hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الأساقفة الكاثوليك في أستراليا أنهوا زيارتهم للمنطقة

الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 20:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد الأساقفة الكاثوليك في أستراليا، مؤتمرا صحافيا، في دار مطرانية بيروت للموارنة في الأشرفية في ختام زيارتهم لبنان والعراق تضامنا مع المسيحيين المهجرين من العراق، في حضور رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، النائب العام للأبرشية المونسنيور جوزف مرهج، رئيس كاريتاس لبنان الخوري بول كرم، النائب الأسقفي للشؤون الإدارية والمالية في الأبرشية المونسنيور بول عبد الساتر، النائب الأسقفي للشؤون الرعوية المونسنيور أنطوان عساف، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو أبو كسم، وممثلي وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة.

واستهل المطران مطر المؤتمر كلمته بالترحيب بالأساقفة، فقال: "أخواني أصحاب السيادة المطارنة الآتين من أستراليا العزيزة، أهلا وسهلا بكم في لبنان".

أضاف "بعد أن قام صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بزيارة راعوية إلى أبنائه في أستراليا، نستضيف اليوم في لبنان وفدا أسقفيا من أستراليا، التي تستضيف ما يقارب نصف مليون لبناني. وهم آتون إلى الشرق الأوسط ردا للزيارة، وبصورة خاصة لزيارة الإخوة المهجرين في العراق الشقيق. وهم آتون من أربيل حيث لجأ أكثر من120 ألف مسيحي من نينوى والموصل في ظروف مأساوية كبيرة. وهم يتدبرون أمرهم بما تيسر اليوم، وعطف العالم الأخوي، يأتي من الشعوب، وليس من الدول. وهذا أمر مؤسف".

وتابع "إنتزعنا الاستنكار انتزاعا من الدول الكبيرة. وهذا لم يكن كافيا على الاطلاق. ما نريده ونتمناه هو أن يعود المسيحيون إلى بيوتهم وإلى ديارهم في العراق، لأنهم مكون أساسي لهذا البلد. ساهموا في حضارته مساهمة كبرى. وإنشاء الله يأتي السلام ويتصالح المتخاصمون. نحن في عشية عيد الميلاد، عيد السلام النازل من السماء، لكي لا تبقى عداوة في ألأرض. نسأل الله أن يرأف بالعالم ويلهم القادة في الدول كلها الخير والصلح والسلام"، موجها التحية بصورة خاصة إلى "المطران طربية مطران الموارنة في أستراليا"، قائلا له: "أنت في بيتك سيدنا، وكلكم في بيتكم. شكرا لأنكم زرتم مطرانية بيروت، تقيمون فيها مؤتمرا صحافيا، تعلنون فيه عن كل ما تحقق في هذه الجولة التضامنية. لكم الشكر عن كل ما قمتم به، والمكافأة من عند الله".

رباط

وبعد مداخلة للمطران كرستوفر براوس حول "المعاناة التي يعيشها مسيحييو العراق ودعوة العالم لمساعدتهم"، ألقى راعي الكنيسة الملكية في أستراليا ونيوزيلندا ورئيس أساقفة مجلس الكنائس الشرقية في أستراليا ونيوزيلندا المطران روبير رباط كلمة استهلها بشكر "المطران بولس مطر على هذه الاستضافة عشية الميلاد المجيد"، باسم "أعضاء البعثة المؤلفة من: أعضاء مجلس الكنائس الكاثوليك في أستراليا ومجلس الكنائس الشرقية في استراليا ونيوزيلندا، المطران جبراييل كساب رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في أستراليا ونيوزيلندا، والمطران جوليان باوترس رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في هوبارت، والمطران أنطوان شربل طربيه رئيس أساقفة الكنيسة المارونية في أستراليا ونيوزيلندا، والأنبا دانيال رئيس أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية في سيدني وضواحيها والمطران يوسف يعقوب رئيس أساقفة الكنيسة الشرقية القديمة في أستراليا ونيوزيلندا، والمطران كريستوفر براوس رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في كانبيرا عاصمة أستراليا، أشكر سيادة المطران بولس مطر على هذه الإستضافة عشية الميلاد المجيد"، مشيرا إلى أن "هذه البعثة كانت مرسلة لتنظر في أحوال اللاجئين والمهجرين العراقيين في لبنان وأربيل".

البيان الختامي

ثم ألقى راعي أبرشية أستراليا المارونية المطران أنطوان طربيه البيان الختامي للبعثة، جاء فيه: "في هذه الأيام السابقة لعيد الملاد المجيد تنهي بعثة أساقفة الكنيسة الكاثوليكية، ومجلس أساقفة كنائس الشرق الأوسط الرسولية في كل من أستراليا ونيوزيلندا، والمكونة من سبعة أساقفة زيارتها الرعوية للاجئين في لبنان وأربيل شمال العراق، التي استمرت خمسة أيام".

