hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

شيخ عقل دروز فلسطين: نصلّي من أجل دروز لبنان وسوريا

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 09:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اشار الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين الشيخ أبو حسن موفق طريف الى ان "الطائفة المعروفية تمرّ على، في الآونة الأخيرة، ظروف وأوضاع قاسية، تقض مضاجع أبناءها، وتؤثر سلبيا، بشكل ملحوظ على مجرى الحياة في أوساطها، وتشكّل خطورة وتهديدا لنقائها وبقائها كما أراد الباري لها، ولاستمرارية وجودها بالشكل الذي تعوّدت عليه. وهذا الوضع غير المريح، يشمل إخوتنا في سوريا ولبنان، وكذلك ألأهل في هذه البلاد. ففي سوريا يعيش اخواننا الدروز حرباً أهليةً فتّاكة، أدّت إلى مقتل عشرات الآلاف من المواطنين من كافة الطوائف، وإلى تهجير الملايين من المواطنين السوريين، وإلى شلّ الاقتصاد والثقافة والعلم وسائر الأمور التي ينعم الإنسان بوجودها في الظروف العادية. وقد فقدت الطائفة الدرزية في سوريا حتى الآن، في هذه الحرب الأهلية، عددا كبيرا من خيرة أبنائها وقادتها، الذين استشهدوا أثناء خدمتهم في الجيش النظامي، وإلى جانبهم عددا من الذين انضموا إلى الثوار، بالإضافة إلى المواطنين الدروز الأبرياء، الذين استشهدوا أثناء تنقلاتهم أو في بيوتهم".
واضاف "وفي لبنان, يهدّد إخواننا مصير مماثل، فيما لو اندلعت هذه الحرب هناك, لا سمح الله وقدر. وبدورنا, نُصلي من اجلهم, ومِن أجل أن يحل السلام في بلادهم, وأن يعود إليها الأمن والأمان، وكُلُنا ثقة، في أن القيادات الدينية، السياسية، الأهلية والعامة هناك، بعونه تعالى، تعمل كل ما بوسعها، لكي تخفف من وطأة أهوال تلك الحرب، ولكي تحافظ على كيان الطائفة هناك، و تساعد الأهل في تخطّي هذه الأزمة القاسية، التي يمرون بها, وعلى اجتيازها بسلام. ونحن, من هنا، نبتهل إلى الله، سبحانه وتعالى، ونطلب منهُ، أن يرأف بهم وبجميع أهل تلك البلاد، وأن يحلّ الأزمة التي يعيشونها، وأن يجعل طائفتنا مصانة محمية مَرعية شامخة, مُنضوية تحت لواء التوحيد والإيمان, وبدورنا, لو طُلبوا منا مد يد العون لهم، سنكون أقرب إليهم مِنهم إلى حِبال أوردتهم".
واستطرد "الطائفة الدرزية, منذ وجودها وحتى اليوم، تجنح دائما إلى السلم والصلح والتفاهم، وإن صادف وجهاؤها موقع خلاف عند الآخرين، فهم يحاولون دائما إصلاح ذات البين، وأن تلعب الطائفة دور جسر السلام. ومن عادات أبناء الطائفة، أن لا يعتدوا على أحد. وقد عانت الطائفة كثيرا, لكونها اتخذت موقف المواطنة الصالحة في البلاد، وقامت بتأدية كافة واجباتها وفروضها اتجاه مجتمعها ودولتها، تمشيا مع سياستها العامة، التي تتلخص في احترام القانون، والكيان، والدولة، التي تعيش فيها، طالما تحافظ هذه الدولة على كرامتها، ولا تعتدي على خصوصياتها. وقد احتدم الصراع في الآونة الأخيرة في بلادنا، إثر الاعتداءات المتكررة من قِبل طرفي الخصام, حول أمور دينية وسياسة, جذبتنا الى داخلها دون أن يكون لنا, نحن أبناء الطائفة الدرزية, أي دور في الموضوع. وبفضل كون هذه الدولة، دولة ديمقراطية، فقد تنوعت الأفكار لدى الناس فيها، وتشعبت، وأصبح لكل مواطن رأيه وموقفه، وليس فقط اتجاه همومه ومشاكله الشخصية، وإنما اتجاه مراكز الثِقل في الطائفة، ومواقف رجالاتها، وسلوكهم الفردي أو الجماعي, السياسي أو الاجتماعي. وهذه الأمور، يجب أن يتم اتخاذ القرار والفصل فيها، من قبل قادة الطائفة والمسؤولين، الذين اختارهم أبناء الطائفة، لأن يكونوا ناطقين فاعلين باسمها، كما هو متبع في المجتمعات الراقية عادة".
وتابع "نعود ونكرر القول، إن الطائفة الدرزية, أينما وجدت, هي طائفة مسالمة، لم ولا ولن تعتدي على أحد، ولن تقبل الاعتداء عليها، وهي مُتشبثة بتراثها، ومبادئها، وعقائدها، ولا تريد أن تفرض هذه الموروثات على أحد من غير ابنائها, وهي تحترم وتُجل كافة الديانات والمذاهب والاعتقادات، وتجل وتقدس كافة الأنبياء، والرسل، والأولياء الصالحين، وتقدر وتبجل كل مواطن مؤمن, بغض النظر عن انتمائه المذهبي. والطائفة الدرزية على كافة مُركباتها, تدعو جميع السكان في هذه الديار، إلى التعايش بسلام وصفاء, وتبقى رافعة أمد الدهر، لشعار " الدين لله والوطن للجميع ".
 

  • شارك الخبر