hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - أنطوان غطاس صعب

متى الإستقلال عن كل الوصايات؟

الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في هذه الأيام التي باتت فيها الأصوليات والأفكار الداعشية هي الطاغية في العالم العربي، ومن ضمنه لبنان، السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو عن مدى مناعة المجتمع اللبناني على مواجهة الأفكار المتطرّفة التي تجتاح الجيل الجديد، والتي تنذر بالوصول إلى دائرة مغلقة من التطرّف الأعمى والمذهبية القاتلة لكل أفكار وتجارب التعايش المسيحي ـ الإسلامي. فالوصاية ليست عسكرية أو سياسية فقط، كما أن الإحتلال ليس مادياً في كل الحالات، لأن الإحتلال المادي يقاوم بالدم، لكن الإحتلال الفكري وتشويه العقول يتطلّب لمواجهته سلطة واعية وقادرة على السمو فوق المصالح المادية، والصمود في وجه أي إرهاب آتي من خلف الحدود. لكن السياسيين في لبنان ينصرفون إلى مصالحهم الفئوية والخاصة. وهم لم يأبهوا يوماً بترسيخ وحدتهم الوطنية، بمقدار ما كان همّهم الإنصات لأوامر حلفائهم الإقليميين.
ثم من قال أن الوصاية انتهت. فماذا عن وصاية السلاح غير الشرعي المسلط فوق رؤوس اللبنانيين، والذي بات منتشراً في كل منطقة، ومع كل فئة سياسية إلى أي فئة انتمت. ماذا عن وصاية المافيات المستشرية في البلد، وقد بانت
 معالمها في فضيحة الأغذية ومسالخ اللحوم والمياه الملوّثة ومراكز التجميل؟ ماذا عن وصاية التنظيمات الإرهابية المعشعشة على مساحة الوطن، بعدما تأكد لها وجود بيئات حاضنة حتى العظم؟ وماذا عن غيرها من الوصايات التي لن نستريح منها ما لم نبنِ دولة فعلية، دولة يسودها العدل والمساواة.
 

  • شارك الخبر