hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

الجامعة الاسلامية كرمت القاضي سامي منصور

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 16:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام رئيس الجامعة الإسلامية في لبنان الدكتور حسن الشلبي حفل تكريم للرئيس القاضي الدكتور سامي منصور في قاعة الإحتفالات في مقر الجامعة حضره: الرئيس حسين الحسيني،النواب: عبد اللطيف الزين، علي عمار ونوار الساحلي،الوزيران السابقان: عدنان منصور، علي الشامي،النواب السابقون: أمين شري، نزيه منصور وصلاح الحركة، رئيسا الجامعة اللبنانية السابقان: محمد المجذوب وزهير شكر، أمين عام الجامعة عباس نصرالله، مدير عام المجلس الاسلامي الأعلى نزيه جمول وحشد من الشخصيات القضائية والتربوية والاكاديمية والاجتماعية وعمداء وأساتذة الجامعات.

عرف بالإحتفال مدير شؤون الطلاب الدكتور غادي مقلد، وبعد النشيد الوطني استهل الشلبي الحفل بالترحيب بالحضور منوها ب"مزايا وصفات القاضي منصور الذي نكرمه لما جعله من القضاء مدرسة لمن يريد ان يدرس مواده ويعمل فيه، فهو علمَّ وما يزال في مختلف الجامعات حيث ملأ علم القانون بما ألف من كتب قانونية ونشر من حقوق، فالجامعة تسعد بتكريم رجل علم كبير في القانون والقضاء تولى وظائف عليا في سلك القضاء بسرعة عليا، فحوله قضاؤه الى مدرسة لما أصدر من احكام ووضعه من تعليقات على هذه الأحكام فضلا عن تصديه للتعليم في عدة جامعات وتأليفه لسبع مؤلفات في القانون المدني والقانون الدولي الخاص، اضاف من خلالها الجديد في الدراسات التقليدية اذ اراد في مؤلفاته التي قدم فيها الجديد الذي يحتاجه البلد فلم يكتف بما كتب اذ مد اهتمامه وبحثه الى فلسفة القانون باصداره كتاب منهج تدريس القوانين مع صديقه عكاشة عبد العال".

واشار الى ان القاضي منصور أضاف ابحاثا جديدة لها أهمية خاصة فكان مؤلفا وباحثا كبيرا متميزا كتب بحوثا في مختلف القضايا القانونية تجاوز عددها 32 بحثا، وصلت الى ميدان حقوق الانسان العربي".

والقى الوزير السابق الدكتور بهيج طبارة كلمة قال فيها: "القاضي منصور كان من بين القضاة الذين صمدوا وبقوا في مواقعهم بالرغم من الصعوبات الجمة فكان قدوة في العلم والنزاهة والتجرد وتنوعت موضوعات مؤلفاته وابحاثه بما تحمله من أبعاد مستقبلية ومن رؤيا متقدمة لما سوف يحتاجه القانون في القادم من الايام، فمنذ أكثر من ثلاث عشرة سنة طرح موضوعا ما يزال حتى اليوم من دون جواب هو موضوع الاثبات الالكتروني"، متسائلا: "هل يستطيع القضاء في لبنان ان يتجاهل هذا النوع من انواع التعامل؟ وهل يستطيع القضاء الذي يتصف عمله بالمحافظة والحذر في واقع التشريع الراهن ان يتعامل ايجابيا مع الوسائل الحديئة والتقنيات المتنوعة". 

وخلص الى القول: "اتوقع ان يكون اختتام مسيرة القاضي منصور القضائية نقطة انطلاق جديدة لتقديم المزيد من العطاء في رحاب القانون الواسعة، درسا وتأليفا وتعليقا من اجل اغناء مكتبتنا الحقوقية من علمه وخبرته وتجربته الطويلة". 

وألقى البروفسيور فايز الحاج شاهين كلمة قال فيها: "إن القاضي منصور طالب علم سعى اليه من منابعه وجذوره العميقة. وثابر على المطالعة والبحث والتنقيب فأصبح مجتهدا في القانون، فهو رجل الوفاء للاشخاص الذين عرفهم والذين وضعهم الله في طريقه اثناء تحصيله الجامعي واثناء ممارسته لمهنة القضاء، ولا ينسب الى نفسه رأيا ليس له انما يذكر المرجع الذي نهل منه فيذكر الكتاب والكاتب والصفحة والفقرة، وهذا النوع من الوفاء اسمه النزاهة الفكرية، ولقد استعمل السيف بعد الميزان كقاض عندما كان يصدر الاحكام وكاستاذ جامعي عندما كان يلقي الدروس على طلابه، فخياراته واعماله في القضاء والجامعة سمحت له أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب بالنسبة لنهج الجمع بين المدرسة والقصر، أما اسلوبه فهو اسلوب رجل العلم الواثق من نفسه وليس اسلوب من يقرأ في الفنجان، فأفكاره تولد ليس فقط لابسة بل متأنقة". 

