hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

الندوة الختامية لمركز عصام فارس بعنوان "أربعة أعوام على الإنتفاضات العربية"

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 13:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شددت الباحثة الدكتورة فاديا كيوان، في الندوة الختامية لمركز عصام فارس للشؤون اللبنانية لعام 2014 بعنوان "أربعة أعوام على الإنتفاضات العربية"، على أن "الانتقال إلى الديموقراطية مسار، لا عملية استبدال تحصل بين ليلة وضحاها، وأن دول العالم العربي التي شهدت انتفاضات ما زالت في خضم مسار طويل سيؤدي في النهاية إلى أنظمة تنافسية ومفتوحة تحترم حقوق الإنسان والحريات العامة والشخصية".

ورأت أن "تحقيق الديموقراطية في شكل سريع عبر الآلية التنافسية يمكن أن يسهم في تقويض مبادئ الحريات العامة والشخصية ووصل من يحملون اتجاهات معادية لهذه المفاهيم التي تشكل أسس النظام الديموقراطي".

واعتبرت أن "مرحلة الانتفاضات العربية كانت مشرقة لأن الشعوب المطالبة بالتغيير كسرت مقولة أن الدول العربية هي استثناء بين دول العالم، وأثبتت أنها تهتم بقيم الديموقراطية وحقوق الإنسان والشفافية، لكن ظروفا خاصة منعتها من أن تلتحق سابقا بركب موجات الدمقرطة".

ورأت أن "من إيجابيات المرحلة المستمرة هو أن الشعوب حاولت أن تغير عبر إعادة إنتاج التجارب العالمية السابقة بمفاهيم وآليات ووسائل محلية، لا بمفاهيم مستوردة من الخارج".

وتحدثت عن "ثلاث تجارب إيجابية وهي التونسية والمصرية، واليمنية في بدايتها"، مشددة على أننا" في العالم العربي لم نختر التوقيت للتغيير، وعلى أن الظرف العالمي دفعنا في اتجاه تغيير لم نكن جاهزين له".

ورأت أن "التجربة الأكثر نجاحا هي في تونس حيث انتقل طرح المطالب من الشارع إلى النقاش الدستوري، وبمشاركة مكونات المجتمع السياسي التونسي". ورأت أن "التجربة المصرية أقل إيجابية من نظيرتها التونسية، لأن ما جرى في مصر هو خروج شارع في مقابل شارع لمواجهة الخط السياسي الذي أتت به صناديق الإقتراع".

واوضحت انه "بالنسبة الى الانتخابات المصرية، وهي جزء من الآلية للتعبير عن الرأي والمشاركة، يمكن أن تأتي بمن هم أعداء الحريات العامة والشخصية".

وأسفت لأن "يكون الوضع اليوم في اليمن أصبح معقدا أكثر من أيام الرئيس علي عبدالله صالح ولم يعد اليمن نموذجا للانتقال السلمي والتسووي اليوم". 

بدورها، اكدت نهلة الشهال أن "الإنتفاضات العربية عام 2010 لم تكن مفاجئة لأن انتفاضات سابقة خاسرة سبقتها، ومؤشرات إلى قرب حدوثها في الشكل الذي حصلت فيه".

وأوضحت أن "الأنظمة السلطوية العربية تحولت بسبب فشلها السياسي والإقتصادي إلى النيوليبرالية الإقتصادية وحصل فيها إعادة ترتيب وتوزيع للسلطة إلى أجيال جديدة"، مشيرة إلى أن "نتيجة هذه النيوالليبرالية المشوهة أدت إلى توسيع الهوة بين السلطة والمجتمع".

وأضافت أن "هذا التهميش الإضافي أدى إلى تململ فئات اجتماعية واسعة بمن فيها الشباب والطبقة والوسطى".

ولفتت إلى "سلسلة مكاسب إيجابية للانتفاضات وأولاها اقتناع الناس بأن اليأس من التغيير ليس قدرا"، مشيرة إلى أن "اليأس الحالي الذي ينتشر مختلف لأنه ناتج من "الثورة المضادة" والعقبات التي تبرز في الفترة الإنتقالية، في حين أنَّ اليأس الذي ساد لعقود كان نتيجة للاعتقاد أن التغيير ليس ممكنا أن يحصل".

وقالت: "إن المكسب الثاني المهم هو تعبير الناس بعد عقود من الحكم السلطوي بأساليب جميلة ومدهشة في الفن والأدب والثقافة عن أحوال مجتمعاتهم، وخصوصا في بلدان اعتبرت أنها سحقت وخصوصا في العراق".

وأضافت أن "هذا ما يثبت أن المجتمعات العربية لا تزال تمتلك القدرة على المقاومة والتغيير".

وختمت: "إننا نعيش في خضم فترة مؤلمة وفظيعة بسبب قوة الصراع الدولي والإقليمي الإستراتيجي على النفوذ في المشرق العربي وخصوصا سوريا". 

ورأى الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "النهار" جهاد الزين أنَّ" التغيرات العربية وما رافقها، أظهرت أن انهيار الدولة والمجتمع في المشرق العربي هو القاعدة كما حصل في سوريا والعراق، في حين أن تماسك الدولة والمجتمع في المغرب العربي هو الأساس في حين أن الإنهيار والتفكك كما حصل في ليبيا هو الإستثناء"، مشيرا إلى أن "ما يرافق الإنتفاضات العربية يطرح سؤالا كبيرا عن مدى قدرة مجتمعاتنا في المشرق العربي على تحمل الديموقراطية".

وأبدى اعتقاده أن "عسكرة الإنتفاضة السورية، السلمية الليبرالية في بدايتها، لم تكن أمرا حتميا لو تم تداركها، على الرغم من القمع التي جبهت به من النظام"، مشيرا إلى أن "هذه العسكرة قرار إقليمي ودولي ما أدى إلى سحق الركيزة الليبرالية العلمانية للانتفاضة". ولفت إلى أن "في العالم أمثلة كثيرة على انتفاضات سلمية ضد أنظمة ديكتاتورية وتمكنت من النجاح في نهاية المطاف على الرغم من كل ما قابلها من قمع وضحايا".

وأشار إلى أن "مصر بهذا المعنى كانت حركة الإعتراض فيها سلمية في العمق بسبب الثقافة السلمية أساسا للشعب المصري. وقال إن تورط "الإخوان المسلمين" في خيار العنف ضد النظام وصولا إلى ما تشهده سيناء هما من الأسباب التي دفعت الجيش المصري الى التحرك تحت شعار حماية الدولة من الإنهيار".

وحذر من "خطر انقراض المسيحيين والأقليات عموما من المشرق العربي"، عارضا "مصير المسيحيين في العراق وما يشهدونه في سوريا واضمحلالهم في فلسطين"، ومشيرا إلى أن "اندماجهم في الحركات القومية واليسارية العربية وبالأخص مشاركتهم الفاعلة في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية لم تحمهم من هذا الإضمحلال". وأكد أن "خسارة المسيحيين ستكون فادحة وذات تداعيات كبيرة على المجتمعات العربية والإسلامية".
 

  • شارك الخبر