وقال "يتلخص هدف هذه الزيارة الرسولية بالتضامن والتشجيع على الثبات في الإيمان للآلاف من المسيحيين المشردين، وللوقوف إلى جانب الأقليات الإثنية الأخرى المضطهدة في هذه المنطقة المضطربة من العالم، التي هي في الأساس مهد المسيحية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فمنذ شهر حزيران 2014 أكثر من 125 ألف مسيحي من الموصل وسهل نينوى أجبروا على الرحيل، نتيجة الإضطهاد والتهديد والقتل والتعنيف من قبل مجموعات داعش المسلحة، وقد وضعوا أمام خيارات مستحيلة إذا ما أرادوا البقاء في أرضهم. إما دفع جزية كبيرة، وإما الإرتداد إلى ديانة الإسلام وإما مواجهة الموت".

واعتبر أن "هذا الواقع المأساوي غير المسبوق في العصر الحديث، دفع بالمسيحيين إلى هجرة جماعية من بيوتهم وأراضيهم، لكي ينجوا من القتل والاضطهاد. مما أدى إلى احتلال بيوتهم وأرزاقهم وتدمير كنائسهم القديمة العهد، من دون أن تكون لهم إمكانية حمل أي شي من مقتنياتهم وجنى العمر"، مشيرا إلى أن "هناك شكوك كبيرة، في الوقت الحاضر، حول إمكانية عودتهم القريبة إلى بيوتهم وقراهم".

وكشف أن "بعثة الأساقفة التقت مع مجموعات من هؤلاء الضحايا، ضحايا الإرهاب والتهجير والعنف والتطهير الديني والعرقي في أماكن تواجدهم الحالية في بيروت وفي أقليم كردستان العراقي. وقد لاقت زيارة الأساقفة ترحيبا كبيرا من قبل النازحين واللاجئين واللجان التي تعنى بشؤونهم، على ان الكثيرين منهم عبروا عن شعورهم بأنهم منسيون ومتروكون من قبل دول العالم الغربي وكنائسه. وخلال زيارتهم أصغى الأساقفة باهتمام كلي إلى شهادات حية ما زال فيها الكثير من الألم والدموع والخوف، وأقاموا القداديس ورفعوا الصلوات مع النازحين واللاجئين، وقدموا لهم مساعدات مادية وهدايا ميلادية".

وفي إطار التضامن الإنساني المستمر مع النازحين من العراق، أعلن أن "بعثة الأساقفة ستقوم بمساعدة ألف عائلة من الذين هم أكثر حاجة وعوز، وذلك خلال الفترة الممتدة من عيد الميلاد إلى عيد الفصح المبارك عام 2015. أما طريقة توزيع هذه المساعدات المالية، فسوف تتولاها لجنة الأساقفة والكهنة المعنية بشؤون النازحين في العراق ومؤسسة كاريتاس في لبنان".

ودعا باسم بعثة الأساقفة كل الأستراليين وخصوصا المسيحيين منهم خلال احتفالات عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة "ألا يغيب عن بالهم حال المتألمين والنازحين واللاجئين في بلدان الشرق الأوسط، وأن يتابعوا رفع الصلوات وجمع التبرعات لتخفيف معاناتهم".

وختم "منذ ألفي سنة ولد في هذه المنطقة من العالم يسوع المسيح رجاء الإنسان والبشرية. وها نحن اليوم، نوجه أنظارنا إليه من جديد، ليكون مصدر فرح وعزاء دائمين لكل المعذبين والفقراء في بقاع الأرض، خصوصا في شرقنا العزيز".

سئل: ماهي قيمة التقديمات المالية، للبعثة إلى النازحين في لبنان وأربيل، وهل هناك رسالة إلى الفاتيكان حول أوضاعهم؟

أجاب: زيارتنا كانت من أجل تأكيد تضامن الكنيسة مع النازحين، ووقوف أبناء الكنيسة إلى جانب بعضهم بعضا. ونحن كأساقفة معنيين بهذا الموضوع انتلقنا من أستراليا إلى الشرق الأوسط، لنقول للمسيحيين الذين يعانون ظروف التهجير الصعبة إننا لم ننسهم. وبالتالي، فإن التبرعات التي تم جمعها تخطت 400 ألف دولار، ستتوزع على مدى أربعة أشهر إلى آلأف عائلة في أربيل وفي بيروت. والرسالة الأهم التي حملونا إياها، هي رسالة الثبات في الإيمان، وعلى الرغم من كل المعاناة، هذه العائلات المنكوبة ثابتة في إيمانها، وهي تنظر إلى مستقبل أفضل.
 

  • شارك الخبر