hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

هل يطمئن الحراك الغربي اللبنانيين؟

السبت ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 00:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 

اقتنعت معظم الطبقة السياسية في لبنان أن رهن أزمتهم السياسية والرئاسية بفوز حليفهم الإقليمي في سوريا أو المنطقة لم يعد واقعياً، وقد سمعوا مباشرةً من الموفد الرئاسي الروسي ميخائيل بوغدانوف أن لا حلّ للأزمة السورية إلا بجلوس النظام والمعارضة على طاولة المفاوضات من دون شروط أو التزامات مسبقة، داعياً من التقاهم إلى إطلاق حوار داخلي حول الرئاسة والحكومة المقبلة والإنتخابات النيابية.

 وقد  برزت عناصر طمأنينة على محور الإستحقاق الرئاسي عبّرت عنها أوساط سياسية وديبلوماسية فاعلة على خط التواصل مع القوى الداخلية والخارجية المؤثّرة في لبنان، مشيرةً إلى أن هناك حراك بالغ الجدّية من جانب بعض الدول الغربية من أجل إنضاج ظروف انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن عن طريق فصل لبنان عن أزمات المنطقة، من الملف النووي الإيراني والمفاوضات الجارية حوله، إلى الأزمة السورية وما بينهما الملف العراقي والعلاقات السعودية - الإيرانية، ولو أنها تكشف عن مناخ جديد يسود هذه العلاقات لناحية تقاطع الرياض وطهران عند أهمية انتخاب رئيس للبنان، وفصله عن الحسابات الإقليمية والدولية.

وبحسب الأوساط، فإن الفاتيكان، وعبر "البوّابة الفرنسية"، يلعب دوراً بارزاً في اتجاه السعودية وإيران، لإنجاز الحلّ المنشود وفق اعتبارين إثنين: الخشية من انزلاق لبنان إلى خطر الفراغ الشامل والفوضى العارمة اذا ما طرأ أي طارىء حكومي يؤدي إلى استقالة الحكومة الحالية. وتحصين النظام السياسي اللبناني ومنع تفكّكه، في وقت يجري فيه العمل في أكثر من دولة في المحيط على إيجاد أنظمة ديموقراطية على غرار النظام اللبناني والتركيبة التعدّدية اللبنانية، وتالياً تخاض حروب من أجل هذا الهدف.

وبالتوازي كشفت معلومات ديبلوماسية أن مساعي تقوم بها باريس، عبر مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية الذي زار لبنان، تتركّز على ثلاثة ملفات مترابطة: أولاً، سدّ الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس توافقي من ضمن لائحة تضمّ خمسة أسماء، مع تأكيد فرنسا أنها لا تنحاز إلى أي إسم. ثانياً، إقرار قانون إنتخابي عصري تجري الإنتخابات النيابية على أساسه. ثالثاً، تشكيل حكومة وفاق جديدة تشارك فيها جميع الأطراف على الساحة الداخلية. وتضيف المعلومات، أن هذه الملفات مترابطة فيما بينها، وأن الحلّ لن يتحقّق إلا بالتوافق عليها بين الأفرقاء في الداخل، والعرّابين الإقليميين والدوليين، وأن هذه المبادرة تحرّكت بطلب إيراني رغم كل ما يشاع من أن طهران تترك الخوض في الملف الداخلي ل"حزب الله"، فإيران عدّلت موقفها السابق، وباتت تعتبر أن البحث في الملفات الداخلية أصبح ضرورياً بمعزل عن المعطيات الإقليمية.

وهكذا تُدرج الأوساط نفسها الزيارات الأجنبية لمسؤولين غربيين إلى بيروت في هذه المرحلة، في خانة تعزيز مناخات مؤاتية لاتفاق لبناني داخلي على رئيس توافقي، بدءاً بنائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، إلى الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو، وبعده منسّقة السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني خلال الأسبوعين المقبلين.

وتعتبر الأوساط عينها، أن انطلاق الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، يشكّل منصّة داخلية لانطلاق مشروع الإتفاق على رئيس بمباركة مسيحية، ومن ضمن صفقة إقليمية تشارك فيها الأطراف اللبنانية كافة لاحقاً.

                                                       

                                                    

  • شارك الخبر