hit counter script

أخبار رياضية

هنري.. أسطورة أخرى تودع المستطيل الأخضر

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 08:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قد يكون قرار اعتزال تييري هنري أمرا متوقعا بسبب تقدمه بالعمر، لكنه يحمل معه نهاية حقبة ذهبية في تاريخ الكرة الفرنسية لأنه يعتبر آخر «المعالم» التي صنعت التاريخ مع منتخب فرنسا «الديوك» وقادته إلى إحراز لقبه العالمي الأول والأخير. «بعد 20 عاما من الوجود في أرصضية الملعب، قررت أن أترك كرة القدم الاحترافية»، هذا ما قاله صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف مع المنتخب الفرنسي (51 هدفا في 123 مباراة) عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، معلنا انتهاء مسيرته في الملاعب وهو في السابعة والثلاثين من عمره. وأضاف هنري الذي دافع عن ألوان المنتخب الفرنسي في 123 مباراة وتوج معه بكأس العالم عام 1998 ووصل معه إلى نهائي نسخة 2006 إضافة إلى إحرازه كأس أوروبا 2000 وكأس القارات عام 2003 «كانت رحلة مذهلة»، شاكرا الأندية التي دافع عنها خلال مسيرته وهي موناكو ويوفنتوس الإيطالي وآرسنال الإنجليزي وبرشلونة الإسباني وصولا إلى نيويورك ريد بولز الذي وصل إليه عام 2010 وخاض معه 122 مباراة سجل خلالها 51 هدفا.
لكن هنري لن يبتعد كثيرا عن اللعبة التي يعشقها وبرع فيها على الجهة اليسرى من المستطيل الأخضر، إذ قرر أن ينتقل إلى التلفزيون ليعمل كمستشار كروي لشبكة «سكاي سبورتس» البريطانية التي ستعيده إلى العاصمة لندن حيث أبدع طيلة ثمانية مواسم مع آرسنال الذي كرمه بتمثال على مداخل «استاد الإمارات» اعترافا منه بقيمة هذا اللاعب في تاريخ «المدفعجية».

«حان الوقت بالنسبة لي لكي أسلك مسارا مختلفا في مسيرتي»، هذا ما قاله «تيتي»، مضيفا «يسعدني الإعلان عن عودتي إلى لندن من أجل الانضمام إلى (سكاي سبورتس) التي سأشاركها الخبرة التي اكتسبتها خلال تلك الأعوام»، آملا أن يستمتع الجمهور بما لديه من معرفة كما استمتعوا به خلال أيام تألقه كلاعب، مضيفا «أراكم على الجهة الأخرى». ومن المؤكد أن هنري كان يتمنى إنهاء مسيرته بإنجاز آخر يضيفه إلى سجله الذهبي، لكنه لم يتمكن من قيادة نيويورك ريد بولز إلى لقب الدوري الأميركي بعد أن خرج الأخير من الدور نصف النهائي أمام نيو إنغلاند باتريوتس.

وقد وضع هنري بقراره الاعتزال حدا للتكهنات باحتمال عودته إلى آرسنال، الفريق الذي تعملق في صفوفه لثمانية مواسم وأصبح أفضل هداف في تاريخ النادي اللندني. وسبق لهنري أن قال مؤخرا إن عودته إلى آرسنال تعتبر «أمنية» في هذا الوقت من العام، أي مع اقتراب عيد الميلاد، مؤكدا في الوقت ذاته أن قرار ترك نيويورك لا يعني بالضرورة أنه سيعتزل اللعبة، مضيفا «كنت مصمما منذ البداية على الرحيل بعد مرور أربعة أعوام ونصف (على وصوله إلى الفريق). هذا ما كان عليه الوضع طيلة الوقت ولم يكن ليتغير بالنسبة لي. استمتعت بوقتي كثيرا، لم تكن الأمور سهلة في بعض الأحيان، كانت صعبة في البداية على الصعيد الشخصي، لكن بعدها أحببت الدوري وعلمت ما هو عليه. كما أحببت نيويورك أيضا».

