hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

صليبا: همنا بقاء المسيحيين في الشرق والهجرة تطال المسلمين أيضا

الخميس ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 09:32

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عاد المتروبوليت بولس صليبا راعي أبرشية الروم الأنطاكيين الأرثوذكس في أستراليا ونيو زيلاندا والفيلبين وتوابعها من الولايات المتحدة إلى سيدني، بعد زيارة إلى نيويورك حيث شارك في مراسم سيامة المطران جوزيف الزحلاوي ثم إلى واشنطن حيث عقد لقاء في البيت الأبيض حضر جانبا منه الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وسبق الزيارة إلى واشنطن زيارة قام بها المتروبوليت صليبا إلى اليونان حيث التقى بمسؤولين من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية ورئيس الوزراء اليوناني، وكانت القضية الأبرز في الزيارتين أوضاع المسيحيين في الشرق وكيفية المحافظة على وجودهم في الأرض التي عاشوا فيها طويلا وساهموا في نهضتها وإعمارها.

وعقد المتروبوليت صليبا في دارته في إيلاوونغ مؤتمرا صحافيا حضره عدد من ممثلي وسائل الإعلام ، حيث أشار إلى أن الزيارة إلى واشنطن شملت لقاءات مع أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي والحكومة، وكان موضوع تلك اللقاءات المحافظة على المسيحيين في الشرق.


وقال :"أنا أعرف كيفية التفكير الغربي، خصوصا في الولايات المتحدة، فالعديد من المسؤولين يتظاهرون بالرغبة في تقديم المساعدات، ولكن لا يهمهم أمر المسيحيين". مذكرا بأن (وزير الخارجية الاميركي السبق هنري)كيسنجر أثناء الحرب اللبنانية عام 1975، بعث بالبواخر لنقل المسيحيين إلى أميركا، على الرغم من أن المسيحيين هم من صلب الشرق وكانوا فيه منذ البداية. ومن غير المسيحيين فان المسلمين يضعفون كثيرا، ويتهمون بعدم قبول الآخر، وفي الماضي كان المسيحيون يتعرضون لاضطهاد من أشخاص وأنظمة أما الآن فهم يعانون من جماعات متطرفة، فالخطر عليهم وعلى الإسلام أيضا".

وأشار إلى "أن عدد المسلمين الذين يهاجرون من بلادهم أكبر بكثير من عدد المسيحيين، ولكن بسبب الفرق الكبير في عدد السكان، فإن هجرة المسلمين لا تظهر كما تظهر للعيان هجرة المسيحيين. وهذا التفاعل الحضاري العميق بين المسلمين والمسيحيين في الشرق لا يجب أن يتوقف، والمسلمون أنفسهم لا يريدون أن يحدث هذا".

واكد "إن المسيحية انطلقت من الشرق: من أورشليم ودمشق وأنطاكيا، وليس من الغرب".

وعن الزيارة إلى أميركا قال صليبا :"لم تكن هناك دعوة رسمية من الحكومة الأميركية، بل كان الهدف المشاركة في تنصيب المطران جوزيف الزحلاوي مطرانا على أميركا الشمالية، وكانت مراسيم التنصيب في نيويورك، ثم كان هناك شق من الزيارة في واشنطن، حيث قيل لنا إن مستشارة الرئيس هي التي ستستقبلنا، ولكن الرئيس أوباما شارك في جزء من اللقاء".

وذكر المتروبوليت صليبا بأن البطاركة الشرقيين توجهوا في وقت سابق من السنة إلى واشنطن، وأخذوا موعدا للقاء الرئيس الأميركي، ولكن بعض الشيوخ في الكونغرس
الموالين لاسرائيل اغضبوا بعض البطاركة فلم يجر اللقاء كما كان مقررا".

وأوضح "أن المطارنة الذين حضروا اللقاء في البيت الأبيض كانوا المتروبوليت بولس صليبا والمطران جوزيف الزحلاوي ومطران عكار منصور باسيل. والرئيس الأميركس سأل واستمع أكثر مما تكلم، وكان سؤاله الأهم: ماذا يمكن أن نفعل من أجل المسيحيين في الشرق؟ وكان يعتمد علينا في توضيح الأمور لأننا أبناء البلاد وقد عشنا فيها واختبرنا تجارب أهلها وظروف حياتهم، وقد فهم منه أن الإدارة الأيركية لم تعد تفكر في رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. أما نحن فيهمنا عدم هجرة المسيحيين من الشرق، وهذه الناحية يشدد عليها جميع المطارنة والبطاركة الشرقيون وليس فقط نحن. ولكن علينا أن نجد حلولا جذرية لمساعدة المسيحيين على البقاء في أرضهم، والعالم الغربي والمغتربون يجب أن يساعدوا المسيحيين على الصمود في ديارهم، فالذي تهدم بيته أو تدمرت مدرسته أو فقد عمله وأسباب الرزق علينا أن نؤمن له البدائل، ليس بالكلام بل بالعمل. وإذا لم نؤمن لهؤلاء مقومات البقاء فإنهم سيهاجرون".

ولفت الى "الفرق بين المسيحيين في لبنان والمسيحيين في الدول العربية الأخرى، ففي لبنان يشعر المسيحي أنه في وطنه، أما المسيحي في بلاد أخرى فليس عنده هذا الشعور، لذلك من السهل عليه أن يغادر إلى المهاجر. وموضوع البقاء في الأرض يأخذ حيزا كبيرا من تفكيرنا اليوم، وقد أبدت الكنيسة اليونانية استعدادها للمساعدة، كما اقترح رئيس الوزراء اليوناني أن يعقد مؤتمر مسيحي موسع في اثينا أو في بيروت، فاقترحت أن يكون المؤتمر في بيروت".

وردا على أسئلة الصحافيين أجاب صليبا :"إن الحروب تؤدي إلى هجرة الناس من ديارهم، فالمسيحي الذي لا يشعر بالامان يغادر وكذلك المسلم، ولكن لسنا نحن من ينهي الحرب، بل تتحكم فيها مصالح الدول".

وهل هناك تخوف على مصير المسيحيين في لبنان؟ أجاب :"بالطبع، هناك خوف، فقد كانت نسبة المسيحيين في لبنان عام 1946 حوالي 58 في المئة، وهم الآن بين 32 في المئة و 34 في المئة، ومن أسباب تناقص المسيحيين الهجرة وقلة الولادات، وإذا تضاءلت نسبة المسيحيين في لبنان من 58 في المئة إلى 34 في المئة، فماذا ستكون عليه الحال بعد ثلاثين أو أربعين سنة؟" ولفت أيضا إلى "أن الوضع السياسي في الوقت الراهن لا يساعد على عودة المهاجرين والمهجرين إلى ديارهم".

وختم صليبا :"إن الأمر الذي يخيف هو أن أغلب الهجرة هي من جيل الشباب، ولكي يستقر هؤلاء يجب أن تتوافر لهم 3 أمور: العمل، استقرار العائلة واللغة. وإذا وجد الإنسان هذه العناصر الثلاثة في بلاد المهجر فإنه قد لا يعود إلى بلاده الأصلية".  

  • شارك الخبر