة السعودية للاطلاع من كبار المسؤولين فيها على جديد الموقف السعودي من مجمل السياسة الايرانية في المنطقة، وتحديدا المذهبية منها التي ابتدعتها مجموعة المرشد واستفاد منها داعش وسائر التنظيمات الارهابية.

اما لجهة الجزء الثاني من زيارة جعجع للسعودية، فأعرب بيضون في حديث لـ «الأنباء» عن اعتقاده ان جعجع خصصه للمشاركة بوضع جدول اعمال الحوار المرتقب بين المستقبل وحزب الله، خصوصا ان هذا الحوار يخص كل لبنان واللبنانيين ويمثل فيه «المستقبل» كامل الفريق السيادي اي قوى 14 آذار، في وقت يمثل فيه حزب الله منظومة المرشد الايراني، حيث سيحاول خلال المناقشات سحب المستقبل الى داخل حدوده عملا بمقتضيات اجندته الخامنئية، وهو ما تم التباحث به خلال اللقاء الاستثنائي بين الرئيس الحريري ود.جعجع في السعودية، ومن ثم بين الحريري ووفد المستقبل، مع العلم ان جدول اعمال الحوار لم يتم حتى الساعة التوافق عليه بين المستقبل وحزب الله، الامر الذي يؤكد ان جلسة الافتتاح ستكون فقط مجرد شكليات ومصدرا لعناوين الصحف.

واستطرادا، يؤكد بيضون ان توصيف السعودية د.جعجع بـ «الصديق اللبناني الماروني الكبير» هو للتأكيد على عنايتها بأهمية دور الموارنة السياديين في لبنان، خصوصا ان السعودية تدعم الدول العربية جيشا وشعبا ومؤسسات بشكل غير محدود في مواجهة السياسات المذهبية التي تحاول منظومات مرشد الثورة الايرانية ترسيخها في المنطقة، بدليل منح السعودية بشكل غير مسبوق الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية مبلغ 4 مليارات دولار لم يسبق حتى للولايات المتحدة ان منحت مثيله لحليفتها اسرائيل، معتبرا بالتالي ان السعودية تتعاطى مع د.جعجع على انه احد ابرز وأهم الوجوه المارونية المتمسكة بسيادة لبنان وبسياسة الاعتدال المذهبي في المنطقة، وليس بمصالحه الخاصة والشخصية كما هو حال الماروني العماد ميشال عون الذي باع تاريخ الموارنة ومعه كل لبنان للسياسة الايرانية، وبات يشكل اداة رئيسية من ادوات النفوذ الايراني في لبنان، بدليل ما صرح به علي اكبر ولايتي بأن نفوذ ايران يمتد من اليمن الى لبنان، في اشارة الى حزب الله وحركة امل والتيار الوطني المسمى «حر».

وعليه، يؤكد بيضون ان د.جعجع تمكن من خلال سياساته الانفتاحية الهائلة ان يتخطى موقعه كرئيس حزب لبناني، لا بل تولى بنفسه ملء الفراغ الذي عجزت بكركي عن ملئه من خلال عدم تمكنها من جمع الموارنة على طاولة حوارية واحدة، فبادر انطلاقا من رؤيته وبصيرته ومن ادراكه أن المرحلة الراهنة تتطلب الترفع عن سياسة الزواريب التي تمتهنها الرابية، الى تحطيم القيود عبر دعوته العماد عون الى لقاء استثنائي بينهما، ناهيك عن خطواته الجبارة وبعيدا عن الاضواء باتجاه تيار المردة ليضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية بشكل عام والمارونية بشكل خاص، مستدركا ردا على سؤال ان جعجع الباحث دوما عن لبنان السيد الحر والمستقل بحاجة الى حليف اقليمي كبير يدعم خطواته، فكان ان تلاقى بحثه مع اهتمام السعودية بلبنان القوي والمعافى من كل وصاية خارجية وتحديدا من الوصاية الايرانية.

وبالعودة الى حوار المستقبل ـ حزب الله، ابدى بيضون تحفظه على ثنائية التحاور في وقت يحتاج فيه لبنان الى حوار بين جميع القوى السياسية دون استثناء، فما يقال ان الحوار سيقطع الطريق على الفتنة السنية ـ الشيعية كلام مغلوط ولا صحة له، لاسيما ان الوقائع على الارض تؤكد ان الفتنة ليست قائمة بين الفقه السني والفقه الشيعي، انما على دور لبنان ومصيره، بدليل ان العماد عون ليس سنيا ولا شيعيا وهو اكثر من يغطي مشاركة حزب الله في الحرب السورية لمصلحة النظام السوري، الامر الذي يؤكد ان الفتنة السنية ـ الشيعية هي مجرد عنوان ترهيبي لتغطية سيطرة سلاح حزب الله على قرار الدولة وتسخير سياستها في خدمة الاجندة الايرانية، ناهيك عن ان كلا من الرئيس بري ووليد جنبلاط يلعب دور ابو ملحم بين اللبنانيين للتفلت من المسؤوليات، بمعنى آخر يؤكد بيضون ان حصر الحوار بين المستقبل وحزب الله هو لتحميل الاول وحده مسؤولية انقاذ البلاد فيما الآخرون يتفرجون، وتحميله بالتالي مسؤولية فشل الحوار وتدفيعه الاثمان التي قد تصل الى ما يشبه سيناريو 7 أيار.

وختم بيضون، مؤكدا ان احد اهم اهداف حزب الله من الحوار مع المستقبل ليس فقط محاولة سحب الرئيس الحريري الى اجندته الايرانية تحت عنوان محاربة الارهاب، انما والاخطر هو انتزاع بيان يسقط فيه اعلان بعبدا بشكل مدو ونهائي، بدليل ان حزب الله لم يسمح بادراج سلاحه ومشاركته في الحرب السورية على جدول اعمال الحوار، لذلك يعتبر بيضون ان على الوفد الحواري المستقبلي ان يؤكد منذ اللحظات الاولى لانطلاق الحوار ان حواره ينطلق من اعلان بعبدا وانه متمسك وكل 14 آذار بمقررات طاولات الحوار السابقة.

  • شارك الخبر