وسبق لهنري، الذي توج هدافا للدوري الإنجليزي الممتاز في أربع مناسبات وأفضل هداف في أوروبا مرتين، أن عاد إلى آرسنال في 2012 على سبيل الإعارة من نيويورك ريد بولز خلال فترة توقف الدوري الأميركي، ومن المؤكد أنه كان من الصعب عليه الدفاع مجددا وفي هذا العمر عن ألوان الفريق اللندني الذي تركه في 2007 للانضمام إلى برشلونة بعد أن أمضى 8 مواسم في صفوفه وتوج معه بلقب الدوري المحلي مرتين ولقب الكأس المحلية ثلاث مرات وأصبح أفضل هداف في تاريخ «المدفعجية» بتسجيله 228 هدفا في 376 مباراة (بينها هدفان في 7 مباريات خاضها مع الفريق خلال فترة الإعارة من نيويورك). وسيودع هنري ملاعب اللعبة الشعبية الأولى في العالم وفي جعبته 411 هدفا وجميع الألقاب الممكنة إن كان على الصعيد الدولي أو في مسيرته على صعيد الأندية، إذ توج أيضا بألقاب الدوري الفرنسي عام 1997 والإسباني عامي 2009 و2010 والكأس الإسبانية وكأس السوبر الإسبانية ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية عام 2009 مع برشلونة الذي سجل معه 49 هدفا في 121 خاضها في جميع المسابقات من 2007 حتى 2010.

وصنع هنري شهرته في إنجلترا وأصبح من أبرز مهاجمي أوروبا بعدما غير آرسين فينغر مدرب آرسنال مركزه من لاعب جناح إلى مهاجم بعد انضمامه للفريق قادما من يوفنتوس.

وتبقى هناك بعض الذكريات المؤلمة بالنسبة لهنري الذي لم ترحمه وسائل الإعلام بتاتا بعد حادثة الملحق الأوروبي المؤهل إلى مونديال 2010 حين مرر الكرة بيده لويليام غالاس الذي سجل هدف التأهل لفرنسا على حساب آيرلندا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009. ومن المؤكد أن هنري ندم على هذه الحركة وكان يفضل على الأرجح ألا يقوم بها لو عرف ما سينتظره في مونديال جنوب أفريقيا، حيث ودع منتخب «الديوك» النهائيات من الدور الأول بعد مشاركة محرجة للغاية تخللتها مقاطعة اللاعبين للتمارين احتجاجا على قرار المدرب ريمون دومينيك باستبعاد نيكولا أنيلكا لأن الأخير شتمه، وما تبع هذه المشاركة من عقوبات من قبل الاتحاد المحلي بحق اللاعبين. يشار إلى أن هنري تدرب في أكاديمية «كليرفونتين» لكرة القدم التي أخرجت مجموعة من نجوم اللعبة الذين حصدوا لفرنسا لقب بطولة كأس العالم 1998.

وقد تشوهت صورة القائد «تيتي» أمام رفاقه في المنتخب بعد أن طالب بلقاء الرئيس الفرنسي حينها نيكولا ساركوزي لكي يشرح له ما حصل في جنوب أفريقيا من تجاوزات من قبل بعض اللاعبين، لكن ما حصل في المونديال الأفريقي لم يؤثر على مكانته في عاصمة الضباب لندن، حيث ما زال معشوق جماهير «المدفعجية» التي ستتابعه من الآن وصاعدا من الاستوديو أو منصات الإعلاميين في الملاعب لمعرفة رأيه في ما يقدمه رجال المدير الفني آرسين فينغر.

الإسباني سيسك فابريغاس، لاعب تشيلسي الإنجليزي، أشاد بهنري الذي كان زميله في السابق خلال لعبهما في صفوف آرسنال. وعلى حسابه بموقع «تويتر» قال فابريغاس «أمر محزن اعتزال أحد أفضل لاعبي كرة القدم الذين لعبت معهم. إنه أسطورة حقيقية. تيري هنري». وكان سيسك (27 عاما) قد انضم إلى آرسنال في سبتمبر (أيلول) من عام 2003 وهناك لعب إلى جوار هنري لأربعة مواسم، قبل أن ينضم الفرنسي إلى برشلونة الإسباني في يونيو (حزيران) 2007. وأرفق فابريغاس تغريدته أمس بصورة للقطة من مقابلة شهيرة كانت قد أجريت له مع هنري في الـ(بي بي سي) عقب إحدى المباريات. وخلال تلك المقابلة نصح هنري اللاعب الشاب سيسك بأن يعترف إذا كان قد تعرض لخطأ أم لا بعد هدف تم إلغاؤه لليفربول في مباراته أمام آرسنال حينها.

واستخدم الألماني مسعود أوزيل لاعب وسط آرسنال أيضا حسابه على «تويتر» لكي يثني على هنري «أسطورة الآرسنال». وقال أوزيل إن تييري هنري قدم أداء سحر الناس «والآن لا يمكنني سوى أن أقول لك شكرا على كل شيء تييري هنري، أسطورة آرسنال».
(الشرق الاوسط)

  • شارك الخبر