والقى رئيس مجلس القضاء الاعلى الدكتور غالب غانم كلمة جاء فيها: "جمعتنا مع الصديق منصور، بعض محطات العمل القضائي، من الصغرى الى الكبرى، فكانت تنال منا بالمقدار إياه، العناية كلها والجدية كلها. المسؤولية هي ذاتها سواء كنت في الدرجات الدنيا أو العليا. من استهان بالصغيرة لا يستأهل الكبيرة، ومن جعلته الصغيرة يتأفف تجعله الكبيرة يتغاوى، فيضيع الحق في الحالين. في أحلك الأزمات، أوليت ما انتدبت اليه رعايتك القصوى، فكنت قاضيا ومسؤولا في بداية الدرب، وجليت في نهايتها. من المحطات الجامعية في السنوات المتأخرة، عملنا معا في مجلس القضاء الأعلى، وفي الهيئة العامة لمحكمة التمييز، وفي مجلس إدارة معهد الدروس القضائية، وفي المجلس العدلي. في هذه المواقع، كان مرجعا، وسندا، وجسرا من جسور الحكمة، وقلعة من قلاع الصمود. وبفضل ما مسح الله به طباعه من ليونة وصلابة في آن، بات لا يصنف قي صف الحمائم أو في صف الصقور. كان بالأحرى نسرا قويا بدماثته، وسارحا في فضاء القضاء كما يسرح الأحرار الذين يؤمنون بأن حق التطواف في رحبات الحرية هو لهم ولسواهم. ستظل صورته القضائية، الكاملة الترفع والكاملة الرفعة والكاملة المهابة، محفورة ومنشورة".

واستهل نقيب المحامين جورج جريج كلمته بالقول: "بتكريم منصور نكرم العدالة في وطن عز به الإعتدال، وصار التطاول على المؤسسات الكيانية من ضروب التذاكي وتقنيات العمل الوطني. في هذه الأيام القاسية على لبنان، تحضرنا مشهدية وجدانية، نتعلق بأهدابها خوفا من ان يرحل الوطن، قوامها مطرقة دستورية في مجلس النواب، يسمع صداها في كل مكان وتكون آذنة باكتمال النصاب وانتخاب رئيس للجمهورية. لم يخش القاضي منصور في حياته المهنية الصعاب، بل خاضها بجرأة وشجاعة وكفاءة، بقي ثابتا في الموقف من الحق رغم أنه كتب عن الثبات والتغيير في العقد المدني، لا يستسيغ النزاع العبثي، وكتب في علم التنازع بأجزائه الثلاثة: الإختصاص التشريعي الدولي، والإختصاص القضائي الدولي، وتنفيذ الأحكام القضائية والتحكيمية الدولية. هو موسوعة فكرية صالت وجالت في كل المواضيع لا تعديا بل اختصاصا، لا يسعى الى الرضى السياسي، ولا يهمه الغضب السياسي، بل رضى فكره وعلمه وضميره.لم تحمله رياح الغرور الصفراء إلى حيث البخار، بل بقي حيث هو، رأس شامخ ينحني تواضعا بابتسامة صادقة لا تعرف الزيف، هذا القاضي رجال في رجل، قاضي العلم والمعرفة، وقاضي المناعة الأخلاقية والقاضي الإنسان. هذا هو سامي منصور الذي استحق الحكم باسمي، باسمنا، باسم الشعب اللبناني".

والقى منصور كلمة قال فيها: "ان هذا التكريم الذي شرفني فيه رئيس الجامعة الاسلامية في لبنان الاستاذ الدكتور حسن الشلبي مع فريق عمل تفانى في تنظيمه كالعميد الاستاذ الدكتور رامز عمار وعدد من الاساتذة والاداريين. وكل من ساهم في انجاح هذا اللقاء، هو ترجمة لما تقوم عليه هذه الجامعة من قيم انسانية واخلاقية مستوحاة من مضامين الاطروحة التي ارتكز عليها وعمل على تحقيقها المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان وعلى رأسه سماحة آية الله الشيخ عبد الامير قبلان.ان هذه الجامعة هي في حقيقتها صورة عن الاندماج الوطني والتكامل بين المكونات الطائفية والمذهبية للمجتمع اللبناني، وليس فيما نقوله شعارات وانما طموح مشروع واساسي لبناء دولة المؤسسات والقانون التي سعى اليها دستور الطائف، وهذا ما عملت وتعمل على ترجمته واقعا وعمليا الادارة الحكيمة لهذه الجامعة. فطلابها هم هذه الفئة الكادحة من العصاميين والمثابرين الذين يقصدونها من مختلف المناطق اللبنانية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن قمم البقاع والجبل الى سفوح العاصمة وضواحيها، متكبدين مشقات التنقل وقساوة الحياة! فهذه الجامعة التي اطلق فكرتها واسسها الامام المغيب السيد موسى الصدر وساهم في تقدمها وازدهارها سماحة الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين وتعهد بحفظها وتطويرها وانمائها سماحة الامام الشيخ عبد الامير قبلان، واعتلى منبرها منذ تأسيسها الاستاذ الدكتور حسن الشلبي، انما هي جامعة على صورة هؤلاء القادة الكبار. جامعة علم واخلاق ومواقف وطنية".

وفي الختام قدم الرئيس الشلبي للقاضي منصور درع الجامعة عرفانا بعلمه وفضله.
 

  • شارك الخبر